في هذه السنة حضرت رسل الدعوة المسيرون إلى صاحب سيس من جهة نواب الدعوة وصحبتهم القرار عليه لمدة سنتين، وأحضروا من جهته أحد عشر ألف درهم وستمائة درهم رسما عليه للدعوة. وحملت إلى الخزانة الشريفة.
ثم استهلت سنة إثنتين وثمانين وستمائة.
ففي يوم الخميس مستهل المحرم وصل السلطان الملك المنصور صاحب حماة إلى خدمة السلطان بالقاهرة. وركب مولانا السلطان لتلفيه على المادة في الخير والإحسان. وأنزله بمناظر الكبش على عادته، وأكرم وفادته. وحملت إليه الإقامات على اختلافها من كل شيء يليق! کرام مثله يمهل، مما يمن و يجول بكرم أصله وعظيم تجلة وشمل ذلك كل من حفر معه من أمرائه وخواصه والملوك من أهله. ولما استقر قدم جملة من الخيول السومة، والأقشة والأمتعة و كل شيء حسن، فقبل ذلك منه، واستيل خاطره كل شي، و بقي في خدمة مولانا السلطان في كل ركوب ونزول، وحضور وحلول.
ولما توجد مولانا السلطان إلى جهة البحيرة لحفر الخليج المعروف بالطيرية ) نوه في خدمته، وحضر العمل بنفسه و أصحابه، وعاد في خدمة مولانا السلطان إلى القاهرة، ثم بالإمام والخلع الثينة له ولأخيه ولولده السلطان الملك المظفر، ولأمرائه ولجميع أصحابه وحمل إليه جملا من التحف والذخائر العظيمة. وتوجه محبوا محبور فرحا مسرورة، في بوم الإثنين رابع صفر، بعد ما شرف بالخلع مرارة هو ومن معه. وجل إليه في مجلس واحد مائة أنف وعشرون ألف درهم، غير ما أعطى من الخيول بالسروج المصوغة في يوم لعب الكرة له ولمن معه جملة من عراب الخيل وجيادها.
صفحه ۲۴