ذكر أنهار بخارى ونواحيها
أولها «نهر كرمينه» «1» وهو نهر عظيم، وثانيها «نهر شاپور كام «2»» ويسميه عامة بخارى «شافر كام» وقد ذكر فى حكاية أن أحد أبناء كسرى من آل ساسان غضب من أبيه وجاء إلى هذه الولاية، وكان اسمه «شاپور» و«پور» باللغة الفارسية الابن- فلما وصل بخارى أكرمه بخار خداة، وكان شاپور هذا محبا للصيد.
فذهب يوما للصيد ونزل بذلك المكان ولم يكن هنالك فى ذلك التاريخ أى قرية أو عمران، بل كان مرجا، وأعجبه المصطاد، فاستقطع ذلك المكان من بخار خداة ليعمره، فأعطاه له، فحفر شاپور هذا نهرا عظيما وأسماه باسمه «شاپور كام» وأقام على ذلك النهر رساتيق وبنى قصرا. وتسمى تلك النواحى «رساتيق آبوى»، وبنى قرية «وردانه» «3» وقصرا جعله مقرا له. وصار هنالك ملك عظيم. وبقيت تلك الرساتيق من بعده ميراثا لأولاده. وحين جاء قتيبة بن مسلم إلى بخارى كان من أبناء شاپور وردان خداة، وكان ملكا عظيما يقيم فى «وردانه» وينازع طغشاده بخار خداة.
وقد وقعت بينه وبين قتيبة حروب كثيرة ومات وردان خداة أخيرا وأعطى قتيبة ملك بخارى لطغشاده. وستذكر هذه القصة فى فتح بيكند وبخارى.
صفحه ۵۴