تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

ابوالحسن علی بن احمد سبتی d. 614 AH
109

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

فتحرك قلبه تحسرا على فقد الخلان وخراب الأوطان فقال : ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) [البقرة : 2 / 259] يعني كيف تعود هذه البلدة على ما كانت عليه بعد خرابها؟! فاستبعد أن تعود على ما كانت عليه من نباتها وشجرها وبساتينها ، كما يستبعد الناس أن تعود البلاد كما كانت عليه بعد خرابها ، على مجرى العادة.

وهذا من الكلام المباح الذي يقوله الناس إذا خربت البلاد وكانوا يعرفونها عامرة من قبل.

وكثيرا ما قيل هذا في ندب الأطلال الخالية والرسوم البالية ، إلا أن أهل المراقبة يطلبون بهذه الأقوال التي كان غيرها أولى منها كما تقدم.

فإن مثل أولئك لا يستبعدون كائنا في مقدور الله تعالى ، كان معتادا أو غير معتاد ، لما يعلمون من نفوذ إرادته ، ومضاء أمره ، إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.

كما عتب الملائكة امرأة إبراهيم عليه السلام حيث قالت : ( يا ويلتى أألد وأنا عجوز ) [هود : 11 / 72] ، فقالوا لها : ( أتعجبين من أمر الله ) [هود : 11 / 73].

أي : مثلك يرى في فعل الله عجبا وأنت صديقة!؟.

قال المشايخ (1): العجب أن لا ترى عجبا ، فإذا لم تر عجبا كنت أنت العجب!.

فلما استبعد إصلاحها على مجرى العادة أراه الآية في نفسه ، فأماته ثم أحياه بعد مائة سنة ، ثم أطلعه على ذلك بأن أنشأ له الحمار الذي كان يركبه بعد ما أماته ورم حتى صار ترابا ، ثم أنشأه له من التراب وهو ينظر إليه ، وأبقى عنبه كما كان بعد مائة سنة.

صفحه ۱۱۹