[مقدمة المؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم يقول العبد الفقير إلى الله تعالى الغنيّ بلطفه عبد الرّحمن بن محمّد بن خلدون الحضرميّ وفّقه الله.
الحمد للَّه الّذي له العزّة والجبروت، وبيده الملك والملكوت، وله الأسماء الحسنى والنّعوت، العالم فلا يغرب عنه ما تظهره النّجوى أو يخفيه السّكوت، القادر فلا يعجزه شيء في السّماوات والأرض ولا يفوت، أنشأنا من الأرض نسما [١] واستعمرنا فيها أجيالا وأمما ويسّر لنا منها أرزاقا وقسما، تكنفنا الأرحام والبيوت، ويكفلنا الرّزق والقوت، وتبلينا الأيّام والوقوت، وتعتورنا الآجال الّتي خطّ علينا كتابها الموقوت وله البقاء والثّبوت، وهو الحيّ الّذي لا يموت، والصّلاة والسّلام على سيّدنا ومولانا محمّد النّبي العربيّ المكتوب في التّوراة والإنجيل المنعوت، الّذي تمحّض لفصاله الكون قبل أن تتعاقب الآحاد والسّبوت، ويتباين زحل واليهموت [٢]، وعلى آله وأصحابه الّذين لهم في صحبته وأتباعه الأثر
_________
[١] أي نفوسا، والله بارئ النسم أي خالق النفوس (قاموس) .
[٢] قوله اليهموت هو النون أي الحوت الّذي على ظهره الأرض السابقة ويسمى أيضا لوتيا كما في المزهر وروح البيان واللهجة ومعلوم ان بينه وبين زحل الّذي مر في الفلك السابع بونا بعيدا وقال الشهاب الخفاجي في حاشيته على البيضاوي ١ هـ- في أول سورة نون اليهموت بفتح المثناة النحمية وسكون الهاء وما لشهر من أنه بالباء الموحدة غلط على ما ذكره الفاضل المحشي ومثله في روح البيان قاله نصر الهوريني أقره المصحح الثاني.
1 / 5