============================================================
قال وفي سنة ثمان عشرة وماية توفي علي بن عبد الله بن العباس جد الخلفاء العباسيين وخلف اثنين وعشرين ولدا وعان عمره سيع وسبعين سنة.
قال وفي سنة ثمان عشرة وميه توفي عبد الملك بن رفاعة أمير مصر فولاها هشام بن عبد الملك عبد الرحمان بن خالد بن مسافر بن تابت الفهامي وصرفه في سنة ثمان عشرة وماية وولاها حنظلة بن صفوان الكلبي، وفي سنة عشرين وماية عزل هشام خالد القرلي عن ولاية العراق وولاها يوسف بن عمر التقفي: 81) وفي سنة إحدى وعشرين وماية خرج زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب بالكوفة داعيا لنفسه فيايعه جماعة من أهل الكوفة وقاتله عمر بن يوسف بن عمر إلى الكوفة وقتل زيد وانهزم أصحابه ثم صلب يوسف زيدا وأحرقه وذرى نصفه في الهواء ونصفه في الماء ويعث برأسه إلى هشام ين عبد الملك فنصبت على باب مدينة دمشق قال وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك بلاد الروم ففتح قطامن وغزا مروان بن محمد بن مروان المعروف بالحمار بلاد صاحب سرير الذهب ففتحها وأخربها فأجاب إلى الجزية.
وفي سنة اثنتين وعشرين وماية توفي مسلمة بن عبد الملك بن مروان وكان ذا رأي وعقل وحزم وشجاعة ولم يكن في بتب آمية منله.
وفي سنة أريع وعشرين وماية سير هشام بن عبد الملك حنظلة بن صفوان آمير مصر إلى افريقية وولى مصر حفص بن الوليد فلم يزل زاليأ عليها إلى أن توفي هشام.
قال وفي سنة خمس وعشرين وماية توفي هشام بن عبد الملك بن مروان بالرصافة لست ليال خلون من رييع الآخرة وكانت ولايته تسع عشرة سنة وسبعة آشهر وأحد عشر يوما وعمره ثلاث وخمسين سنة وقيل ست وخمسين سنة.
صفته كان ربعة أبيض إلى الصفرة أحول حسن الحول يخضب بالحناء والكتم.
سيرته كان جيد السياسة حسن التدبير متيقضأ في الأمور يياشرها بنفسه إلا أنه كان بخيلا حسودا محتاجأ إلى أموال الناس فضأ غليظأ وكان له ستور وكسوة وطراز لم يكن لمن قبله فروي أنه كان يحمل كسوة خاصة على سماية جمل وخلف ألف تكة للسراويلات وعشرة ألف قميض وكان له سبعمائة ضيعة ملكا وكان له بالرقة موضعان يعرفان بالهبي والمري دخلهما كل سنة عشرة ألف درهم ولما مات لم يكن للوليد بن يزيد ما يكفن به هشام لأنه ختم الخزائن ومنع من الوصول إليها.
62) فكفنه خادم له وهذه موعظة ينبغي لأولي الألباب أن يتعظوا بها.
صفحه ۵۳