============================================================
قال وفي هذه السنة كان مقتل عبد الله بن الزبير وذلك آن الحجاج حاصر مكة أشد حصار ورمى الكعبة بالمناجنيق حى هذمها ورموها بكيران النفط والنار واحترقت الستارات حتى صارت رمادا ثم قتل عبد الله بن الزبير وفتحت مكة صبحة يوم الثلاثاء لتلث عشرة ليلة بقيت عن جمادى الأولى وقيل جمادى الآخرة واجنز الحجاج رأسه وصلبه بمكة ثم بعث برأسه إلى المدينة فصلبه بها ثم آمر بدفنه في مقابر اليهود وكان مدة حصار الحجاج سبعة شهور وايام ومدة سلطان بن الزبير الحجاز والعراق منذ توفي معويه بن يزيد إلى قتله تتسع سنين واثثين وعشرين يوما وكان عمره اثتتين وسبعين سنة وماتت آمه بعده بخمسة آيام وكان ابن الزبير قد بنى الكعبة وأدخل فيها الحجر وجعل لها بابين يدخل من أحدهما ويخرج من (62) الآخر وحلق داخل الكعبة وخارجها وكان أول من حلق الكعبة وكساها بالفباطي كاتبه ديل بن عمر حاجبه سالم مولاه.
قال وكان بن الزبير لما اشتد الحصار على مكة خاف أن ينهدم البيت فترك القتال ودخل إلى بيته وقالت له أمه إن كنت تقاتل عن حق فالحق في يدك فاخرج اليهم فإن قتلت فأنت شهيد فقال يا أمت ما أرهب الموت لكتني أخاف المثلة قالت له الشاة إذا ذبحت لم تجد ألم السلخ وقيل إنه شرب رطل مسك وخرج يقاتل فقتل وصلب فكان الناس يشمون رائحة المسى من بدنه أيامأ كثيرة.
قال وفي هذه الستة ولى عبد الملك بن مروان آخاه محمد ابن مروان اثربيجان والجزيرة وأرمينية فبعث محمد لحرب الحرر في ماية ألف فقتل المسلمون جميعهم فعظم ذلك على محمد بن مروان فسار في أربعين ألفأ حتى توسط بلاد أرمينية فقاتل الحرر وهزمهم وألجأهم الدخول في كنائسهم ثم أضرم التار عليهم في الكتائس ثم جهز مسلمة بن عيد الملك بن مروان إلى باب الأبواب وفيها نيف وتمانون آلف من الحرر وخرج عليهم بجيوشه وحاصرها آشد حصار وفتحها وقنل منهم جماعة كبيرة وأمن الباقون من الحرر.
وفيها ولى عبد الملك بن مروان خالد بن عبد الله القرشي العراق وأمره أن يولي المهلب بن أبي صفرة حرب الأزارقة وكان قد غلبوا على الأهواز وأميرهم قطري بن الفجأة المارني فظف خالد بن عبد الله وخرج إليهم بنفسه فقاتلهم فهزم خالد وأخذت الأزارقة سفنه فأحرقوها ولما بلغ المهلب الخبر خرج إليهم بجماعة فقاتل الأزارقة فهزمهم وهريوا إلى الأهواز وولى خالد حرب الأزارقة أخاه عبد العزيز فأتيه الأزارقة في سبعة ألف فهزموه وقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة وسبوا زوجته وتادوا (63) عليها كما يتادى على الإماء واشتدت شوكة الأزارقة وقدموا البصرة لمحاصروها فولى خالد المهلب قتالهم فخرج إليهم بجيوشه فقانتلهم وهزمهم
صفحه ۴۰