عصر پرتاب: تاریخ امت عرب (قسمت دوم)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
ژانرها
صلى الله عليه وسلم
قال: «اكتبوا لي من يلفظ الإسلام من الناس.» وأن حذيفة قد كتب ذلك له
صلى الله عليه وسلم
فبلغوا وقتئذ ألفا وخمسمائة رجل. فهذا الحديث يدلنا على أن الرسول أمر باتخاذ هذا التقليد ليعرف عدد المقاتلين من أهل الإسلام، وقد رتب الرسول على المقاتلين من أهل الإسلام رؤساء عرفوا «بالعرفاء»؛ لأنه كان
صلى الله عليه وسلم
بهم يتعرف أحوال المجاهدين، وعريف كل قوم هو زعيمهم والقائم بأمورهم، وهو الواسطة بينهم وبين الأمير. ولا بد من إقامة العرفاء؛ لأن النبي أو الأمير لا يستطيع أن يتعرف بنفسه أحوال كل منهم، وقد حذر الرسول هؤلاء العرفاء من الوقوع في الخطأ أو الظلم أو التعدي على الرعية، وقد روي عنه «أن العرفاء في النار.» وهذا يشعر بأن الوظيفة وظيفة خطيرة، ويجب على صاحبها أن يكون أمينا صادقا عادلا. ومثل هؤلاء العرفاء «النقباء»، وقد جعلهم الرسول نقباء على قومهم يراقبون أحوالهم ويحلون من مشاكلهم ويطلعونه
صلى الله عليه وسلم
على ما يحتاج إليه من معرفة أحوالهم.
تقاليد النبي في جيوشه
كان للنبي إذا عزم الخروج في غزوة تقاليد قلما تخطاها، فمن ذلك أنه كان يستخلف على المدينة أميرا يعهد إليه بالصلاة في القوم والحكم بينهم والمحافظة على شئون المدينة، وقد استخلف عبد الله بن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة على المدينة، وممن استخلفهم عليها أيضا «أبو لبابة» و«جعال بن سراقة الضمري» و«سباع بن عرفطة الغفاري» و«أبو رهم الغفاري» و«علي بن أبي طالب». ومن تقاليده في ذلك أنه كان يستخلف على أسرته من أولي قرابته ليقوم بشئونهم ويقضي حاجاتهم؛ فقد استخلف عليا في غزوة تبوك وخلفه على عياله، وكان أكثر غزواته يستخلف حسان بن ثابت عليهم ويبعث بهم إلى أطمه؛ لأنه كان من أحصن آطام المدينة. ومن تلك التقاليد أنه يعرض جنده قبل السفر إلى الغزو أو في أوقات أخرى؛ ليتأكد من استعدادهم للحرب وقوتهم المعنوية؛ فقد روى ابن عبد البر عن سمرة بن جندب: أن النبي كان يعرض غلمان الأنصار كل عام، فمر به غلام فأجازه في البعث، وعرض عليه سمرة بن جندب من بعده فرده
صفحه نامشخص