تاریخ ابن خلدون

شکیب ارسلان d. 1368 AH
90

تاریخ ابن خلدون

تاريخ ابن خلدون

ژانرها

ومنهم الشيخ محمد الشهير ب«ابن عراق» كان من أولاد الأمراء الشراكسة وكان من طائفة الجند، وكان صاحب ثروة وحشمة وافرة فترك كل هذا واتصل بخدمة السيد علي بن ميمون، واشتغل عنده بالرياضة، وكان عالما زاهدا وجاور مدة بعد وفاة ابن ميمون بالمدينة المنورة ومات ودفن فيها، وأتذكر أنه يوجد في بيروت زاوية منسوبة إلى ابن عراق.

ومنهم «ابن صوفي» واسمه عبد الرحمن كان عالما مدرسا ثم اتصل بالسيد علي بن ميمون وصار من تلاميذه ولما ذهب السيد إلى الشام بعد أن سكن مدة في بورسة نصبه خليفة له في بلاد الروم.

ومنهم المولى إسماعيل الشرواني قرأ على جلال الدين الدواني، وخدم العلم طول حياته، وتوطن أخيرا في مكة المكرمة ومات فيها.

ومنهم الشيخ بابا نعمة الله، وكان من السادة الصوفية، سكن بقصبة آق شهر وتوفي بها.

ومنهم الشيخ محمد البدخشي، كان زاهدا متجردا من علائق الدنيا ثم ذهب إلى دمشق وسكن بها، ولما دخل السلطان سليم دمشق زار هذا الشيخ مرتين، ففي المرة الاولى جلسا صامتين وسئل السلطان سليم عن ذلك فقال: فتح الكلام ينبغي أن يكون من العالي ولا علو له عليه. وقد تأدب الشيخ أيضا واختار الصمت تنزلا منه، وأما في الزيارة الثانية فقال الشيخ البدخشي للسلطان: كلانا عبد لله تعالى وإنما الفرق هو أن ظهرك ثقيل من أعباء الناس، وظهري أنا خفيف، فاجتهد أن لا تضيع أمتعتهم. ومات البدخشي بدمشق سنة اثنتين وعشرين وتسع مئة.

ومنهم السيد أحمد البخاري الحسيني، جاء من بخارى إلى بلاد الروم وصحب الشيخ الإلهي، وكان من أشد الناس ورعا، وتعلق به الناس كثيرا وتركوا المناصب واختاروا خدمته، فبنى مسجدا وحجرات حوله للطالبين وذلك في القسطنطينية، وكان مجلسه في غاية الوقار، تجلس فيه الناس كأن على رءوسهم الطير، ولا تجري في مجلسه كلمات دنيوية أصلا، وكانت طريقته العمل بالعزيمة وترك البدعة واتباع السنة وإقامة الصلاة والانقطاع عن الناس والمداومة على الذكر الخفي، والعزلة عن الأنام وقلة الكلام والطعام وإحياء الليالي وصوم الأيام، مات سنة اثنتين وعشرين وتسع مئة.

ومنهم الشيخ مصلح الدين الطويل، أصله من كرة النحاس من ولاية قسطموني كان من المشتغلين بالعلم، ثم التحق بالشيخ الإلهي واشتغل بالتصوف.

ومنهم عابد شلبي من ذرية مولانا جلال الدين الرومي، كان قاضيا ثم ترك القضاء واتصل بالشيخ الإلهي وبنى مسجدا في القسطنطينية وحوله حجرات للفقراء.

ومنهم الشيخ لطف الله الأسكوبي، وهو ممن اتصل أيضا بالشيخ الإلهي وكان في الآخر زاهدا ناسكا ساكنا على جبل من جبال أسكوب منقطعا عن الدنيا.

ومنهم بدر الدين بابا وكان أيضا من جماعة الشيخ الإلهي.

صفحه نامشخص