تاریخ قسطنطنیه
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
ژانرها
إن هذه المدينة في العبرانية واليونانية واللاتينية تأويلها مدينة شجر النخل؛ لسبب كثرة النخل الذي كان فيها، وهي مدينة قديمة مشهورة ذات منظر جميل، وكما وصفها الرومان أنها كائنة في برية في سوريا أو بلاد العرب، وكانت مدينة مثمرة فيها مياه تسقيها، وكان لها تجارة عظيمة واسعة وذات يسار عظيم، وموقعها في البرية إلى الشرق من حمص على نحو 90 ميلا، وإلى الجنوب الشرقي من حلب نحو 190 ميلا، وإلى الشمال الشرقي من دمشق نحو 150 ميلا، وينسبون بناءها إلى الملك سليمان بن داود (ملوك أول 9 : 18) وأنه هو وسعها، وهي واقعة في وسط الطريق بين نهر أورنتوس ونهر الفرات ، وفي زمن تسلط الملك هادريان اتحدت هذه المدينة مع رومية وحصلت على إكرام من الملك المومأ إليه وكانت تدفع الجزية إلى رومية، ولكن ما بلغت هذه المدينة إلى درجتها العظمى إلا في عهد الملك غالينوس، وأما الملك سبتيموس أودنا أو أودناتوس أحد ملوكها أصله من هذه المدينة، فقد اشتهر بالسطوة في عهد الملك غاليان أو غالينوس الروماني المشار إليه، وفي وقايعه أيضا مع الفرس ومع كثيرين من الجبابرة الذين كانوا زهاء ثلثين من الجبابرة الظالمين وكسر وأسر الملك فالاريان بدفعه سابور وجيش فارس عند الفرات، ولذلك حظي عند الملك غالينوس بحظوة وافية فلقبه باغسطوس «إن عند الرومان كان لقبان فقط وهما: أغسطوس وقيصر؛ فأغسطوس هو ملك مالك حالا، وقيصر ملك ولي العهد وإرث الملك.» والملك غالينوس عرف الملك أودناتوس أنه شريك له في المملكة، وبقي الملك أودناتوس مستوليا ثلاث سنوات فقط ثم قتله ابن أخيه مونيوس، وبعد قتله تسمت أرملته زنوبيا ملكة الشرق وتولت تخت الملك وقتلت قاتل زوجها وامتدت سطوتها إلى الجزيرة وسورية، وفي مدة تسلطها خمس سنوات حصلت تدمر على نجاح عظيم، وحيث إن زنوبيا قد نبذت إذ ذاك سلطة رومية وتجاوزت أملاك بيتانيا مما حمل الملك أورليان - أحد ملوك الرومان ثاني خلفاء الملك غاليان المذكور - أن يزحف على بلاد زنوبيا بعساكره ويحاربها، ودار بينهما معركتان كانت فيهما الدائرة على زنوبيا، فوهنت قواها واستولى أورليان على تدمر، وصارت تدمر إيالة تحت تسلط الرومان وذلك سنة 1272، أو سنة 273ب.م. بعد أن دافعت زنوبيا في ذلك الزمان دفاعا لا طائل له، وولت الأدبار إلى الفرات، وأخيرا أمسكت، وفي التاريخ أن ملوك العرب استولوا أيضا زمنا طويلا على تدمر، وبقوا فيها مستقلين بعض الاستقلال حتى القرن الثالث ب.م، وأخذ هذه المدينة أيضا الإسلام تحت راية أبي بكر، وأيضا أخذها تمرلنك سنة 1400ب.م، وأما خرابات هذه المدينة، فلم تزل إلى اليوم عظيمة، وفيها قلعة تشبه قلعة بعلبك في الكبر، إلا أنه ليس فيها تلك القطع العظيمة من الحجارة والأعمدة ، وتزعم العرب أنها من صنيع الجن، والآن لم يبق منها سوى آثار هياكلها وأبنيتها القديمة.
الترس:
كان في القديم قبل اختراع البارود جاريا استعمال الأتراس، أما الآن فلا يستعملها إلا البرابرة فقط أو القبائل ذات الخشونة، وقد كان اليونان في زمان الصلح بينهم يعلقون أتراسهم في الهياكل، وكانت عساكرهم تكتب أسماءها على أتراسها؛ ففي الأعصر المتوسطة كانت الخيالة يتقلدون بالسلاح والفرسان أو الجنود يلبسون الدروع الضافية وما كانوا يفتقرون إلى الترس، والدرع هي ثوب على شكل قميص صوف «فلانلا» قصير اليدين جدا، مشغول ومجدول بصفائح وزرد من الفولاذ أو الحديد متداخل بعضه ببعض، والترس النورماني بقي استعماله إلى أواسط القرن الثاني عشر ب.م، وكان طويلا على شكل يدعونه عندهم شكل الشوحة أو شكل الكمثري، ثم بعد ذلك صاروا يصنعونه صغيرا.
التشريح:
هو تقطيع جثة الميت وتحليلها إلى دقائق شتى؛ للوقوف على بواطن أعضائه وهيئاتها وكيفية تركيبها وحقيقة أجزائها ومشتملاتها، فأول من شرح الجسد الحيواني ووصف الأعضاء الباطنة وصفا دقيقا هو أرسطوطاليس في القرن الرابع ق.م، وأول من شرح الجسد البشري هو هروفيلوس وفيلبوس في مدرسة الإسكندرية في القرن الثالث ق.م. على أن أفهام الأطباء لم تبلغ من هذا العلم إلا شيئا يسيرا حتى القرن السادس عشر ب.م، فاشتغل به كثيرون من علماء أوروبا، فأبرزوا من غوامضه ما فضحت به الطبيعة التي طالما خفيت أسرارها على عقول بني البشر، وبقي ذلك سايرا على قدم النجاح والتقدم حتى القرن الحاضر.
التصوير:
فن التصوير بألوان ونقش، أصله من المصريين، وهو من سنة 1400ق.م إلى سنة انتصار العجم سنة 525ق.م. أما أول علم التصوير بألوان ممزوجة بالزيت، فإنه كان سنة 1410ب.م، واختراع تصوير الشمس الذي يدعونه «فوتوغرافيا»، وهي كلمة يونانية مركبة من لفظتين: «فوتو» و«كرافوا»؛ ففوتو: نور، وكرافوا: نقل أو رسم، فهذا اخترعه يوسف نيسافور نيبس الفرنساوي من سنة 1813ب.م، وتمم هذا الاختراع بالاشتراك مع داكار الباريزي، وظهر للوجود في 19 آب سنة 1839ب.م، وكان هذا الاستنباط مقصورا في أول الأمر على الصفائح النحاسية، وقد سمي داكار يوتيب نسبة إلى داكار الذي عاش من سنة 1787 إلى سنة 1851ب.م. أما طريقة إخراج الصورة على الورق كما هو جار الآن، فقد اخترعها فوكس تالبوت الإنكليزي سنة 1839ب.م، وظهرت للوجود سنة 1845ب.م.
التلغراف:
آلة تبليغ الأخبار عن بعد بواسطة علامات معلومة، وتعرف أيضا بالموصل البرقي وبشريط الحديد. يونانية معناها الكتابة عن بعد، وقد يميزون التلغراف الهوائي عن التلغراف الكهربائي، فعلى الأول في المخابرات الهوائية فهو بواسطة إشارات، والمعروف أنه منسوب إلى الطبيب الفرنساوي أمونطون، الماهر في العلوم الرياضية، ولكن شاب أخوان من الفرنسيس قد أخذوا هذا التصور البديع وأكملوه، وجعلوه سهل الاستعمال، وذلك في سنة 1792ب.م، وأما الاتفاق العمومي المشتمل على فائدة هذا الاختراع، فصار الحكم عليه في أربعة أيام خلت من شهر آب سنة 1793ب.م، وقال بعضهم سنة 1794ب.م، وأما اختراع التلغراف البرقي فإنه كان سنة 1729ب.م، وقبلا كانوا يستعملون مشاعيل النار لها علامات معروفة عندهم تشير إلى كلام أو تدل على وشك دنو العدو منهم، وكان هذا الاستعمال عند قواد عساكر الرومان، واستعمل ذلك قبائل أخرى، ثم اصطلحوا على أشكال من التلغراف سنة 1684ب.م من الجيل السابع عشر والثامن عشر ب.م، ومما جاء أيضا في هذا البحث أن في سنة 1760ب.م افتكر جورج ليزاج الفرنساوي الأصل باصطناع تلغراف وأنهاه سنة 1774ب.م، وإذ لم يكن مستوفيا الشروط ما برحت الأيدي تتداوله حتى سنة 1823ب.م، إذ باشر العمل به الطبيعي صموئيل مورز الأميركاني، وهو يعد المستنبط الأول للتلغراف، وسنة 1844ب.م نصب السلك الأول بين واشنطون وبالتيمور، واستعمله من ثم أكثر دول أوروبا، ما عدا إنكلترا فإنها لم تستعمل إلا الطريقة التي وضعها المهندس الإنكليزي واتستون، وسنة 1850ب.م انتظم أول تلغراف بحري بين فرنسا وإنكلترا.
التقويم:
صفحه نامشخص