تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

ابوالحسن علی بن احمد سبتی d. 614 AH
119

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

وهو مليم ) [الصافات : 37 / 142] ، وكذلك في قوله تعالى لنبيه عليه السلام : ( فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت ) [القلم : 68 / 48].

وكذلك في قولة نبينا عليه السلام (1): حمل أخي يونس أعباء الرسالة فانفسخ تحتها كما ينفسخ الربع.

** قلنا :

وقد جاء في الخبر أنه عليه السلام قال : «والذي نفسي بيده لو لم يبلغ نبي الرسالة إلى قومه لعذب بعذاب قومه أجمعين» ، نقل على المعنى وإنما كانت لقومه لما نال منهم من الأذية ، فاحتمل أذاهم حتى ضاق صدره ، ويئس من فلاحهم ، ففر بنفسه بعد ما بلغ غاية التبليغ كما أمره الله تعالى.

ثم غلب ظنه لسعة حلم الله تعالى ألا يطلبه بذلك الفرار لكونه قد أدى ما عليه ، وهو معنى قوله تعالى : ( فظن أن لن نقدر عليه ) [الأنبياء : 21 / 87] أي أن لن نضيق عليه. قال تعالى : ( ومن قدر عليه رزقه ) [الطلاق : 65 / 7] أي ضيق. وقال تعالى : ( أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) [الزمر : 39 / 52] أي يضيق.

ويحتمل أنه ظن أن قدرة الله تعالى لم تتعلق بإيلامه وسجنه تفضلا منه ، وأنه تعالى يعفو عنه في ذلك الفرار ، فوقع خلاف ظنه.

وهذا هو الذي يجوز أن يعتقده الأنبياء ، وأن يعتقد فيهم.

وفي اللغة تفسخ الربع تحت الحمل الثقيل وذلك إذا لم يطقه.

والربع : ما ولد من الإبل في الربيع.

صفحه ۱۲۹