تاریخ ماسونیه
الحقائق الأصلية في تاريخ الماسونية العملية
ژانرها
وكان مركز هذا الملك يخوله أن يرتب بين الماسون ما كان خارجا عن شرائع بلاطه الملوكي من القوانين، فكان الأمراء والعظماء والبناءون من الماسون يأتون إليه فيفصل الاختلافات بينهم، وفي غيابه ينوب عنه بمثل هذه الأمور أحد كبار بلاطه أو ياوره الذي كان ساكنا بالقرب منه.
هذا وتجد ترجمة حياته مفصلة في كتابنا «الجوهر المصون».
هنري السادس ملك إنكلترا: والحوادث الماسونية في بلاده ومدة ملكه
سنة 1425ب.م:
ولد هنري السادس ابن هنري الخامس في 6 ديسمبر سنة 1421، وتوفي والده وهو ابن تسعة أشهر، فتولى عمه دوق بدفورد نيابة الملك، وذهب إلى فرنسا؛ لأنه كان في ذلك الوقت قسم كبير منها تابعا لإنكلترا، وعمه همفري دوق أوف كلوسستر الوصاية عليه،
5
وتدبير أمور الحكومة في إنكلترا، وتولى هنري بيوفورت أسقف ونشستر تربيته وهو عم دوقي كلوسستر وبدفورد، وكان مقتدرا في قواه العقلية، ومختبرا أحوال المملكة حق الاختبار، لكنه كان رديء الطبع، ذميم الخلق، خبيث الطوية، وصفه التاريخ الماسوني الإنكليزي بأقبح الصفحات، وذم غدره ومكره وخداعه والوسائل التي استحلها لقهر خصمه، وأحب هذا الأسقف المداخلة في شئون المملكة لما رأى الملك قاصرا فمنعه ابن أخيه دوق كلوسستر عن قصده فزادت النفرة بينهما حتى اضطر البرلمان للمداخلة في الأمر.
ويقول التاريخ الماسوني الإنكليزي: إن الكردينال هنري بيوفرت وجماعته الذين لم تقبلهم الماسونية لسوء خلقهم كانوا يقولون: إن لهم الحق في الاطلاع على كل ما يفعله الماسون، وأن الواجب عليهم أن يعترفوا لهم بما يفعلونه، ولكن الماسون كانوا ينفرون منهم ويحتقرونهم؛ ولذلك كانوا يشيعون أن وجودهم في المملكة خطر على الملك والشعب، فأثر هذا الكلام في البرلمان فعقد اجتماعا بوسائط هذا الكردينال
6
ومداخلته سنة 1425، وقرر منع الاجتماعات والاحتفالات الماسونية زعما منه أنها تلقي العراقيل بين العمال وتشوش نظام المملكة، وأصدروا أمرا بإلغاء الماسونية من المملكة بمصادقة الملك، وإذا عقد اجتماع أو احتفال يعاقب المجتمعون بالسجن والغرامة، وسنوا شرائع وقوانين بهذا الشأن فاحتج الماسون على هذا العمل المنافي للعدل والصدق، ولم يجد احتجاجهم نفعا، فداوموا اجتماعاتهم سرا غير مبالين بتلك الأوامر، وكانت المحافل تجتمع بنظام أكثر من العادة، وسادت المحبة بين الإخوان، واتحدوا برابطة الإخاء، وأنشئت محافل شتى في سائر أنحاء المملكة، فأنتجت المضادة خيرا لها ودامت الحال على هذا المنوال زمنا طويلا والمحافل الماسونية لا تزال تجتمع برئاسة هنري تشيتشلي أسقف كنتربري الذي قيل عنه في السجل اللاتيني لوليم ملر رئيس كنتربري: إنه الرجل الحر الصادق الأمين.
صفحه نامشخص