قد جاء في سجود صلاة التسبيح عن أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري شيخ الصوفية بينسابور؛ قال: قال الإمام أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني في كتابه المؤلف في المعجزات: سمعت الشيخ المؤذن يقول: سمعت أبا عمر بن أبي جعفر يقول: سمعت أبا جعفر بن حمدان يقول: سمعت أبا عثمان الحيري يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، {ربنا ما خلقت هذا باطلا} الآيات، إلى قوله: {إنك لا تخلف الميعاد}، يا رب، يا رب، أي رب، أي رب، أي رب، يا غياث المستغيثين أغثنا وأغث أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، لا إله إلا أنت الحليم الكريم، لا إله إلا أنت العلي العظيم، سبحان الله رب العرش العظيم، لا إله إلا أنت، أقطع بها نهاري وليلي.
وقد ورد من حديث عبد القدوس بن حبيب، عن مجاهد، عن ابن عباس، دعاء في هذه الصلاة بعد التشهد، وقبل التسليم كما قدمناه، قال: رواه أبو نعيم الحافظ.
قال سليمان الحافظ: قال أبو الوليد، سألت عبد الله بن نافع أحد رواة مالك بن أنس عن التسبيح في الركعة الأولى والثالثة في هذه الصلاة، فقال: ((تقعد كما تقعد للتشهد ، وسبح في الثانية قبل التشهد، ثم تدعو بهذا الدعاء بعد التشهد)) انتهى.
وهذا الدعاء هو الذي ذكره العلامة ابن رسلان في ((تهذيب الأذكار))، باب أذكار صلاة التسبيح، حيث قال: وروى الطبراني في ((الأوسط)) حديث صلاة التسبيح، وفي آخره: ((فإذا فرغت قلت بعد التشهد وقبل السلام: اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك، اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك، وحتى أناصحك التوبة خوفا منك، وحتى أخلص لك النصيحة حبا لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك خالق النور)). ثم قال ابن رسلان فيه: قال النووي في ((تهذيب الأسماء واللغات)): ((وقد جاء في حديث صلاة التسبيح حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره، وذكر المحاملي وصاحب التتمة وغيرهما من أصحابنا، وهي سنة حسنة)) انتهى.
وأفتى ابن الصلاح بأنها سنة وحديثه حسن، أخرجه من أئمة الحديث جماعة منهم النسائي، وأورده الحاكم في ((صحيحه المستدرك))، ويثاب الإمام والمأموم إذا فعلوها جماعة، انتهى.
وقد صححه الحافظ أبو بكر الآجري، وشيخنا الحافظ زين الدين عبد الرحيم المصري، وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي من طريق عكرمة)) انتهى ملخصا.
صفحه ۶۲