تاریخ قسطنطنیه
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
ژانرها
بحر الأحمر:
ويسمونه أيضا بحر القلزم أو خليج العرب. طوله ألف وأربعمائة ميل، وهو يفصل بلاد العرب عن أفريقيا، وقال آخرون إن طوله ألف وخمسمائة ميل.
البخار:
أول اختراع آلة أو ماكينة بخارية، كان في سنة 1649ب.م، وقيل أيضا إن أول من شرع في عمل هذه الآلة هو طبيب بروتستانتي فرنساوي الأصل اسمه دينيس بابين سنة 1690ب.م، وهو أول من ركب تلك الآلة على سفينة صغيرة في وادي فولدا في كاسل سنة 1707ب.م، ولسوء حظه قام على سفينته بعض الأوباش في وادي الويزر وكسروها له ولم يعد في إمكانه تجديدها، ثم اعتنى في هذه المأثرة يعقوب واط من سكوتلاندا الإنكليزي المشهور وحسن الاختراع، وكاد ينجح نجاحا تاما في عمل السفينة البخارية، وذلك في سنة 1768، وسنة 1769ب.م، ومن ثم تداولت هذا العمل أياد كثيرة، ولكن لم تأت تلك المساعي بتمام المراد حتى سنة 1803ب.م؛ إذ وضع روبرت فلطن الأميركاني الذي كان في فرنسا أول سفينة بخارية تامة بدواليب على نهر السين في باريز، ولكن لم يتم إنجاز هذه المأثرة في فرنسا، فذهب فلطن إلى أميركا وطنه، وهناك صار إنجازها، وفي 10 آب سنة 1807ب.م نزل إلى البحر السفينة الأولى البخارية كلارمون، وسافرت من نيويورك إلى فيلادلفيا، وأول إنشاء أو عمل طاحون أو فابور قطن بخاري كان في سنة 1783ب.م. أما آلة الذنب للفابورات وتدعى عند الإفرنج هاليس أو أليس، وهي المستعملة الآن في السفن البخارية عوضا عن الدواليب؛ فأول من فكر فيها دوكي الفرنساوي سنة 1727ب.م، ولكن لم يتفق إنجازها إلا عن يد المهندس أريكسون من أهل أسوج في البلاد المتحدة الأميركانية سنة 1844ب.م ، واستعملت في السنة التي بعدها.
البرطلة:
المعروفة بالبرنيطة. اصطناع البراطل كان في بلد تدعى نورمبرج أو نومبرج، وهي من مملكة بافاريا، وبافاريا هي مملكة صغيرة في جرمانيا؛ أي ألمانيا الجنوبية، وهذه البلد هي ذات صنائع وحرف شتى، وكان اصطناعها في هذه البلد سنة 1360ب.م، وقال بعضهم إن مخترعها إنما هو رجل سويسري في فرانسا سنة 1404ب.م.
بركة لوط أو بحر صادوم:
ويدعونه أيضا البحر الميت. هو بحيرة مالحة في فلسطين على بعد خمسة وعشرين ميلا في شرقي القدس الشريف، كائنة في المكان الذي كانت قائمة عليه سدوم وعموره وإداما وصبوايم، وإن مدينتي سدوم وعموره المذكورتين كان موقعهما على الطرف الجنوبي من هذه البحيرة الواقعة بين جبل مواب لجهة الشرق وجبل حبرون لجهة الغرب، وهي من سافل القدس على مسافة أربعة آلاف قدم أو ألف وثلاثمائة قدم أوطا من بحر الروم، وقال مؤرخو الإنكليز إن وسعها أو مساحتها من الشمال إلى الجنوب اثنان وأربعون ميلا، وقال بعضهم طولها برمته ستة وأربعون ميلا وعرضها عشرة أميال، وقال مؤرخو الفرنسيس إن طولها خمسون ميلا، واتفقوا على عرضها، لكن بعض مهندسي الإنكليز قد قال إن معظم عرضها أحد عشر ميلا، ثم إن القسم الجنوبي من هذه البحيرة عمقه ثلاث عشرة قدما، وعمقه المتوسط ألف قدم، لكن القسم الشمالي فيها عمقه ألف وثلاثمائة قدم، وهو منتهى عمقها. أما الجبال المذكورة التي تحيط بها من كل جانب فارتفاعها ليس أقل من ألفي قدم، ومياهها مرة جدا ثقيلة، فعوض أن ترى فيها تقاذف الأمواج بعضها مع بعض ترى ماءها راسبا كالزيت، وقلما يتأتى الغرق فيها، وقد أوهم من قال إن الطير لا تطير فوقها حذرا من تأثيراتها الوبائية؛ فكم مرة رئي الإوز والحمام طائرا سفا على وجهها.
البركان والزلزلة:
إن الزلزلة هي حركة أو ارتعاش أو رعدة تميد بها الأرض، وقد يكون أحيانا هذا التزلزل خفيفا وأحيانا يكون شديدا، وفي أوقات أخرى تكون حركة الأرض مترددة بين الوراء والأمام أو ترتفع إلى ما قدام فقط، وقد يسبق الزلازل اعتياديا صوت صفير سريع أو قرقعة في الهواء كأنها تحت سطح الأرض، وهذه الحركة يميد بها جزء كبير أو صغير من كرة الأرض، فحينما يكون هذا الارتجاج شديدا يهدم ويخرب عدة أماكن من سطح الأرض، وقد ترتفع مياه البحر فتمتد إلى مسافة عظيمة مع السفن التي عليها، وتغادر السفن على الأرض بعد رجوعها، وقد تدك الجبال وتغيض العيون والبحيرات، إلى غير ذلك من الحوادث الهائلة، وتكون غالبا مصحوبة بخروج مواد كبريتية مع أبخرة ونيران ... إلخ، وقد ورد في أسبابها أقوال كثيرة أصحها قولان؛ الأول: أسسوه على الرعد، كما أنه يحصل من الكهربائية الجوية، كذلك الزلزلة تحصل من الكهربائية الأرضية. الثاني: أن الأبخرة التي تنشأ عن المواد المحترقة في بعض مواضع من طبقات الأرض تطلب الخروج إلى الخارج، ولعدم منفذ لها تشق الأرض وتخرج منها، فحينئذ تحدث عنها الرجة المذكورة، وقال بعض الكيمياويين أن طبيعة غاز الهيدروجين الفاقعة أو المنطلقة قد تحدث زلازل وبراكين؛ وذلك لأن في أجواف الأرض مقدارا عظيما من الحديد، ولوجود الماء أيضا في الأرض بمقادير متساوية مفعم الشقوق والثقوب في الصخور، فإذا الماء ماس الحديد يعطي الأكسيجين الذي فيه إلى هذا المعدن، ويصير حينئذ الهيدروجين غازا، وحينما يمتزج هذا الغاز مع الهواء الجوي، فإن ماس المادة المحترقة حدث عنه قرقعة، وهكذا نتصور أن في الكهوف العظيمة التي في الأرض إذا اختلط الهيدروجين مع الهواء يصادف شيئا ما يشعله، فهذا هو التصادم الذي يأتي عنه انقلاب الأرض، وفي بعض الأحوال مدن برمتها تدفن في هذه اللجج والأعماق. أما جبل النار؛ أي البركان، فبيانه هو فوهة أو شق يحصل في سطح الأرض أو في أحد الجبال التي ينقذف منها دخان ولهب وحجارة واندفاع أو كتلة من المعادن الذائبة أو من المواد الحجرية التي تنبعث، وتخرج من فم أو من جوانب هذا الجبل، ويخرج أحيانا كميات وافرة بنوع أنها تدمر وتهدم المدن، وهذه الجبال توجد في جملة محال من أقطار الأرض نظير بركان أتنا وفيسيفوس في سيسيليا وإيطاليا وجبل هكلا في جزيرة أيسلاندا في الدانيمرك، وهذه الجبال لم تزل باقية تقذف من باطنها نارا على الدوام بحيث إن الأراضي المجاورة لها تستضيء بنورها مدة الليل وتسافر أهلها بضوءها من محل إلى آخر، وتسمى أرضية إذا كانت البراكين في الأرض وبحرية إذا كانت في البحر، وقد يسمع من هذه الجبال صوت مخيف جدا يشبه صوت الرعد، وسبب وجود هذه النيران هو احتراق بعض الجواهر الكبريتية والفسفورية، وبعض مواد لغومية سهلة الاحتراق، فعند احتراقها تجتمع الأبخرة في تجويف من طبقات الأرض وتطلب المنفذ إلى الخارج، فتشق الأرض بقرقعة عظيمة، وتقذف المواد المنحصرة إلى الخارج كما تقدم آنفا.
صفحه نامشخص