============================================================
قال وفي سنة سبع وستين سير المختار ابرهيم بن الاسير لقتال عبيد الله بن زياد (60) ومعه سبعون ألفأ من أصحابه وأفلت منهم عشرة ألف ونلشماية وكان من قل من أصحاب المختار ثلثماية وسبعون رجلا فاستولى ابرهيم على سنجار ونصييين ودارا.
وفيها توجه مصعب بن الزيير وهو عامل أخيه على البصرة في جيش كثيف إلى الكوفة لقتال المختار بن أبي عبيد فاقتتلوا قتالأ شديدا فانهزم المختار وأصحابه من القصر في سبعة ألف رجل فقاتلوهم حتى قتلوا جميعهم وذلك في شهر رمضان ولما اسنوس الأمر بالعراق لمصعب كتب إلى ابرهيم يدعوه إلى طاعته فأجاب وسار إليه وولى مصعب المهلب بن ابي صفرة الموصل والجزيرة وادربيجان وأرميتية.
قال وفي سنة ثمان وسنين سارت الازارقة من فارس إلى العراق ودخلوا المدائن وهؤلاء طائفة من الخوارج منسوبون إلى نافع بن الأزرق واجتمع إليه خلق كثير وغلبوا على الأهواز وأعمالها فبعث إليهم مصعب بن الزبير المهلب بن أبي صفرة فقاتلهم أياما فقتل منهم خلق كثير وفي غضون ذلك مات نافع بن الأزرق فبايعت الخوارج قطري بن الفجأة المارني وعزل مصعب المهلب عن قتالهم وتلب لهم عمر بن عبد الله التميمي فلقيهم بنيسابور فقانظهم وهزمهم وقتل منهم جماعة واتجازوا إلى أصفهان وكرمان وتقووا بها واتعطفوا منها الى الأهواز فطلبهم عمر فعادوا إلى المدائن وقطعوا السبيل وقتلوا النساء والذراري ثم عادوا إلى كرمان.
قال وفي سنة تسع وسنين خرج عبد الملك بن مروان من دمشق لقتال عبد الله بن الزيير واستخلف على دمشق عمر بن سعد بن أبي وقاس المعروف بالأحدق فعصى وتصن فعاد عبد الملك ونزل على دمشق وأرسل عمر وأمنه ودخل دمشق واستدعاه فجاء إليه وقتله عبد الملك صبرا وقد جاء معه جمع (61) كبير من أصحابه فمتعوا من الدخول معه ولما قتله عبد الملك أخرجه إليهم فصاحوا ففرقت فيهم الأموال فتسكنوا.
قال وفي سنة إحدى وسبعين كان مقتل مصعب بن الزيير وذلك آن عبد الملك سار إليه فخرج إليه مصعب فقتل وانهزم أصحابه فاستدعاهم عبد الملك فبايعوه وسار إلى الكوفة فدخلها واستفر له الأمر بالعراق والشام ومصر ولم ببق خارجا عنه إلا الحجاز في يد عبد الله بن الزيير وكان مصعب شجاعا جوادا حسن الوجه.
ولما ملك عبد الملك بن مروان العراق ولاها أخاه بشر بن مروان: قال وفي هذه السنة سير عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف التقفي في الفين من عسكر الشام لقتال عبد الله بن الزبير فسار بهم إلى الطائف ولم يخرج إلى المدينة ثم كتب عبد الملك إلى عامله بالمديتة بأن يمضي بمن معه من الجتد مددا إلى الحجاج فنزلوا بير ميموته وأحاطوا مكة وحاصروا ابن الزيير
صفحه ۳۹