ويأمن جَانب الافرنج فِي اثناء محاربته لَهُ كَاتب الامبراطور فريدريك امبراطور الالمان وَصَاحب صقلية على ان يهادنه سِتّ سنوات ويسلمه مَدِينَة الْقُدس وَبَعض المدن الاخرى بِشَرْط عدم التَّعَرُّض للجامع الاقصى وَلَا لجَمِيع الْمُسلمين وَاتفقَ مَعَ الامبراطور على ذَلِك وَسلمهُ مَدِينَة الْقُدس فِي ربيع الآخر سنة ٦٢٦ مارس سنة ١٢٢٩ بِدُونِ حَرْب مَعَ ان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين بذل النَّفس والنفيس فِي استخلاصها مِنْهُم سنة ٥٨٣ وَسلمهَا هُوَ اليهم غنيمَة بَارِدَة ليحارب ابْن اخيه وينتزع بعض بِلَاده مِنْهُ وَبعد ان تمّ تَسْلِيم الْقُدس إِلَى الافرنج بِهَذِهِ الْكَيْفِيَّة الَّتِي تلْحق الْعَار بِالْملكِ الْكَامِل مدى الدَّهْر وَتسود صَحَائِف تَارِيخه جمع جيوشه حول مَدِينَة دمشق وَاسْتولى عَلَيْهَا فِي جُمَادَى الاولى فتمت لَهُ امنيته ونال بغيته بعد ان ضحى الْبِلَاد الَّتِي صرف صَلَاح الدّين عمره فِي استخلاصها من يَد الافرنج فَانْظُر ايها القاريء نتيجة الانقسام امام الْعَدو ونبذ الِاتِّحَاد والتضافر ظهريا ثمَّ قضى الْملك الْكَامِل بَقِيَّة عمره فِي محاربة اخوته واقاربه وَمَات فِي ٢١ رَجَب سنة ٦٣٥ فعين الْجند والامراء بعده ابْنه الْملك الْعَادِل فَأتى إِلَى مصر لَكِن لم تطل مدَّته بل قبض عَلَيْهِ فِي ٨ ذِي الْقعدَة سنة ٦٣٧ بدسيسة اخيه الْملك الصَّالح ايوب وَوصل الصَّالح إِلَى مصر فِي ٢٤ مِنْهُ وَاسْتقر بهَا وَاسْتمرّ الْملك الْعَادِل مسجونا إِلَى ان توفّي سنة ٦٤٥ وَفِي هَذِه الاثناء تقدم التتر فِي بِلَاد الاسلام وامتلكوا جَمِيع بِلَاد فَارس ووصلت طلائعهم إِلَى الْعرَاق وَفِي ١٠ جُمَادَى الْآخِرَة سنة ٦٤٠ توفّي الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه ابو جَعْفَر الْمَنْصُور وبويع بعده ابْنه ابو احْمَد عبد الله ولقب المستعصم
1 / 81