الصحيحة في الشفاعة " فأقول يا رب أمتي، فيقال انطلق فاخرج من في قلبه مثقال ذرة من إيمان، فأنطلق فأفعل. فأقول يا رب أمتي أمتي، فيقال انطلق فأخرج من في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان، فأنطلق فأفعل. فأقول يارب أمتي أمتي، فيقال اانطلق فأخرج من في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فانطلق فأخرجهم من النار" ١. -إلى أن قال- فما المانع من إطلاق هذا اللفظ؟ وهل هذا الإخراج إلا الإنقاذ من العذاب؟ . الوجه الثاني: أن النبي ﷺ في المعاد وهو يوم القيامة حي كحاله في الدنيا هو وجميع الخلائق فلا ما نع ذلك اليوم من أن يتسبب ويخرج وينقذ من الشدة لأنه حي حاضر. قال: وعند هذا الرجل وأشياعه أن الحي الحاضر له قدرة بنفسه، قال ابن عبد الوهاب في "كشف الشبهات" في جواب الحديث الصحيح: "أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم بموسى ثم بعيسى حتى ينتهوا إلى محمد ﷺ وعليهم أجمعين فيقول أنا لها أنا لها" ٢. قال: فأجاب عن هذا بالاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه جائزة كما قال تعالى في قصة موسى ٣: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب وغيره في أشياء يقدر عليها المخلوق. انتهى. قال: فإذا كان الحي الحاضر عند هؤلاء ينسبون له الفعل لأنه يقدر عليه، وصاحب البردة يخبر أنه إن لم يكن النبي ﷺ في معادي وهو يوم القيامة آخذا بيدي فضلا وإلا فقل يا زلة القدم، والنبي وجميع الخلائق ذلك اليوم أحياء حاضرون لهم قدرة فيما يقدرون عليه من الأمور العادية الحسية، ونسبة الأفعال إلى فاعلها وأسبابها جائزة شرعا وعرفا، فكيف ينكر إنقاذ النبي ﷺ أمته من العذاب ويجعله ممتنعا وأنه خلاف الشفاعة! مع أن النبي
_________
١ أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب كلام الرب ﷿ يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم حديث رقم ٧٥١٠، ومسلم، كتاب الإيمان، باب حديث الشفاعة، حديث رقم ٢ / ٤٧.
٢ جزء من الحديث المتقدم تخريجه آنفا.
٣ سقطت "في قصة موسى" من "أ".
1 / 43