201

تسلیه مجالس و زینت مجالس - قسمت 1

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

ژانرها

وكان الجمع الكبير والجم الغفير في الغدير حين أخذ البشير النذير بيد صنوه نور الله المبين، وسببه المتين، وإمام المتقين، وأمير المؤمنين، أكثرهم ممن الإلحاد دينه، والنفاق قرينه، قد استحوذ الشيطان على قلبه، واستولى على لبه، فأعطى بلسانه ما ليس في فؤاده، وظهر على صفحات وجهه ما أضمر من إلحاده، وأسر غدرا، وأخفى مكرا، ونصب لنبيه الغوائل، وجادل في أمر الغدير بالباطل، وأرصد بابه لتنفر ناقته، وعاقد على إنزال المنون بساحته، واستئصال شأفته.

وأطلع الله نبيه على ما دبروا، ووقاه سيئات ما مكروا، ولما أشرقت دار الهجرة بنور مقدمه، وشرفت أرجاؤها بموطئ قدمه، وقد أكمل (صلى الله عليه وآله) الدين بنصب وصيه علما لامته، وعمم النعمة بجعله حافظا لشريعته، ونشر أعلام الإيمان بنشر مناقبه، وأعلى كلمة الاسلام بإعلاء مراتبه، وجلا أحكام الشريعة النبوية في مدامس الاشتهار، وحلى جيد الملة الحنيفية بنفائس الافتخار (1)، ودارت رحى العدل على قطبها، وأشرقت الأرض بنور ربها، دعاه

صفحه ۲۲۸