============================================================
(12)
استبق دمعك لابودي البكاه به * وا كفف مدامع من عينيك تستبق ليس الشؤون وان جادت بباقية ولا الجفون على هذا ولا الحدق فان قلت قول شاعر الخماسة ال وقفت كأنى من وراما زجاجة * الي الدار من فرط الصباية آنظر فعيناي طورا بغرقان من البكا * فأعثى وطورا يحسران فأبصر يؤيد ما استحسنه الامام ورجحه لانه قال اذا لظرت الي الدارودموع العين باهتة فيها غشيت وكنث كأنى آنظر من خلف زجاجة شبه الدمع بالزجاجة على عينيه فلا رى شيئا واذا اتحسرت الدموع عن العين أبصر.
قلت اذا انحدر الدمع في العين اما خوف رقيب يحيسه واما ان يكون الكاء تصنعا كمن يعصر شؤونه ليتبا كى فانه يقل إبصاره ويكون أعشى ضعيف البصر وقد قرئ "وجاؤا آياهم عشاء يبكون، بضم العين جمع اعشى لانهم تصنعوا في البكاء وتكلفوا اذ لا حزن عندهم لانهم بلغوا ت صدهم بابعاد يوسف عن آبهم وشتان ما بين بكاهم وبكاء ابهم وما التائحة بكراها مثل الحزينة لقلبهاء وفي قوله تعالى فارتد يصيرا تبيه على انه كان قد عحممي لانه ارتد على حالة كان على خلافها والابصار يخالف العمي وينضم الى هذا ما ذهب اليه بعض المفسرين من انه عمي مدة ثمانى سنين وتهويل الآية وسياق نظعها يدل علي العي وقول يوسف عليه السلام (إذهبوا بقميصى هذا فالقوه على وجه ابي يأت ب صيرا) دليل على انه علم بعماه لانه اول ما بادر اليى زوال ما هو عنده عظيم وهو العمي واما انه سير قيصه ليتحدر الدمع من ابيه وينسفح فهذا بعيد من الذهن اذ ليس هو بكبير آمر ولا مهم والله أعلم بالصواب
صفحه ۱۳