تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

ابوالحسن علی بن احمد سبتی d. 614 AH
75

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

واسطة ، إذ من الأنبياء غير مكلمين ، قال الله تعالى : ( منهم من كلم الله ) [البقرة : 2 / 253] ، فكيف يكون آدم عليه السلام مكلما على هذه الوجوه كما تقدم ، ثم يقع في مثل هذه الجهالات قاصدا متعمدا ، حاشى وكلا! فيا لله لما يرتكبه الجاهل من نفسه ، من حيث لا يشعر!

فخرج من مجموع ما ذكرناه ، أنه أكل منها ناسيا ، وعوتب على نسيانه الوصية ، إذ لو كان مراقبا لم ينسها على مجرى العادة ، فهذا هو الحق الذي يرغب فيه ولا يرغب عنه ، ولا يصح أن يعتقد في حقه ، ولا في حق نظرائه من النبيين والمرسلين سوى ما ذكرناه ، أو ما يضاهيه من الشروح التي لا تخل بقدره ، ولا تغض من جاهه واجتبائه واصطفائه كما أخبر تعالى عنه.

** فإن قيل :

، أو ناسيا لمكيدة الشيطان عالما بوصية ربه ، لكن لشهوة غلبت عليه ، حتى هان عليه الخروج من الجنة ، لتحصيل تلك الشهوة!.

** قلنا :

رأيه ، وقلة علمه ، والتقحم على خسيس الشهوة رضى بالنقمة. وليست هذه أخلاقه ولا شيمته ، بل كان رأس العقلاء ، ورئيس الحكماء ، ومعلم الملائكة ، ولو حكي هذا عن عاقل من لفيف الناس لاستبعد في حقه ، فكيف في حق من كلمه الله بلا ترجمان على جهة الإكرام؟ فلم يبق إلا أن النسيان الذي أخبر الله عنه ، وعدم العزم ، إنما كان في أمر أكل الشجرة لا غير.

فهذا هذا ، ولم يبق بعد الخروج عن هذه الإلزامات في أنه أكل منها ناسيا مطعن لطاعن. والله أعلم.

صفحه ۸۵