تاریخ ناپلئون بوناپارت
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
ژانرها
5
يتكلم بتلك الثقة العظيمة ساعيا إلى التمكن من إيطاليا، فريع ملك سردينيا من تلك الكلمات وحث على المخابرة، فجرت المفاوضات الأولى عند أمينه سالماتوريس الذي صار فيما بعد وكيلا لقصر بونابرت، والهدنة التي أعلنا عنها صودق عليها في شيراسك تحت هذا الشرط وهو أن يترك ملك سردينيا المؤامرة بأسرع ما يمكن، وأن يرسل رسول صلح إلى باريس ليفاوض بالصلح النهائي، وكل ذلك نفذ بدقة عاجلة، أرسل الملك السردي الكونت ريفيل إلى باريس، مزودا بتعليمات ملؤها محبة للسلام، أما نابوليون، فقد كان أرسل إلى العاصمة، رئيس الخيالة مورات مفوضا من قبله بأن يحمل خبر الانتصارات التي أعلنت فاتحة الموقعة، وكتب مخاطبا مجلس الشعب: «تستطيعون أن تنصوا بكل ما في السيادة من القوة شروط الصلح لملك سردينيا ... وإذا كان قصدكم يرمي إلى خلعه عن عرشه، فيجب أن تلهوه وتخبروني عقيب ذلك فأستولي على فالانس وأزحف إلى تورين، وعندما أنتهي من مقاتلة بوليو، أرسل اثني عشر ألف رجل إلى روما ...»
فرحب وكلاء الشعب بهذا الخبر وهللوا له، وأعلنوا للمرة الخامسة في ستة أيام أن جيش إيطاليا قد استحق ثناء الوطن استحقاقا حسنا، وجاء الصلح مع ملك سردينيا يضيف على سرور الشعب سرورا آخر، فقد عقد في الخامس عشر من شهر أيار بشروط ملائمة لمصالح فرنسا.
وإذ لم يبق على بونابرت إلا محاربة الملكيين، أخذ يتساءل عما إذا كان من الواجب أن يحرس خط تازين، أو يحمل على الأديج بتلك العجلة الجريئة التي جعلته بأيام قلائل سيدا على أجمل مقاطعات المملكة السردية.
لقد ترك لنا في مذكرة من مذكرات القديسة هيلانة الأسباب التي كانت تتنازع بين الرأي الأول والثاني، أما الأول فلم يكن يصلح، لا لموقف الجمهورية الناشئة التي كانت بحاجة إلى تخويف المؤامرة بصدمات شديدة ومعجزات متواصلة، ولا للقائد الفتى الذي كان خلقه وطمعه يدفعانه إلى النيات التي كانت تتطلب جرأة ونشاطا وتعرض نصيبا وافرا من الصعوبة والجلال، فاندفع نابوليون إلى الأمام بعد أن كتب إلى مجلس الشعب يقول: «إني زاحف غدا إلى بوليو، فسأرغمه على عبور البوثانية، وأعبره بدوري على الأثر، سأستولي على لومباردي كلها وأرجو من الآن إلى أقل من شهر أن أكون على جبال تيرول، فألقى جيش الرين وأحمل الحرب إلى البافيير.»
في التاسع من شهر أيار كتب إلى المدير كارتو يقول: «لقد عبرنا البو، وبدأنا بالموقعة الثانية وبوليو قلق جدا، إنه لا يجيد الحساب قط، فيقع دائما في الشرك الذي ينصب له، قد يريد أن يشهر حربا فهذا الرجل يملك جرأة الغضب لا جرأة الذكاء ... فوز واحد بعد ونصير أسياد إيطاليا ... إن الذي أخذناه من الأعداء لا يحصى عدده ... فأنا مرسل إليكم عشرين رسما من ريشة أكابر الرسامين، من كوريج وميكل أنج.
إنني مدين لكم بشكر خصوصي لما تبدونه من الالتفات نحو امرأتي، إنني أوصيكم بها، فهي محبة للوطن ومخلصة، وأحبها حتى الجنون.»
في اليوم الثاني تم الفوز الذي كان بونابرت يتوقعه لامتلاك إيطاليا، فجعل خالدا اسم بودي التي ربحها الجمهوريون.
جاء ربح هذه الحرب مقدمة لفتح لومباردي، وفي أيام قلائل وقعت بيزيفيتون وكرتميون وجميع مدن ميلاني الكبرى في يد الجيش الفرنسي.
في وسط الخيام، ومن خلال قرقعة السلاح، كان نابوليون الذي خيل للبعض أنه رازح تحت مشاغله الحربية والسياسية، يبدي اهتماما بالفنون ويسأل مجلس الشعب وكالة أساتذة فنانين يجمعون الأشياء الثمينة التي يضعها الفتح تحت تصرفهم، ورئي فيما بعد، يرفض كنوزا كان يستطيع أن يجعلها ملكه الخاص؛ ليحفظ رسما من كوريج كان يود أن يزين به المتحف الوطني.
صفحه نامشخص