.. لَهُ كل قلب بِالْولَايَةِ شَاهد ... وكل فؤاد من محبته ملي
فَللَّه مَا أَعلَى مَرَاتِب فَضله ... وأجزل مَا أعْطى واسمح مَا ولي
فَنعم الْفَتى لَا شكّ فِي عظم حَاله ... فَمَا شِئْت فِي الْفضل الَّذِي ناله قل ...
وَكَانَ متمسكًا بِالْكتاب وَالسّنة حَتَّى انه كثيرا مَا يَقُول إِذا جرى ذكر التَّفْضِيل بَين الصَّحَابَة ﵃ وَالله الْعَظِيم لَو بعث الله وَالِدي الشَّيْخ عبد الله وأستاذي الشَّيْخ سعد وذكرا لي أَن سيدنَا عليا أفضل عِنْد الله من سيدنَا أبي بكر ﵄ مَا رجعت عَن مُعْتَقد أهل السّنة وَالْجَمَاعَة من أَن أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان افضل من عَليّ ﵃ أَجْمَعِينَ ومناقبه أَكثر من أَن تحصر وَأشهر من أَن تذكر شعر ... إِذا تغلغل فكر الْمَرْء فِي طرف ... عَن مجدة عرقت فِيهِ خواطره ...
وشهرته تغني عَن تَرْجَمته شعر ... وَلَيْسَ يزِيد الشَّمْس قدرا ورفعة ... إطالة ذِي وصف وإكثار مادح
وَأَنِّي اصفه وَهُوَ فَوق مَا وَصفته ... وغالب ظَنِّي بل يقيني اني مَا أنصفته
ان الَّذِي قلت بعض من مناقبه ... مَا زِدْت إِلَّا لعَلي زِدْت نُقْصَانا ...
وَمَا ذكرته من أَحْوَاله ومقاماته دون مَا تركته بِكَثِير وَقد صنف فِيهَا غير وَاحِد من الْعلمَاء الْأَعْلَام كالشيخ الإِمَام الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر بحرق الْحَضْرَمِيّ فانه جمع فِيهَا مؤلفا سَمَّاهُ مواهب القدوس فِي مَنَاقِب ابْن العيدروس أَجَاد فِيهِ كل الإجادة وَلم يتْرك لغيره محلا للزِّيَادَة وَالشَّيْخ الْفَاضِل عبد الطيف أَبَا وَزِير ﵀ فِي مقدمه الدِّيوَان مَعَ علمي ان كلا مِنْهُم غير موف بِالْمَقْصُودِ وَلَا مؤد للأحوال على حَقِيقَتهَا إِمَّا لعدم اسْتِيعَاب اطِّلَاعه أَو لقُصُور عِبَارَته وضيق بَاعه وَإِلَّا فمناقب بني العيدروس أَكثر من أَن تحيط بهَا الطروس أَو يضبطها قلم أَو دروس فَلَقَد كَانُوا زهرَة الْأَنَام وبهجة الْأَيَّام سموا من الْمَعَالِي إِلَى أَعلَى مقَام وبنوا من جميل الذّكر مَا خلدته فِي الصُّحُف الأقلام فهم كَمَا قَالَ المعري شعر ... جمال ذى الأَرْض كَانُوا فِي الْحَيَاة وهم ... بعد الْمَمَات جمال الْكتب وَالسير ...
1 / 82