تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

ابوالحسن علی بن احمد سبتی d. 614 AH
121

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

ألا ترى كيف قال الله تعالى : ( لو لا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم ) [القلم : 68 / 49] معناه : لو لا ما عصمناه ورحمناه لأتى ما يذم عليه على أصل الجواز لا على فرع الوقوع.

وهذا من النمط الذي قدمناه في قصة إبراهيم عليه السلام حيث قال : ( واجنبني ) [إبراهيم : 14 / 35] وهي أن يعبد الأصنام وهو قد أمن من ذلك بالخبر.

وقوله تعالى في قصة شعيب عليه السلام ( وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا ) [الأعراف : 7 / 89]. وقوله تعالى لنبينا عليه السلام ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ) [الإسراء : 17 / 86] وهو تعالى لم يشأ ذلك ، بالخبر.

وأما قوله تعالى لنبينا عليه السلام : ( فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت ) [القلم : 68 / 48] يعني كيونس عليه السلام في فراره حين ضاق صدره كما قدمناه. وقال تعالى : ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ) [الحجر : 15 / 97] كما ضاق صدر يونس ، فلا تفر كفراره.

ولذا جاء عنه عليه السلام (1): «لا تفضلوني على يونس بن متى» لما قيل له : ( ولا تكن كصاحب الحوت ) فنهاه أن يفعل فعله في قصة مخصوصة خاف على قلوب عوام أمته من اعتقاد هذه القولة على خلاف ما هي به ، فيعتقدون أنها نهي له على العموم ، وحاشى وكلا ، وكيف يصح فيها العموم وقد أمره تعالى أن يتخلق ويقتدي ويهتدي بأخلاقه وأخلاق نظرائه عليهم السلام ، حيث قال له : ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) [الأنعام : 6 / 90] فقال ذلك والله أعلم.

صفحه ۱۳۱