تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
ناشر
دار الكتب العلمية
محل انتشار
لبنان
﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ﴾ بِاللَّه ﴿وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ خَالِصا ﴿فَلَهُ جَزَآءً الْحسنى﴾ الْجنَّة فِي الْآخِرَة ﴿وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ مَعْرُوفا
﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ أَخذ طَرِيقا نَحْو الْمشرق
﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْس وَجَدَهَا تَطْلُعُ على قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا﴾ بَينهم وَبَين الشَّمْس ﴿سِتْرًا﴾ جبلا وَلَا شَجرا وَلَا ثوبا قوم عماة عُرَاة عَن الْحق يُقَال لَهُم تارج وتاويل ومنسك
﴿كَذَلِك﴾ كَمَا بلغ إِلَى الْمغرب بلغ إِلَى الْمشرق ﴿وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا﴾ قد علمنَا بِمَا كَانَ عِنْده من الْخَبَر وَالْبَيَان
﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ أَخذ طَرِيقا إِلَى الْمشرق نَحْو الرّوم
﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾ بَين الجبلين ﴿وَجَدَ مِن دُونِهِمَا﴾ من دون الجبلين ﴿قَوْمًا لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا﴾ قَول غَيرهم
﴿قَالُوا﴾ للترجمان ﴿يَا ذَا القرنين إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْض﴾ يفسدون أَرْضنَا يَأْكُلُون رطبنا ويحملون يابسنا وَيقْتلُونَ أَوْلَادنَا وَيُقَال يفسدون فِي الأَرْض أَي يَأْكُلُون النَّاس ويأجوج كَانَ رجلا وَمَأْجُوج كَانَ رجلا وَكَانَا من بني يافث وَيُقَال سمي يَأْجُوج وَمَأْجُوج لكثرتهم ﴿فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا﴾ جعلا وَيُقَال أجرا إِن قَرَأت بِغَيْر الْألف ﴿على أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا﴾ حاجزًا
﴿قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ﴾ مَا ملكني عَلَيْهِ ﴿رَبِّي﴾ وَأَعْطَانِي ﴿خَيْرٌ﴾ مِمَّا تعرضون عَليّ من الْجعل ﴿فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾ قَالُوا أَي الْقُوَّة تُرِيدُ منا قَالَ آلَة الحدادين ﴿أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ردما﴾ سدا
﴿آتُونِي﴾ أعطوني ﴿زُبَرَ الْحَدِيد﴾ فلق الْحَدِيد ﴿حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصدفين﴾ طرفِي الْجَبَل ﴿قَالَ﴾ لَهُم ﴿انفخوا﴾ فنفخوا فِيهِ النَّار ﴿حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا﴾ يَقُول صَار الْحَدِيد كنار فَذهب بعضه فِي بعض ﴿قَالَ آتوني﴾ أعطوني ﴿أُفْرِغْ عَلَيْهِ﴾ أصب على الْحَائِط ﴿قِطْرًا﴾ صفرًا
﴿فَمَا اسطاعوا﴾ فَلم يقدروا ﴿أَن يَظْهَرُوهُ﴾ من أَعْلَاهُ ﴿وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ من أَسْفَله
﴿قَالَ هَذَا﴾ الْحَائِط ﴿رَحْمَةٌ﴾ نعْمَة ﴿مِّن رَّبِّي﴾ عَلَيْكُم ﴿فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي﴾ بِخُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج ﴿جعله دكا﴾ كسرًا ﴿وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي﴾ بخروجهم ﴿حَقًّا﴾ صدقا كَائِنا
﴿وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ﴾ يَوْم الْخُرُوج وَيُقَال يَوْم الرُّجُوع من الرّوم حَيْثُ لم يقدروا على الْخُرُوج مِنْهُ ﴿يَمُوجُ﴾ يجول ﴿فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّور فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا﴾ جَمِيعًا
﴿وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ﴾ كشفنا جَهَنَّم ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿لِّلْكَافِرِينَ﴾ قبل دُخُولهمْ ﴿عَرْضًا﴾ كشفًا
﴿الَّذين كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ﴾ فِي عمى ﴿عَن ذِكْرِي﴾ عَن توحيدي وكتابي ﴿وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴾ الِاسْتِمَاع إِلَى قِرَاءَة الْقُرْآن من بغض مُحَمَّد ﷺ
﴿أفحسب﴾ أفيظن ﴿الَّذين كفرُوا﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن ﴿أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي﴾ أَن يعبدوا عبَادي ﴿مِن دوني أَوْلِيَآءَ﴾ أَرْبَابًا بِأَن ينفعوهم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَيُقَال أفحسب أفيكفي إِن قَرَأت بِضَم الْبَاء وَجزم السِّين الَّذين كفرُوا أَن يتخذوا عبَادي أَن يعبدوا عبَادي من دوني من دون طَاعَتي أَوْلِيَاء أَرْبَابًا
1 / 252