التنوير في إسقاط التدبير وفي هذه الآية فواند : «لأولى : فوله سبحانه : (إن الذين اتقوا إذا مستهم طائف من الشيطان تذكروا) دل ذلك على أن أصل أمرهم على وجود السلامة منه ، وإن عرض ذلك الطيف ففى عض الأحيان نعريفا بما أودع فيك من ودائع الإيمان الثلنية : قوله : (إذا ممتفع) ولم يقل : (إذا أمسكهم) ، أو (أخذهم) ؛ لأن المس ملامسة من غير تمكن ، فلفادت هذه العبارة أن طيف الهوى لا يتمكن من قلوبهم بل يماسه مماسة، ولا يتمكن منها إمساكا ولا أخذا كما يصنع بالكافرين؛ لأن الشيطان يستحون على الكافرين ويخنلس اخنلاسا من قلوب المؤمنين حين ننام العقول الحارسة لقلوب ، فإذا استيقظوا انبعنت من قلوبهم جيوش الاستغفار والذلة إلى الله والافقار فاسترجعوا من الشيطان ما لختلسه، ولخذوا منه ما افترسه.
الالةة: قوله : (إذا ممتهع طائف) والإشارة ههنا بالطبف إلى أن الشيطان لا يمكن أن يأتى القلوب الدانمة اليقظة ؛ لأنه إنما بورد طيف الغفلة والهوى على الفلوب في تين منامها بوجود غفلتها، ومن لا نوم له فلا طيف يرد عليه.
الرابعة: فوله : (إذا ممهم طلئف) ولم يقل : (إذا مسهم وارد من الشيطان) أو نحوه؛ لأن الطيف لا بيت له ولا وجود له ، إنما هي صورة منالية ليس لها حقيقة وجودية ، فأخبر سبحانه بذلك أن ذلك غير ضار بالمنقين ؛ لأن ما يورده الشيطان على قلوبهم بمنابة الطيف الذي نراه في منامك ، فإذا اسنيفظت فلا وجود له .
الشامسة : أنه قال سبحانه: (إذا مسهم طائف من الشيطان تذقروا) ولم يقل : اذكروا) شارة إلى أن الغفلة لا يطردها الذكر مع غفلة القلب ، وإنما يطردها النذكر 58 الننوير في إسقاط التدبير والاعنبار وإن لع نكن الأذكار (1) ؛ لأن الذكر ميدانه اللسان ، والتذكر ميدانه القلب وطيف الهوى لما ورد إنما ورد على القلوب لا على الألسنة ، فالذى ينفيه إنما هو التذكر الذي يحل محله ويمحق فعله .
السادسة فقوله : (تذكروا) حذف متعلقه، ولم يقل : إنذكروا الجنة والنار) أو العقوبة او غير ذلك ، وإنما حذف متعلق انذكروا) لفائدة جليلة ، وذلك ان النذكر الماحى لطيف الهوى من قلوب المنقين على حسب مراتب المتقين ، ومرنبة النقوى يدغل فيها الأنبياء والرسل والصديقون والأولياء والصالحون، فنقوى كل واحد على حسب مقامه، كذلك أيضا نذكر كل واحد على حسب مقامه، فلو ذكر قسما من القسام التذكر لم يدخل فيه إلا أهل ذلك القسم، لو قال سبحانه : (إن الذين اتقوا إذا مسنه طائف من الشيطان تذكروا فذا هم ميصرون) خرج منه الذين تذكروا المنوبة ، ولو قال : اننكروا لوالحق الامتنان الى غير ذلك) فأراد سبحانه أن لا يدكر متعلق الذكر ليشمل المرالتب كلها، فافهم ( السابعة: أنه قال سبحانه: (فإذا فم ميصرون) ولم يقل: إتذكروا فأبصروا) أو لتذكروا ثم لبصروا) أو اننكروا وابصروا) فاما تركه للتعبير بالواو فلكنه كان لا يفيد ان البصنرى كانت عن التذكر(3) ، والعراد أنها كانت مسببة عنه ترغيبا للعباد فيها، وأما عدوله عن إنع) لأن فيها ما في الواو من عدم الدلالة على السببية (4) ي : إنما يطرد الغفلة التذكر والتفكر والتلمل والاعتبار وان لم يكن التسان ذلكرا باللسان هينيذ.
(2) فن عذف المتعلق افاد عموما (3) فالتها ستكون واو صال حينئذ ، فيكون المعنى : تذكروا وإذا عالهم لنهم مبصرون ، وهذا يفيد ان البصرى ناتبة عن التذكر من نلعية العضى والسياق والفهم .
(4) في المغطوط (التشبيه) وهو فطأ من الناسخ ، والصحيح المثبت الننوير في إسقاط التدبير وفيها أنها كانت نفنضى عكس المعنى لما فيها من المهلة ، ومراد الحق سبحانه أن مؤلاء العباد لا ببنأغر بصراهم عن نذكرهم ، ولع يعبر بالفاء لاقنضانها النعقبب بل عبر الحق سبحانه بقوله : (تذكروا فإذا هم ميصرون) كأنهم لم يزالوا على ذلك نناء منه سبحانه عليهم واظهار أ لوافر المنة لديهع ، كما تفول : نذكر زيد المسألة فإذا هى صحيحة ؛ أى : إنها لع تتزل صحيحة، وإنما الأن كما وقع العلم بها، كذلك المنقون ما زالوا مبصرين ، ولكن كانوا في عين ورود طيف الهوى عليهع غطى على بصتراهع الثابت نورها فيهم ، فلما استيقظوا أذهب سبحانه الغفلة ، فأشرقت شع البصيرة.
الشامنة : في هذه الأيه ونظائرها توسعة على المنقين ، ولطف بالمؤمنين لأنه لو قال "أن الذين انقوا لا بمسهع طائف من الشيطان" لغرج من ذلك كل أحد إلا اهل العصمة، فأراد الحق سبحانه أن يوسع دوانر رحمته فقال : (إن الذين اتقوا إذ مستهع طائف» ليعلمك أن ورود الطيف عليهع لا يخرجهع من نبوت حكم التقوى لهم وجربان اسمه عليهع اذا كانوا كما وصفهع مسرعين بالتذكر راجعين إلى الله بالنبصر ، ومل هذه الآية في بسط رجاء العباد والنوسعة عليهم قوله : (إن الله يعب التوابين ويحب المتطهرين) االبقرة : 222] ولم يقل : يحب الذين لا يدنبون؛ لأنه لو قال ذلك لم يدخل فيه إلا قليل(2) ، فعلم الحق سبحانه ما العباد مركبون عليه من وجود الغفلة وما نقتضيه النشأة الأولى لكونها ركبت من أمشاج من وقوع المخالفة، وقد قال سبحانه : (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإتسان ضعيفا) [النساء :28] قال بعض أهل العلع : لا يتمالك عند قيام الشهوة به، وقال سبحانه : وفي نسغة مطبوعة إبصيرتهم) 1 وهم المعفوظون من ارتكاب المعلصى ، وفوقهم المعصومون من الأنبياء والرسل - عليهم السملام .
التنوير في إسقاط التدبير (هو أعلم بكم إذ أنشاكع من الأرض) [النجم : 32]، فلأجل ما علم أن الخطأ غالب على الإنسان فتح له باب النوبة ودله عليها ودعاه إليها ، ووعده الفبول إذا ناب ، والإقبال عليه إذا رجع إليه واناب، وقال صلم : دكل ابن آدم ضطاء وغير الغطليي التوابون، فأعلمك صلم أن الغطأ لازم وجودك، بل كان عين وجودك، وقال النه تعالى : (والذين إذا فعلوا فاعشة أو ظلموا أنفسهع ذكروا الله فلستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فطوأ وهم يطمون) [ال عمران :135] ولم يقل : والذين لا يفعلون الفاحشة، وقال سبحانه: (وإذا ما غضبو(.
هم يغفرون) [الشورى :37]، ولم يقل : والذين لا غيظ لهم، فافهم - رحمك الله - فهذه اسرار بينة وأمور منعينة التاسعة: تبيين مراب المتذكرين من المنقين ، اعلم أن أهل النقوى إذا مسهع طائف ن الشيطان لا يدعهع نقواهع لليصرار على معصية مولاهم ، بل نرجعهم اليه بذكرهم، وتذكرهم على أقسام: متذكر يتذكر الثواب، ومتذكر ينذكر العقاب، ومتذكر يتككر الوقوف للحساب ، ومتذكر يتذكر سابق الإحسان فيستعى من وجود العصيان ، ومتذكر ينذكر لولحق الامننان فيستحى أن يقابل ذلك بالكفران، ومتذكر يتذكر قرب الله مذه، ومتذكر يتذكر لحاطة الحق به، ومتذكر يتذكر نظر الحق له، ومتذك يككر معاهدة الله له، ومتذكر يتذكر فناء لذانه وبفاء مطالبته، ومتذكر ينذكر وبال المخالفة فيكون لها ناركا ، ومتذكر يتذكر فواند اللمواففة وعزها فيكون لها سالكا، ومتذكر ينذكر قيومية العى به، ومنذكر يتذكر عظمة الحق وسلطانه ، إلى غير ذلك من نعلقات التذكر وهى لا حصر لها (1) ، وإنما ذكرنا ما ذكرنا منها تأنيسا للا بأحو ال المنقين ونتبيها على بعض مقامات المتبصرين ، فافهم (1) وقد قال أولياء الله الصالعون : ان لله طرائق بعدد الغلاتق .
صفحه نامشخص