<div dir="rtl" id="book-container">
والإخلاص والتواضع والكبر والغش والخداع إلى غير ذلك مما هم في جانب والإسلام في جانب ثم ترى هذا المسلم يعيب المسلم الأول ويحتقره ويفسقه إن لم يكفره فكيف نحكم إذا فاضلنا بينهما ولا يلزم إلا الإصلاح لأن كليهما في خطأ من جهة وعلى صواب من جهة فلا نغفل هذا الخرق ولا نتهاون في ترقيعه أظن أنه قد اقتنعنا معشر المسلمين بوجوب الإصلاح فلا نجمد إلى حد أن نعطل أحكام العقل ولا نتساهل إلى درجة نتهاون معها بحدود الشرع بل نعتقد ونعمل بكل ما شرعه الله لنا بطريقة النقل الصحيح ثم نتساءل عمن يتصدى لهذا الإصلاح وممن ننتظر القيام بأعبائه؟ كنا أوجزنا في مقالنا السابق وأشرنا إلى أن الإصلاح الديني م وظيفة من وظائف علماء المسلمين وأنهم إن لم يقوموا به لم يقم غيرهم به وإن هم شغلوا عنه كان سواهم عنه أشغل. وقد يقولون إن كان لابد من هذا الإصلاح فينبغي أن يكون المطالبون به هم الحكام والرؤساء والعظماء والأغنياء. أما علماء الدين فمعظمهم قد شغلهم أمر دنياهم عن النظر في أمره وإن فرغوا فليس معهم مال ليساعدهم ولا لهم عصبة تعضدهم بمثل هذا الكلام يحاول العلماء زحزحة عبء العمل عن عواتقهم وإلقائه على عاتق غيرهم ومن الغريب أن يوجد قوم من الشبان المتحمسين يذهبون إلى أن الإصلاح الإسلامي لا يتأتى للمصلحين ما لم يقوموا بتأليف جمعيات ثورية تسعى في قلب المجتمع الإسلامي رأسا على عقب ثم يعودون فينشؤونه خلقا جديدا ومن لطف الله إن كان هذا الرأي قاصرا ومقصورا على ذوي الأمزجة العصبية الشاذة وهم قليلون في شبابنا المتنورين وهذا ما جعلني أرتاب في السيد جمال الدين منذ قال لي لابد في الوصول
صفحه ۱۴۶