145

تاريخ الترجمة

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

ژانرها

171

سنة 1257 أعمال ترجمة المواد المناسبة من الجرائد الأجنبية، وعلاوة بعض قطع أدبية من الكتب الأدبية، وانتخاب أخبار الملكية، وترتيب الجريدة المصرية بصفة عامة. وقد قام رفاعة بهذا العمل الجديد خير قيام، وطبع الوقائع في عهد تحريره لها بطابع جديد مستعينا في هذا بخبرة طويلة، وثقافة فرنسية وعربية واسعة، قدر هذا التأثير الجديد، وهذه الجهود الفذة الدكتور إبراهيم عبده في كتابه عن تاريخ الوقائع المصرية، فقال: «وكان لمكانة رفاعة الطهطاوي أثر كبير في تقدير الصحيفة واعتبارها، واحترام لغة البلاد فيها، فإن مكان اللغة قد تبدل، فأصبحت العربية في الناحية اليمنى تتصدر في الجريدة صفحاتها الأربع، وأخذت التركية مكان اليسار.»

172

وقال أيضا: «وقد استطاع رفاعة أن يفرض وجوده وشخصيته في تحرير الجريدة بالرغم من تعيين الحكومة لأرتين بك مشرفا على أخبارها الداخلية فيما بعد، بحيث تمكن من إهماله والانتصار عليه ... ومن أهم ما لاحظناه منذ تعيين الطهطاوي أن ناظر الوقائع أصبح في المرتبة الثانية بالنسبة لمحررها، وقد بذل رفاعة جهده في رعاية الصحيفة، وأضاف فيها، وحورها تحويرا يليق بفهمه، ويتصل بإدراكه، واستعان في ذلك بفئة من المحررين، أهمهم أحمد فارس الشدياق، والسيد شهاب الدين تلميذ العطار ومساعده.»

173

على أن المظهر الهام حقا الذي ظهرت به الوقائع في عهدها الجديد - عهد رئاسة رفاعة لتحريرها - هو التغير الواضح في موضوعاتها «التي انتقلت فجأة من توافه الأخبار والحوادث، والافتتاحيات الثقيلة المحشوة مديحا وثناء للوالي بمبرر وبغير مبرر إلى موضوعات رئيسية لها خطرها لا في الشرق وحده، بل في أوروبا في ذلك الوقت».

174

قام رفاعة بهذه الجهود الشاقة خير قيام، وبذل لها كل وقته وتفكيره، وكان يدفعه إلى الإخلاص في عمله والتفاني في أداء واجبه وازع قوي من ضميره الحي، وحب لوطنه وبنيه، وتشجيع مستمر من «ولي النعم» محمد علي باشا وأولاده؛ ففي سنة 1260 أنعم على رفاعة برتبة القائمقام، وفي 14 ذي الحجة 1263 أنعم عليه برتبة أميرالاي

175

لمناسبة انتهائه من ترجمة مجلد آخر من جغرافية ملطبرون،

صفحه نامشخص