256

کتاب التاریخ

كتاب التأريخ

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

وكانت الجزور تشترى بما بلغت ولا ينقد الثمن ثم يدعى الجزار فيقسمها عشرة اجزاء فإذا قسمت أجزاؤها على السواء اخذ الجزار أجزاءه وهي الرأس والأرجل وأحضرت القداح العشرة واجتمع فتيان الحي فأخذ كل فرقة على قدر حالهم ويسارهم وقدر احتمالهم فيأخذ الأول الفذ وهو الذي فيه نصيب واحد من العشرة أجزاء فإذا خرج له جزء واحد اخذ من الجزور جزءا وان لم يكن يخرج له غرم ثمن جزء من الجزور ويأخذ الثاني التوأم وله نصيبان من أجزاء الجزور فإن خرج اخذ جزئين من الجزور وان لم يخرج غرم ثمن الجزئين

وكذلك سائر القداح على ما سمينا منها فما خرج اخذ صاحبه ما فيه وما لم يخرج غرم ما فيه من الأجزاء فإذا عرف كل رجل منهم قدحه دفعوا القداح إلى رجل أخس لا ينظر إليها معروف انه لم يأكل لحما قط بثمن ويسمى الحرضة ثم يؤتى بالمجول وهو ثوب شديد البياض فيجعل على يده ويعمد إلى السلفة وهي قطعة من جراب فيعصب بها على كفه لئلا يجد مس قداح يكون له في صاحبه هوى فيخرجه ويأتي رجل فيجلس خلف الحرضة يسمى الرقيب ثم يفيض الحرضة بالقداح فإذا نشز منها قدح استله الحرضة فلم ينظر إليه حتى يدفعه إلى الرقيب فينظر لمن هو فيدفعه لصاحبه فيأخذ من أجزاء الجزور على نصيبه منها فإن خرج من الثلاثة الإغفال شيء رد من ساعته وان خرج أولا الفذ اخذ صاحبه نصيبه وضربوا بباقي القداح على التسعة الأجزاء الآخر فإن خرج التوأم اخذ صاحبه جزئين وضربوا بباقي القداح على الثمانية الأجزاء الآخر فان خرج المعلى اخذ صاحبه نصيبه وهو السبعة الأجزاء التي بقيت وخرجوا وفقا ووقع غرم ثمن الجزور على من خاب سهمه وهم أربعة صاحب الرقيب والحلس والنافس والمسبل ولهذه القداح ثمانية عشر سهما فيجزأ الثمن على ثمانية عشر جزءا واخذ كل واحد من الغرم مثل الذي كان نصيبه من اللحم لو فاز قدحه وان خرج المعلى أول القداح اخذ صاحبه سبعة أجزاء الجزور وكان الغرم على أصحاب القداح التي خابت واحتاجوا أن ينحروا جزورا أخرى لأن في قداحهم المسبل وله ستة أجزاء ولم يبق من اللحم إلا ثلاثة أجزاء

صفحه ۲۶۰