عما نشاهده في مضارب البدو بين ظهرانينا اليوم.
** الخلاف بين جرهم وقطورا :
وما لبثت أن اختلفت جرهم مع قطورا ، فخرج مضاض بن عمرو من قعيقعان في كتيبة سائرا الى السميذع
والسيوف والجعاب تقعقع معه ، ولذلك سمى جبلهم قعيقعان ، وخرج السميذع بقطورا ومعه الرجال والجياد ، ولذلك سميت منطقتهم أجيادا حتى التقوا بفاضح (1) فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميذع ، وتراجعت قطورا ثم تداعوا للصلح.
** ولاية مضاض :
ثم صاروا حتى نزلوا المطابخ (2) حيث اصطلحوا فيه وأسلموا الأمر الى مضاض بن عمرو الجرهمي ، وبذلك استقام له الأمر في مكة (3).
** خزاعة :
وظل الأمر على ذلك حتى استخفت جرهم بأمر البيت فسلط الله عليهم قبيلا من اليمن من أولاد قحطان فأزاحهم في أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع الميلادي ، وذلك أن عمرو بن ماء السماء وينتهي نسبه الى امرىء القيس ثم يعرب بن قحطان وكانت منازله في جنوب الجزيرة ارتحل وقومه من منازلهم فرارا من حوادث سيل العرم ثم سار من بلد الى بلد لا يطأ بلدا إلا غلب عليه أهله وقهرهم ، ثم يرتحل وقومه ليبحثوا عن أفضل منه حتى وصلوا مكة ، وعليها مضاض فأبت جرهم أن تنزلهم طوعا وتعبأت لقتالهم فاقتتلوا ثلاثة أيام ، ثم انهزمت جرهم فلم ينج منهم إلا الشريد ، وبذلك تم الفتح للقحطانيين واستقام الأمر لهم في مكة (4).
صفحه ۲۸