وجب التلفظ بها آدو في هذا التركيب
وفضلا عن الحروف المقطعية توجد علامات تدل وحدها على معنى تام قائم بنفسه، وقد تقرأ هذه الحروف الدالة على المعاني المستقلة، ويتركب منها حينئذ كلمة؛ مثال ذلك البلطة
تدل على الإله وتقرأ نتر، والصليب الذي فوقه حلقة
معناه الحياة ويقرأ عنخ، وفي أغلب الأحيان لا تقرأ هذه الحروف بل توضع خلف الكلمات المؤلفة من حروف ومقاطع لتعيين معناها بنفس صورة الشيء الذي تدل عليه هذه الكلمات، وتكون حينئذ للتعريف والتمييز؛ مثال ذلك أنهم كانوا يرسمون صورة الأذن البشرية في آخر هذه الكلمات
1
التي ينطق بها مسزر؛ ومعناها أذن، أو يرسمون صورة ذراع قابض على هراوة
في آخر الكلمات التي معناها الضرب والقتل والرفع، وكل ما يقصد به وقوع أمر ممزوج بالقوة والشدة.
ومن نظر إلى الكتابات القديمة رأى هذه المبادئ فيها مختلطة؛ بحيث ينبغي معرفة معانيها ومدلولاتها بالضبط والصحة للنجاح في فك أي خط قليل. (2) الكتابة المعتادة وذكر اللسان القبطي
كانت الكتابة الهيروغليفية مستعملة خصوصا على الآثار التي من الأخشاب أو الأحجار، ولكنهم كانوا يستعملون كتابة جارية معتادة يسميها المحدثون بالقلم الهيراطيقي؛ لأجل احتياجات الحياة العادية، ولأجل نشر الأعمال الأدبية من تأليف وغيره. والمادة التي كانوا يستعملونها للكتابة عليها بهذا القلم تتركب من ألياف ورق البردي مفصولة ومدقوقة وملتصق بعضها ببعض؛ بحيث يتركب منها أفرخ طويلة دقيقة يغرونها من طرف إلى طرف، فيتكون منها أدراج (ملفات) بل أجزاء قد يزيد بعضها على ثلاثين مترا، وكانوا يكتبون عليها بقلم يتخذونه من قصبة رقيقة من البوص المعروف بالغاب (كما هي العادة الآن) يغمسونه في حبر أسود أو أحمر. وكانت الكتابة الهيروغليفية تبتدئ من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين من غير فرق، ولكن الخط الهيراطيقي كان يبتدئ على الدوام من اليمين وينتهي إلى اليسار. وكانت حروف هذه الكتابة في مبدأ الأمر فسيحة مرتفعة ثم توالت عليها السنون والقرون فصارت أصغر من الأول؛ حتى آل أمرها أن صارت عبارة عن جملة حروف متداخلة في حرف واحد، وعلامات صغيرة نحيفة نحيلة مختلطة مختلة، وقد سميت هذه الكتابة بالقلم الديموطيقي؛ أي القلم العامي، وقام هذا القلم شيئا فشيئا مقام القلم الهيراطيقي في أيام العائلة السادسة عشرة ثم رجح وتغلب عليه في أيام اليونان فصار مستعملا في الأمور المعتادة كلها.
ثم زال استعمال هذه الأقلام الثلاثة عندما دخلت الديانة النصرانية في البلاد المصرية واستبدلت بحروف الهجاء القبطية المركبة من ألف باء اليونانية، ومن ستة حروف توافق بعض أصوات مصرية ليس في اليونانية، ما يعبر به عنها. وقد استمر استعمال اللغة عند الأهالي مدة عشرة قرون بعد تلاشي الكتابة بها، ولم ينعدم اللسان القبطي من أفواه الأمة إلا في السنين الأولى من القرن السابع عشر، ومع ذلك فلا يزال مستعملا في نظام الخدم الدينية وأمور الطقوس التعبدية الكنائسية. (3) أول المحاولات في فك الكتابة البربائية
صفحه نامشخص