ثم «طوايسة» «4» واسمها «أرقود» وكان بها قوم منعمون مترفون، وفى بيت كل منهم طاووس أو طاووسان من باب الترف، ولم يكن العرب قد رأوا الطاووس قبل ذلك، فلما رأوا هنالك طواويس كثيرة، سموا تلك القرية بذات الطوايس (الطواويس)، وقد زال اسمها الأصلى وتركوا بعد ذلك كلمة «ذات» أيضا وقالوا «طوايس». وفيها مسجد جامع ولها سور عظيم، وفى قديم الأيام كانت هناك سوق من تقاليدها أن تباع بها سنويا لمدة عشرة أيام من فصل الخريف بقايا السلع المعيبة من رقيق ودواب وغير ذلك من متخلفات معيبة أخرى، ولم يكن فى الإمكان ردها ثانية أو قبول أى شرط للبائع والمشترى. وكان يحضر هذه السوق أكثر من عشرة آلاف من التجار وأصحاب الحوائج من «فرغانة» «1» و«الشاش» «2» وأماكن أخرى، ويعودون بأرباح طائلة. ولهذا كان أهل هذه القرية أغنياء، ولم تكن الزراعة سبب غناهم. وهى تقع على الطريق الرئيسى إلى سمرقند وتبعد عن بخارى سبعة فراسخ.
صفحه ۲۸