الحمد لله المنفرد بالخلق والتدبير ، الولحد في الحكم والتقدير ، الملك الذى ليس له في ملكه وزير ، العالك الذي لا يخرج عن ملكه صغير ولا كبير ، المنقدم في كمال وصفه عن الشبيه والنظير ، العليع الذي لا يخفى عليه خافى الضعير ، ألا يعلع من خلق وهو اللطيف الخبير ، العالم الذي لحاط بعبادي الأمور ونهاياها ، السميع الذي لا فضل في سمعه بين جهر الأصوات وإخفاتها ، الرازق وهو المنعم على الخليقه بإيصال أقواتها (1) ، وهو القيوم المتكفل بها في جميع حالاتها ، الواهب وهو الذي من على النفوس بوجود حياتها ، القدير وهو المعيد لها بعد وجود وفاتها ، الحسيب وهو المجازى لها يوم قدومها عليه بحسناتها وسيئاتها ، سبحانه من إله من على العباد بالجود قبل الوجود ، وقام لهم بأرزاقهم على كلتا حالاتهم من إقرار وجحود(2) ، أمد كل موجود بوجود عطانه ، وحفظ وجود العالع بامداد إبقائه(3) وظهر بحكمته في أرضه، وبفدرته في سمأه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد مفوض لقضائه مسنسلع في حكمه وإمضائه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، المفضل على جميع أنبيانه ، المخصوص بجزيل فضله وعطانه، الفاتح الغاتم ، وليس ذلك لسوانه ، الشافع في كل العباد حين يجمعهم الحق لفصل قضانه، صلى الله عليه وعلى أله وصحبه المسنمسكين بو لائه وسلم كثيرا.
12 اعلم أخى جعلك الله من أهل حبه، وأتحفك بوجود قربه، واذاقك من شراب أهل وده، وأمنك بدوام وصلته من إعراضه وصده، ووصلك بعباده الذين خصهع بمر اسلانه وجبر كسر قلوبهم لما علموا لنه لا ندركه الأبصار بأنوار تهلياتها وفنح رياض الفرب وأهب منها على قلوبهم واردات نفحانه، أشهدهع سابق ندبيره فيهع فسلموا إليه القياد ، وكشف عن خفى لطفه في صنعه فخرجوا عن المنازعة والعناد، فهم مسنسملون إليه ومتوكلون في كل الأمور عليه علما منهم أنه لا يصل عبد إلى الرضا إلا بالرضا ، ولا يبلغ إلى صريح العبودية إلا بالاستسلاع إلى القضاء؛ فلم نتطرقهم الأغيار ولع ترد عليهع الأكدار كما قال فائلهم : لا تهتدى نوب الزمان إليهم ولهم على الغطب الشديد لجلما نجرى عليهم أحكامه وهم لجلاله حامدون ولحكمه مستسلمون كما قال: تجري علي صروفه 5 وهموم سرك مطرقه( وإن من طلب الوصول إلى الله فحفيق عليه أن يأنى الأمر من بابه ، وأن يتوصل إليه بوجود أسبابه ، وأهم ما ينبغى لك الخروج عنه والتطهير منه : وجود الندبير ومناز عة المقادير، فصنفت هذا الكناب مبينا لذلك ومظهرا لما هنالك ، وسمينته «التنوير في إسقاط التدبير" ؛ ليكون اسمه موافقا مسماه ، ولفظه طباق معناه ، وأسل الله أن يجعله لوجهه الكريع ، وأن بنقبله بفضله العميم ، وأن ينفع به الخاص والعام بعحمد عليه السلع ، إنه على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدلير 12 يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليعا) [النساء:65]، وقال سبحانه: قل الله نعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم شم ل (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الغيرة سنبعان الله وتعالى عما يشركون) [القصص :68]، وقال سبحانه: (أم للإنسان ما تعنى فله الآخرة ل ل صلم : «ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبي1) وفال صلم : «اعبد الله بالرضا، فإن لع تستطع ففى الصبر على ما تكره غير كثير» (2) إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على نرك الندبير ومنازعة المقادير إما نصما صريحا وإما إشارة ونثويحا ، وقد قال أهل المعرفة : من لع يدبر ذبر له ، وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلى - رضى الله عنها إن كان ولابد من التدبير فدبروا ان لا ندبروا . وقال أيصا : لا تختر من أمرك شيئا واخدر أن لا تخنار ، وفر من ذلك المختار ، ومن فرارك ، ومن كل شىء الى الله وربك يخلق ما يشاء ويختار 1 قوله تعالى في الأية الأولى : (فلا وربك لا يؤمنون عتى يحكموك فيما شجر بينهعم) فبه دلالة على أن الإيمان الحقيقى لا يحصل إلا فيمن حكم الله ورسوله على نفسه قولا وفعلا وأخذا وتركا وحبا وبغضا، ويشمل ذلك التكلبف، وحكم النعربيف والنسلبع والانقياد واجب على كل مؤمن في كليهما ، وأحكام النكليف : الأوامر والنواهى المنعلقة باكنتساب العباد(1) ، ولحكام التعريف : هو ما أورده عليه (2) من قهر المراد ، فتبين من هذا أنه لا يحصل لك حقيفة الإيمان إلا بأمرين : الامنثال بأمره والاسنسلام لقهره ، نع إنه سبحانه لع يكنف بنفى الإيمان عمن لم يعكم أو حكم ووجد الحرج في نفسه حتى لقسم على ذلك بالربوبية الخاصة برسوله علم رافة وعناية وتخصيصا ورعاية لأنه لع يفل : فلا والرب، وإنما قال : : (فلا ورب ن لا يؤمنون هتى يحكموك فيما شجر بينهم) ففي ذلك تأكيد بالقسم(3)، وتأكيده في الفسم علما منه سبحانه بما النفوس منطوية عليه من حب الغلبة ووجود النصرة سواء كان الحق عليها أو لها ، وفي ذلك إظهار لعنايته برسوله صلم ؛ إذ جعل حكمه حكمه وقضاءه قضاءه، وأوجب على العباد الاسنسلام لحكمه والانقياد لأمره، ولم يفبل منهع الإيمان بإلاهينه حتى بذعنوا لأحكام رسوله صلم لأنه كما وصفه ربه: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وضي يوعى) [النجم:3 ، 4] فحكمه حكم الله، وقضاوه قضاء الله كما قال سبحانه : (إن الذين يبليعونك إنما يبايعون الله) [الفتح :1٠] واكد ذلك بقوله : (يد الله فوق أيديهم) [الفتح :1٠] وفي الآية إشارة أخرى إلى تعظيع قدره ونفضيم أمره صلم وهن قوله : إوربك) فأضاف نفسه إليه(4) كما قال فى الآية ١٥ الأخرى : (كهيعص ذكر رخمة ربك عبده زكريا) إمريع:1 ، 2] فأضاف الحق نفسه سبحانه إلى محمد ، وأضاف زكريا إليه ليعلع العباد فرق ما بين المنزلدين ونفاوت ما بين الرتبنين ، شم إنته سبحانه لم يكتف بالتحكيم (1) الظاهر فيكونوا به مؤمنين ، بل اشنرط فقدان الحرج وهو الضيق من نفوسهم في لحكامه صلم سواء كان الحكم بما.
يوافق أهواءهم أو يخالفها ، وإنما تضيق النفوس لفقدان الأنوار ووجود الاغيار ، ففيه يكون الحرج وهو الضيق ، والمؤمنون ليسوا كذلك ؛ إذ نور الإيمان ملأ قلوبهم فاتسعت وانشرحت فكانت واسعة بنور الواسع العليم(2) ، ممدودة بوجود فضله العظيم ، مهيأة لواردات لحكامه ، مفوضة له في نقضه وإبرامه فالؤدة: اعلم ان الحق سبحانه إذا اراد أن يقوى عبدا على ما يريد أن يورده عليه من وجود حكمه البسه من النوار وصفه ، وكساه من وجود نعته(3) فتنزلت الأقدار وقد سبفت إليه الأنوار، فكان بربه لا بنفسه(4)، فقوى لأعبانها وصبر للأواثها، وإنما يعينهع على حمل الأقدار ورود الأنوار ، وإن شنت قلت : وإنما يعينهع على حمل الأحكام فتح باب الأفهام ، ولن شنت قلت : وإنما يقويهم على حمل البلايا ولردات العطايا، وإن شنت قلت : وإنما يقويهم على حمل الأقدار شهود حسن الاختيار، وإن شنت قلت : وإنما يصيرهع على وجود حكمه علمهع بوجود علمه، وإن شنت قلت : إنما صبرهم على ما جرى علمهم بأنه يرى ، ون شنت قلت : إنما صبرهم على الفضا علمهم بأن الصبر يورث الرضا ، ولن شنت قلت : إنما صبرهم على الأقدار كشف الحجب والأسنار، ولن شنت قلت : إنما قواهم على حمل لثقال التكليف ورود أسرار النعريف، وإن سئت قلت : إنما صبرهم على أقداره علمهع بما أودع فيها من لطفه وإبراره (1) . فهذه عشرة اسباب نوجب صبر العبد وثبونه لأحكام سيده وقونه عند ورودها ، وهو المعطى لكل ذلك يفخيلييي والمان بذلك على ذوى العناية من أهله . ولنتكلم الآن على كل قسع منها لتكمل الفائدة ، وتحصل الجدوى والعائدة .
فلما الأولى وهو: إنما بعينهم على حمل الأقدار ورود الأنوار ، وذلك أن الأنوار إذا وردت كشفت للعبد عن قرب الحق سبحانه منه ، وأن هذه الأسكام لع تكن إلا عنه فكان علمه بأن الأحكام لع نكن إلا عنه إنما هي من سيده سلوة له وسبب لوجود صبر»(2) . ألع نسمع ما قال الله سبحانه لنبيه صلم : (واصنبر لعكم ربك) االطور :48] أى ليس هو حكم غيره فيشق عليك بل هو حكم سيدك القائع بإحسانه إليك ، ولنا في هذا المعنى تمعر : وخفف عنى ما ألاقى من العنا 5 بأند أنت المبتلى والمقدر وما لامري عما قضى الله معدل 5 وليس له منه الذى يتغير 11 مثل ذلك لو أن إنسانا في بيت مظلع فضرب بشىء وهو لا يدرى من الضارب له، فلما أدخل عليه المصباح نظر فإذا هو شيخه أو أميره؛ فإن علمه بذلك مما يوجب صبره على ما هنالك .
الثانى وهو قوله : إنما يعينهم على حمل الأحكام فنح باب الأفهام ، إذا أراد الله بعبده حكما وفنح له باب الفهم عنه في ذلك الحكم(1) فاعلع أنه أراد سبحانه أن يحمله عنه، وذلك أن الفهع يرجعك إلى الله ويحبسف(2) إليه ويجعلك متوكلا عليه ، وقد قال سبحانه : (ومن يتوكل على الذه فهو حسنيه) [الطلاق :3] أى كافيه وواقيه وناصره من الأغبار وراعيه ، ولأن الفهم عن انله يكشف لك عن سر العبودية فيك ، وقد قال سبحانه : (إليس الله بكاف عبده) [الزمر : 36] وكل هذه الوجوه العشرة مرجعه إلى الفهم وإنما هي أنواع فيها الشالث وهو إنما يقويهم على حمل البلايا واردلت العطايا ، وذلك لأن واردات العطايا السابقة من الله إليك بذكرك لها مما يعينك على حمل لحكام الله ؛ إذ كما فضى لك بما تحب أصبر له على ما يحب فيك، ألم نسمع قوله تعالى: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتع مثليها) [آل عمران:165] فسلاهم الحق فيما أصيبوا بما أصابوا . هذا في العطايا السابقة وقد يقترن بالبلايا في حين ورودها ما يخففها على 18 العباد المقربين من ذلك أن يكشف لهم عن عظم الأجر الذي ادخره لهم (1) في نلك البلية ، ومنها ما ينزله على قلوبهم من الننبيت والسكينة ، ومنها ما بورده عليهم من رقائق اللطف وننزلات العنن حنى كان بعض الصحابة يقول في مرضه : أشدد حنفك(2) . وحتى قال بعض العارفين : لقد مرضت مرضة فأعببت أن لا نزول لما ورد فيها من إمداد الله وانكشف فيها من وجود غيبه(3) . وللكلام فى سبب ذلاك موضع غير هذا الرابع .
وهو إنما يقويهم على حمل لقداره شهود حسن اختياره ؛ وذلك ان العبد إذا شهد حسن اختيار الله علم أن الحق لا يقصد ألم عبده - لأنه به رحيح ، (وكن بالمؤمنين رحيما) [الأحزاب : 43] ، وقد رأى رسول الله صلعم امرأة معها ولدها فقال : «أترون هذه طلرعة ولدها في النار ؟ قالوا: لا يا رسول الله، فقل صل: الله ارعم بعبده المومن من هذه بولدها» غير أنه يقضى عليك بالألام لما يترنب عليه من الفضل والإنعام ، الم تسمع قوله سبحانه : (إنما يوفى الصابرون أجرفم بغير عساب) [الزمر :1٠] ولو وكل العحق سبحانه العباد إلى اختيار هم لخرموا وجود مننه ومنعوا الدخول إلى جنته ، فله الحمد على حسن الاختيار (4) ، الم نسمع قوله سبحانه : 19 (و عسنى أن تكرهوا شينا وهو غير لكم وعسى أن تعبوا شينا وهو شر لقع) [البقرة : 216] ، وان الأب الشفيق بسوف لابنه الحجام لا لفصد الإبيللم، وكالطبيب الناصح يعاينك بالمراهم الحادة وإن كانت مؤلمة لك ، ولو طاوع اخنيارك لبعد الشفاء عليك، ومن منع وعلم أن المنع إنما هو إشفاق عليه فهذا المنع فى حفه عطاء، وكالأم المشفقة تمنع ولدها كثرة المأكل خشية النخمة ، ولذلك قال الشيخ أبو الحسن - رضى الله عنه : اعلم أن العق سبحانه لم يمنعك عن بخل وإنما منعك رحمة لك، فمنع الله عطاء ولكن لا يفهم العطاء في المنع إلا صديق، وف بي كلام أنبتناه في غير هذا الكتاب : ليخفف(1) عذك ألم البلاء علمك بانه سبحانه هو المبنلى لك، فالذي واجهكل منه الأقدار هو الذي له قيك عسن الاخنيار الخامس : وهو قوله: إنما يصبرهم على وجود حكمه علمهم بوجود علمه؛ وذلك أن علم العبد بأن الحق سبحانه مطلع عليه فيما أبلاه يخفف عنه إعياء (2) البلايا ، ألح نسمع قوله سبحانه: (واصنبر لعكم ربك فإتك بأعيننا) [الطور :48]؛ أى : ما تلفاه با محمد من كفار قريش من المعاندة والتكذيب فليس بخف عنا . الحكابية المشهورة أن إنسانا ضرب نسعة ونسعين سوطا ولع بنأوه، فلما ضرب السوط الذي هو كعال المانة نأوه فقيل له في ذلك ففال : كان الذي ضربت من أجله في الحلقة في الننسعة والنسعين، فلما ولى لحسست الألما 22 السالي : وهو قوله : إنما صبرهم على أفعاله ظهوره عليهم بوجود جماله، وذلك أن الحق سبحانه إذا تجلى على عبده في حين ملاقاته لمر البلابا حمل مرارتها عنه لما أذلقه من حلاوة النجلى، فربما غلبهع ذلك عن الإحساس بالالام ، ويكفيك في ذلا (فلما رأينه أقبرنه وقطعن أيديهن) إيوسف : 31] السايح : وهو إنما صبرهم على القضاء علمهم ان الصبر يورث الرضا ؛ وذلك أن من صبر على لحكام الله أورثه ذلك الرضا من الله ، فتحملوا مرارتها طلبا فى رضاه كما يتحستى (2) الدواء المر لما يرجى فيه من عاقبة الشفاء الثامن : وهو إنما صبرهم على الأقدار كشف الحجب والأستار(3) ؛ وذلك أن الحق سبحانه إذا أراد أن يحمل عن عبده ما يورده عليه كشف الحجاب عن بصيرة قلبه فأراه قربه منه فغيبه أنس القرب عن إدراك المؤلمات ولو أن الحق سبحانه تجلى لأهل النار بجماله وكماله لغيبهم ذلك عن إدراك العذاب كما أنه لو احتجب عن أهل الجنة لما طاب لهم النعيم فالعذاب إنما هم وجود الحجاب وأنواع العذاب مظاهره والنعيم إنما هو بالظهور والتجلي وأنواع النعيم مظاهره.
21 الناسع: وهو فوله : إنما قواهم على حمل لنقال النكليف ورود أسرار النعريف ( وذلك لأن التكاليف شاقة على العباد ، ويدخل في ذلك امنثال الأوامر والانكفاف عن الزواجر والصبر على الأحكام ، والشكر عند وجود الإنعام ، فهي إذا أربعة : طاعة ، ومعصية، ونعمة، وبلية، وهي أربع لا خامس لها، ولله عليك في كل ولحدة من هذه الأربع عبودية يفنضيها منك بحكم الربوبية ، فحقه عليك في الطاعة شهود العنة منه عليك فيها ، وحقه عليك في المعصية الاستغفار مما صنعت فيها ، وحفه عليك فى البلية الصبر معه عليها ، وحقه عليك في النعمة وجود الشكر منك فيها ، ويخفف .
عليك حمل أعباء ذلك كله الفهم ، فإذا فهمت أن الطاعة راجعة إليك وعاندة بالجدوى (2) علبك صبرك ذلك على القيام بها ، واذا علمت أن الإصرار على المعصية والدخول فيها يوجب العقوبة من الله اجلا وانكشاف نور الإيمان عاجلا كان ذلك سببا للترك منك لها، وإذا علمت أن الصبر يعود عليك ثمرته وينعطف عليك بركته سارعت إليه وعولت عليه ، وإذا علمت أن الشكر يتضمن المزيد من الله لقوله : (لنن شكرتع لأزيدنكع) [إبراهيم:7] كان ذلك سببا لمثابرتك عليه ونهوضك إليه، وسنبسط الكللم على هذه الأربعة في أخر الكناب ونفرد لها فصلا - إن شاء الله نعالى.
العاشر : وهو إنما صبرهم على أقداره علمهم بما أودع فيها من لطفه وإبراره، وذلك أن المكاره أودع الحق فيها وجود الألطاف ، ألم تسمع قوله تعالى : (وعسى أن 22 تكرهوا شيئا وفو خير لكم) البفرة 216 وقوله صلم : دصفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات» وفي البلايا والأسقام والفاقات(1) من أسرار اللطف ما لإ يفهمه إلا أولو البصائر ، ألع نر أن البلايا نخمد النفس ونذلها وندهشها عن مطلب حظوظها ، ويفع مع البلايا وجود الذلة ومع الذلة تكون النصرة (ولقد نصركم الله ببدر وأنتع أذلة) [إل عمران : 123](2) وبسط القول في ذلك يخرجنا عن قصد الكناب .
بملقات : جمع فلقة بمعنى الحلجة والفقر وقد كان بعض كبار الأولياء يامره المريد الذي يطلب تزكية نفسه وإصلاحها - وقد جاءه غنيا ذا جاه في قومه - امره ان يعلق ذقنه ويترك لبس الثياب المترفة ؛ ليزول بذلك عظه من الكب والستعلاء والشعور بالتميز ، عتى إذا قويت نفسه وتطم التواضع وحصل له الاتكسار ورأى نفسه واعدا عاديا من جملة البشر لع يضره إطلق لحيته ولبسه الثياب الفلغرة 22 انعصلاف لنرجع الأن إلى الآية وهي قوله سبحانه : (فلا وربن لا يؤمنون عتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم هرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) [النساء :65] .
صفحه نامشخص
اعلم ان الأوقات ثلاثة : قبل الحكم ، وفيه ، وبعده ، فأما قبل الحكم فبعبوديتهم النحكيم ، وأما في الحكم وبعده فبعبوديتهم عدم وجدان الحرج لأنه(1) ليس كل حكم فقد الحرج منه ؛ أى : قد يحكم ظاهرأ والكراهة عنده موجودة ، فلابد أن ينضم الى التحكيع ففدان العرج .
قال له القائل : إذا لع بجدوا الحرج فقد سلموا تسليما ، فما فائدة الإتيان بقوله : (ويسلموا تسليما) بعد نفى الحرج المسنزم لنبوت النسليم الذي هو من صفته وجود التأكيد ؟
فالجواب عنه: أن قوله تعالى: (ويسلموا تسليما) في جميع أمورهم، فان فلت: إن ذلك لازم من قوله تعالى: (عتى يحكموك) فالجواب : أن التحكيم ما أطلقه بل قيده بقوله : (فيما شجر بينهم) فصارت الآية تتضمن ثلاثة امور : منها : النحكيم فيما اخنثفوا فيه.
النانى : عدم وجودان العرج في النحكيع .
النالث : وجود النسليع المطلق فيما شجر بينهم وفيما نزل بهع «افى أنفسهم فهو عام بعد خاص(2)، فافهم الأن.
24 الثانية هي قوله : (وربك يغلق ما يشاء ويختار ها كان لهع الغيرة سبعان الله وتعالى عما يشركون) االقصص :68] نتضمن فوائد الفاندة الأولى: قوله : (وربك يغلق ما يشاء) بتضمن ذلك إلزاما للعبد بنرك التدبير مع الله لأنه إذا كان يخلق ما يشاء فهو يدبر ما يشاء ، فمن لا خلق له لا ندبير له (أفعن يغلق كمن لا يخلق افلا تذكرون (النعل :17]، ويتضمن قوله : (ويختار» النفراده بالاخنيار ، وأن أفعاله ليست على نعت الإلجاء والاضطرار ، بل على نعت الإرادة والاغتبار ، وفي ذلك إلزام للعبد بإسقاط الندبير والاختيار مع الله ؛ إذ ما هو له لا ينبغى أن يكون لك، وقوله: (ما كان لهع الغيرة) يحتمل وجهين أحدهما : لا ينبغى أن نكون الخبرة لهح، وأن يكونوا أولى بها منه سبحانه الثانى : ما كان لهم الخيرة ؛ أى : ما أعطيناهم ذلك ولا جعلناهم أولى بما هنالك وقوله سبحانه وتعالى: (عما يشركون) أى : تزيها لله أن يكون لهم الخيرة معه، وبينت الأبية أن من ادعى الاختيار مع الله فهو مشرك مدع للربوبية بلسان حاله، ولن نبرأ من ذلك بمقاله 25 الآبة النالثة : وهي قوله نعالى : (أم للإنسان ما تمنى فله الآغرة والأولى) [النجم : 24 ، 25] فيها دلالة على إسفاط التدبير مع الله، (أم للإنسان ما تمنى) أى لا ينبغى أيضا أن يكون له إلا ما جعلناه له، وأكد ذلك بقوله تعالى : (فلله الآخرة واللولى) ففي ذلك الزام العبد بنرك الندبير مع الله تعالى ، أى إذا كان لله الأخره والأولى وليس للإنسان فيهما شىء فلا ينبغى أن يدبر الإنسان في ملك غيره، وإنما ينبغى أن يدبر في الدارين مالكهما وهو الله سبحانه .
وقوله صلم : «ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا» بتضمن الحديث فوائد الأولى : قوله عليه السلام : «ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا » فيه دليل على أن من لع يكن كذلك لا يجد حلوة الإيعان ولا يدرك مذاقه ، وإنما يكون إيمانه صورة لا روح لها، وظاهرا لا باطن له، ومرنسما لا حقيقة تحته(1)، وفيه إشارة إلى أن القعلوب السليمة (2) من أمراض الغفلة والهوى تنعع بعلذوذات المعانى كما ننعم النفوس بملذوذات الأطعمة، وإنما ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا لأنه لما رضى بالنه ربا استسلع له، وانقاد لحكمه، وألقى قياده إليه خارجا عن تدبيره واخنياره إلى حسن ندبير الله واخنياره ، فوجد لذاذة العيش ورلحة النفويض ، ولما رضى بالله كان له الرضا من الله كما قال : (رضي الله عنهم ورضوا عنه [البينة :8] وإذا كان له الرضا من الله أوجده الله حلاوة ذلك ليعلع ما من به عليه ، وليعرف إحسان الله إليه، ولا يكون الرضا بالله إلا مع الفهع، ولا بيكون الفهم إلا مع 6 النور ، ولا بكون النور إلا مع الدنو ، ولا يكون الدنو إلا مع العناية ، فلما سيفت لهذا العبد العنابية خرجت له العطابا من خزائن المنن، فلما واصلنه لمداد الله وأنواره عوفى فلبه من الأمراض والأسفام فكان سليم الإدراك، فأدرك لذاذة الإيمان وحلاونه لصحة إدراكه ولسلامة ذوقه ، ولو سقع قلبه بالغفلة عن الندلع يدرك ذلك ؛ لأن المحموم(1) ربما وجد طعم السكر مرأ وليس هو في نفس الأمر طذلك ، فإذا زالد أسفام القلوب ادركت الأشياء على ما هي عليه ، فتدرك حلاوة الإيمان ولذالذة الطاعة ومرارة القطيعة والعخالفة ، فيوجب ادراكها لحللوة الإيمان اغتباطها به وشهود المنة من الله عليها فيه ، وتطلب الأسباب الحافظة للإيمان والجالبة له ، ويوجب إدراك لذالذة الطاعة العداومة عليها وشهود العنة من الله فيها ، ويوجب إدرلكها لمرارة الكفران(2) ، ولمخالفة الترك لهما والنفور عنهما وعدم العيل إليهما ، فيكمل النرك للذنب وعدم التطلع (2) ، وليس كل نارك نافرا للذنب(4) ،ولا كل تارك غير منطلع، وانما كان ذلك لأن نور البصيرة دله على أن المخالفة لله والغفلة عنه سم للقلوب مهلك ، فنفرت قلوب المؤمنين عن مخالفة الله نفرنك عن الطعام المسسموم ، وقوله صلم: دوبالإسلام دينا» لأنه إذا رضى بالإسلام دينا فقد رضى بما رضى بح المولى واخنياره لقوله سبحانه : (إن الدين عند الله الإسنلكم) [إل عمران : 19] ، ولقوله: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) [ال عمر ان:85]، ولقوله: (إن الله اصنطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [البقرة : 132]، فمن لازم ذلك امنثال أوامره والانكفاف عند وجود زواجره ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والغبرة إذا رأى ملعدا بحاول أن بدخل فيه ما ليس منه فيدمغه ببرهانه، وبفمعه بابمانه(1)، وقوله صللم: دوبمحمد نبيا، فلازم من رضى بمحمد نبيا أن بكون له ولبا وأن ينادب بادابه، وان ينخلق بأخلاقه زهدا في الدنيا وخروجا عنها وصفحا عن الجناة، وعفوا عمن أساء إليه إلى غير ذلك من تحفيق المبايعة فولا وفعلا ، ولخذا ونركا، وحبا وبغضا، وظاهرا وباطنا فمن رضى بالله) إستسلع له، ومن رضى بالإسللم عمل له، ومن رضى بعحمد صلم نابعه، ولا يكون ولحد منها إلا بكلها؛ إ معال أن يرضى بالله ربا ولا يرضى بالإسلام دينا، أو يرضى بالإسلام دينا ولا يرضى بمحمد نبيا، وتلازم ذلك بين لاخفاء فيه ) ففي الرضا بالإسلام دينا الرضا بالإسلام شري يعة ومنهجا وعكما جملة وتفصيلا مفامات اليمين وإذ قد ننببن هذا فاعلع أن مفامات اليقين ننسعة وهى : النوبة ، والزهد ، والصبر، والشكر، والخوف، والرجاء، والنوكل، والمحبة، والرضا. ولا بصح والحد من هذه المقامات إلا بإسقاط التدبير مع الله والاخنيار ، وذلك أن النانب كما يجب عليه أن يتوب من ذنبه يجب عليه أن يتوب من الندبير مع ربه ؛ لأن الندبير والاخنتيار من كبائر ذنوب الفلوب .
والتوبة هي الرجوع إلى الله من كل شىء لا يرضاه لك ، والتدبير لا يرضاه لك لأنه شرك للربوبية ، وكفر لنعمة العقل (1) ، ولا يرضى لعباده الكفر ، وكيف تصح نوبة عبد مهموم بندبير دنياه وغافل عن حسن رعاية مولاه!
كذلك لا يصح الزهد إلا بالخروج عن التدبير ؛ لأن مما أنت مخاطبة بالخروج عنه والزهد فيه تدبيرك ؛ إذ الزهد زهدان : زهد ظاهر جلى ، وزهد بلطن خفى ، فالظاهر الجلى : الزهد في فضول الحلال من الملكولات والملبوسات وغير ذلك، والزهد الغفى : الزهد في الرناسة وحب الظهور (2) ، ومنه الزهد في التدبير مع الله.
وكذلك لا يصح صبر ولا شكر إلا بإسقاط التبير ؛ وذك أن الصابر من صبر عما لا يحبه الله ، ومما لا يحبه الله التدبير معه والاختيار ؛ لأن الصبر على أقسام : صبر عن المحرمات ، وصبر على الولجبات ، وصبر عن التدبيرات والاخديار لت.
صفحه نامشخص
22 ومن لوازه العبودية إسقاط الددبير مع الله وإن شنت قلت : صبر عن حظوظ البشربة، وصبر على لوازم العبودية() وكذلك لا يصح الشكر إلا لعبد نرك التدبير مع الله تعالى ؛ لأن الشكر كما قال الجنيد(2) - رضى الله عنه : الشكر أن لا يعصى الله بنعمه ، ولو لا العفل الذى ميزك به على أشكالك وجعله سببا لكمالك لم نكن من العدبرين معه ؛ إذ الجمادات والحيوانات لا تدبير لها مع الله لفقدان العقل الذي من شلنه النظر الى العواقب والاهتمام بها، ويناقض ليضا مقام الخوف والرجاء؛ إذ الغوف إذا توجهت سطواته إلى القلوب منعها لن نتسنروح الى وجود التدبير ، والرجاء اليضما كذلك ؛ إذ الراجى قد امتلا قلبه فرحا بالل ووقته مشغول بمعاملة الله ، فأى وقت يسعه التدبير مع الذ ?!
وينلقض أيضا مقام التوكل ، وذلك أن المتوكل على الله من القى قياده إليه واعتمد في كل الأمور عليه ، فمن لازم ذلك عدم التدبير والاستسلاع لجريان المقادير ، ونعلق إسفاط التدبير بمفام التوكل والرضا أبين من سعلقه بسائر المقامات ، ويناقض أيضا مقام المحبة ؛ إذ المحب مستغرق في حب محبوبه ، وترك الإرادة معه هى عين مطلوبه(3) ، وليس يتسع وقت المحب للتدبير مع الذ ؛ لأنه قد شغله عن ذلك حبه لله .
التنوير في إسقاط الندر ب وبناقض أبضا مفام الرضا وهو بين لا إشكال فيه؛ وذلك لأن الراضى فد لكنفى وكذلك فال بعضهم: من ذاق شينا من خالص محبة الله ألهاه ذلك عما سواه، بيدبير انه، فكيف بدبر معه وهو قد رضى بندبير25! ألع تعلع أن نور الرضا يغسل من الفلوب غناء(1) الندبير ؟ فالراضى عن الله بسطه نور الرضا لأحكام الله فليس له تدبير مع الله، وكفى بالعبد حسن اخنيار سيده له فافهع.
لو كان عبد صادقا لأطعتة 5 إن المحب لمن يعب مطيغ الغثاء : لصله الزبد والهالك والبالى من ورق الشعر المخالط زبد السيل . وشبه هنا التدبير مع الله ببعض ذلك أو كله . "القاموس المحيط" مع زيادة شرح .
الننوير في إسقاط التدبير فصل اتلم أن الذي يحملك على إسقاط التدبير مع النه والاخنيار أمور : الأول : علمك بسابق ندبير الله فيك، وذلك أن تعلم أن الله كان لك قبل أن نكون لنفسك(1)، فكما كان لك مدبرا قبل أن نكون ولا شيء من ندبيرك معه كذلك هو مبحانه بعد وجودك، فكن نه كما كنت له بكن لك كما كان لك وكذلك قال أبو الحسين الحلاج(2) : كن لي كما كنت لى في حين لع أكن .
فسأل من الله أن يكون له بالندبير بعد وجوده كما كان له بالتدبير قبل وجوده ؛ لأنه لك قبل ان نغرج إلى الدنيا ونحن في ارعام الأمهات لا نعلم شيئا ، ولم يقتمل لنا عقل فندبر به مع خالقنا - تعالى عن ذلك علوا كبيرا - فننتقا من طور إلى طور ومن غلق إلى غلق آخر ونعن بين يدي مليك مقتدر مدبر بيده كل شيء سيدى أبو العسين العلاج : وهو من اهل بيضاء فارس ، ونشا بواسط العراق ، صحب الجنيد والنورى وعمرو بن عثمان المكى والفوطى وغيرهم - رضى الله عنهم أجمعين - والمشايخ في أمره مختلفون ، رده أكثر المشايخ ونفوه وأبوا أن يكون له قدم فى التصوف وقيله بعضهم، منهع أبو العباس بن عطاء ومعمد بن عنيف وابو القاسم النصر أباذى، وأثنوا عليه، وصععوا حاله، وعكوا عنه كلامه، وجعلوه أعد العحققين، وقد اشار القشيرى إلى تزكيته هيث ذكر عقيدته مع عقيدة أهل السنة أول الكتاب فتحا لباب حسن الظن به ، ثم ذكره في آخر الكتاب لأجل ما قيل فيه. ومن كلامه : حجبهم بالإسم فعلشوا، ولو أبرز لهم علوم القدرة طاشوا ، ولو كشف لهم عن الحقيقة لعاتوا . وكان يقول : اسماء الله من حيث الإدراك اسع ، ومن حيث العق حقيقة . وممنل عن المريد فقال : هو الرامى بأول قصده إلى الله تعالى فلا يعرج هتى يصل. وسنل عن التصوف وهو مصلوب، فقال للسانل: أهونه ما نرى. وكان يقول: ومن لاعظ الأعمال عجب عن المعمول له ، ومن لعظ المعمول له هجب عن رؤية الأعمال . وفى تاريخ ابن غلكان ما نصه : قتل الحسين العلاج ولم ينبت عليه ما يوجب القتل - رضى الله عنه . الطبقات الكبرى - لسيدى الشعرانى - (ب1 ص185 : ص- 187) الننوير في إسقاط التدبير قبل وجود العبد كان مدبرا بعلم الله وليس هناك للعبد وجود فتفع الدعوى منه لندبير نفسه فيقع الغذلان لأجل ذل الندبيز به ، فإن قلت : فإنه ف تين لع بكن عدم فكيف ينعلق فاعلم أن للأشياء وجودا في علع الله ولن لع يكن لها وجود فى أعبانها .
فالحق سبحانه ينولى ندبيرها من حيث إنها موجودة في علمه، وفي هذه المسألة غور عظيم لببس هذا الموضع محلا لبسطه .
(1) نعم هو عدم في عكم البشر في عالم المحسوس لكنه وجود في علم الله وعكمه من يوم ألست بربكم" إلى أن يكون ماء في صلب أبيه إلى أن يكون جنينا في رعم أمه إلى ان يخرج إلى الدنيا. .. فكل ذلك وجود في علم الله تعالى، والله اعلم.
التنوير في إسقاط التدبير بيان وإعلام اعلع أن الحق سبحانه تولاك بندبيره على جمبع أطوارك، وقام لك في كل ذلك بوجود إبرارك، فقام لك بحسن الندبير يوم المقادير ، يوم (ألست بربكم قالوا بلى) [الأعراف : 172] ومن حسن ندبيره بك حينئذ أن عرفك به فعرفته، وتجلى لك فشهدنه، واستنطقك والهمك الإقرار بربوبينه فوحدته ، ثع إنه جعلك نطفة مستودعة في الأصلاب، وتولاك بتدبيره هنالك حافظا لك وحافظا لما أنت فيه، واصلا لاد المدد بواسطة من أنت فيه من الأباء إلى أبيك أدم ، ثم قذفك في رحم الأم فتولاكد حسن تبيره حينئذ، وجعل الرحم لك أرضا يكون فيها نبانك، ومستودعا تعطى فيه حياك ، شع جمع بين النطفنين وألف بينهعا فكنت عنهما لما ثبتت عليه الحكمة الإلهية من أن الوجود كله مبنى على سر الازدواج ، شم جعلك بعد النطفة علقة مهيأة لما يريد الله سبحانه أن ينقلها إليه ، نح بعد العلقة مضغة ، نع فتق سبحانه في العضغة صورنك واقام بنيكك ، شم نفخ فيك الروح بعد ذلك ، ثم غذاك بدم العبيض في رحم الأم فأجرى عليك رزقه قبل أن يخرجك الى الوجود ، ن ابقاك في رحم الأم حنى فويت أعضاوك واشتدت اركانك ليهينك إلى البروز إلى ما قسم لك أو عليك ، ولببرزك إلى دار يتعرف فيها بفضله وعدله إليك(1) ، شم لما أنزلك إلى الأرض لما علم سبحانه أنك لا نستطيع نناول خشونات المطاعم ، وليس لك أسنان ولا أرحاء (2 نسنعين بها على ما أنت طاعع، فأجرى الثديين بالغذاء اللطيف ، ووكل بهما مسنكث (1) فان ما يضير الى العبد من ربه إما أن يكون فضلا منه وكرما ، وإما أن يكون عدلا بازاء شسىء ، فمن اكرمه الله فبفضله ، ومن علقبه في الدنيا أو الآخرة فبعدله ، فاللهم عاملنا بالفضل 2 بالعدل، وبالإحسان لا بالميزا.
(2) في المشطوط (أرجاء) بالجيم المعجمة ، والظاهر أن الصحيح (أرعحاء) بالعاء المهملة جمع رصى ، وهو ما يطعن به الطعام .
صفحه نامشخص
24 - الننوير في إسقاط الندبي الرحمة في فلب الأم ، كلما وقف اللبن عن البروز اسنحننه الرحمة النى جعلها لان في الأم مسنحنا لا يفنر ومسننهضا لا بفصر، نع إنه شغل الأب والأم بنحصيل مصالحك، والرأفة علبيك، والنظر بعين المودة منهما البك، وما هي إلا رأفنه ساقها للعباد في مظاهر الآباء والأمهات نعريفا بالودار(1) ، وفي حقيفة الأمر ما كفلك ال ربوبينه، وما خصنك إلا إلاهينه، ثم ألزم الأب الفيام بك إلى حين البلوغ، وأوجب عليه ذلك رأفة منه بك، شعم رفع قلم التكليف عنك الى أوان أن تكمل الأفهام ، وذلك عند الاحتلام ، ثم إلى أن صرت كهلا لم يقطع عنك نوالا ولا فضلا ، نع إذا اننهيد إلى الشبخوخة ، نم إذا قدمت علبه ، ثع إذا حشرت إليه ، ثم إذا أقامك بين يديه ، شم إذ ملمك من عقابه، ثع إذا أدخلك دار توابه ، ثم إذا كشف عنك وجود حجابه ، ثم اجلسك في مجالس أوليانه وأحبانه.
فال سبحانه : (إن المتقين في جنات ونهر في مقع صدق عند مليد مقتدر) [القمر : 54 ، 55] ، فلأى احسانه تشكر ؟! لو أى الانه وأبادبه نذكر ?! واسم قوله سبحانه : (وما بكع من نعمة فمن الله) النحل : 53] تعلم أنك لم تفرج ولن تخرج عن إحسانه، ولن يعدوك وجود فضله وامتنانه، وإن أردت البيان في ننقلت أطوارك فاسمع ما قاله سبحانه : (ولقد غلقنا النسان من سلالة من طين ثم جعطنا نطفة في قرار مكين ثم غلقنا النطفة علقة فغلقنا العلقة مضغة فغلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لغما شع انشأناه غلقا آخر فتبارك الله لغسن الخالقين شم إنكم بغ ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون) المؤمنون : ] تبدو لك بوارفها، ونبسط لك شوارقها، وفى ذلك ما يلزمك أبها العبد الاستسلام إليه والتوكل علبيه، وبضطرك إلى ذلك إسفاط التدبير وعدم منازعة المقادير ، والنه العوفق .
ودليل ذلك ن الحديث قوله »: «إن الله جعل الرعمة مانة بزء، جعل جزءا منها في الدنيا نسعة وتسعين جزءا في الآغرة» الحديث بمعناه . وورد في الحديث : أن من ذلك أن ترفغ الدابة معافرها عن وليدها خشية أن تصيبه الننوير في إسقاط النتدبير الثانى اعلع أن الندبير منك لنفسك جهل منك بحسن النظر لها ، فإن المؤمن فد علع أنه إذا نرك الندبير مع الله كان له بحسن الندبير منه له لقوله : (ومن يتوكل على الله فهو عسنبه» الطلاق : 3] ، فصار الندبير في إسقاط التدبير ، والنظر للنفس نرك النظر لها(1) ، وافهم هاهنا قوله سبحانه : (وأتوأ البيوت من أبوابها) االبقرة :189 قباب الندبير من الله لك إسفاط التدبير منك لمنفسك.
الدالث : علمك بأن القدر يجرى على حسب تدبيرك ، بل لكثر ما يكون مالا ندبر، وأقل ما يكون ما أنت له مدبر، والعاقل لا يبنى بناء على غير قرار، فمتى ن مبانيك والأفدار نهدها وعن التمام تصدها .
شعر منى يبلغ البنيان يوما تعامه 5 إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم وإذا كان التدبير منك والقدر يجرى على خلاف ما تدبر فما فائدة ندبير لا تنصر.
الأقدار ؟ وإنما بنبغى أن يكون الندبير لمن بيده أزمة(3) المقادير، ولذلك قيل ولعا رأيت الفضا جاريا 5 بلا شك فيه ولامرية توكلت عقا على غالقى 5 والقيت نفسى مع الجريةا الرابع: علمك بأن الله هو المنولى لندبير مملكنه علوها وسفلها غيبها وشهادنها وكما سلمت له ندبيره في عرشه، وكرسيه وسماواته وأرضه فسلع له ندبيره فى نظر إلى النفس : أى إرادة الرعاية والغير وعصول المنافع لها .
بيت من بحر الطويل ، ووزنه إفعولن مفاعلين فعولن مفاعلن) مرتين.
مة: جمع زمام.
يتان من بعر المتقارب التنوير في إسقاط التدبير وجودك، فإن نسبة وجودك إلى هذه العوالع نسبة نوجب نلاشبك كما أن نسبة السماوات السبع والأرضبن السبع بالنسبة إلى الكرسى كحلفة ملقاة في فلاة مز الأرض، والكرسى والسماوات السبع والأرضون السبع بالنسبة إلى العرش كحلفة ملفاة في فلاة من الأرض، فماذا عسى أن نكون في مملكننه؟ فاهنمامك بأمر نفساد وندبيرك لها جهل منك بالله، بل الأمر كما قال سبحانه: (وما قدروا الله عق قدره [الأنعام : 91] فلو أن العبد عرف ربه لاستحيا أن يدبر معه، ولا قذف بك في بحر التدبير إلا حجبند(1) عن الله ؛ لأن الموقنين لما كشف عن بصائر قلوبهم شهدوا انفسهع مدبرين لا مدبرين، ومصرفين لا متصرفين ومحركين لا متحركين، وكذلك عمار الصفح الأعلى مشاهدون ظهور الفدرة ، ونفوذ الإرادة ، وتعلق القدرة مقدورها والإرادة بعرادها، والأسباب معزولة في مشهدهم؛ فلذلك طهروا من الدعوى لما هم عليه من وجود المعاينة ونبوت المواجهة ، ولذلك قال سبحانه : (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها) إمريم :4٠] ففي هذا نزكية للملانكة ، وإشارة الى أنهم لم يكونوا مع الله مدعين لما خولهم(3)، ولا منتسبين لما نسب لهم ؛ إذ لو كانو كذلك لقال : إنا نعن نرث الأرض والسماء، بل نسبهم إليه، وولههع من عظمنه منعهم أن يركنوا لشيء دونه، فكما سلمت له تدبيره في سمائه وأرضه فسلم له تدبيره في وجودك (لغلق السماوات والأرض اكبر من غلق الناس) إغافر :57 جبتك : جمع حاجب ، أى ما لا يوصلك إلى الله فيقطعد عنه ، وعجاب النفس : الشهوات وعجاب القلب : الملاعظة في غير العق ، وهجاب العقل : وقوفه مع المعانى المعقولة ، وعباب السر : الوقوف مع الأسرار ، وعجاب الروح : المكاشفة ، والعجاب الخفى : هو العظمة والكبرياء .
انظر "المعجم الصوفى" د/عبد العنعم العفتى .
صفحه نامشخص
(2) الصنفح الأعلى : أى الجانب الأعلى ، بمعنى الملأ الأعلى (3) أى : أعطاهم ، وجعل أمره من الأشياء إليهم .
التنوير في إسقاط التدبير الخامس : علمك أنك ملك لله ولبس ندبر ما هو لغيرك، فما ليس لك ملكه ليس لاد تدبيره ، وإذا كنت أيها العبد لا تنازع فيما نملك ولا ملك لك إلا بنمليكه إبياك وليد لك ملك مقيفى وإنما هي نسبة شرعية أوجبت الملك لك من غير شيء قانع بوصفد سنوجب به أن نكون مالكا فأن لا تنازع الله فيما يملكه أولى وأحرى، وقد قال سبحانه : (إن الله اشترى من المومنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة النوبة : 111] ، فلا ينبغى أن يكون بعد المبايعة تدبير ومنازعة ؛ لأن ما بعنه وجب عليك نسليمه وعدم المنازعة فيه ، فالندبير فيه نفض لعقدة المبايعة ، ودخلت على الشبيخ أبى العباس العرسى رضى انه عنه - يوما فشكوت اليه بعض أمرى فقال: إذا كانت نفسك لك فاصنع بها ما شنت، ولن تستطيع ذلك أبدا، وإن كانت لبارثها سلمها له يصنع بها ما يشاء، ثع قال : الراحة في الإسنسللم إلى الله، وترك الندبير معه وهو العبودية قال ابن أدهم(2) - رضى الله عنه : نمت ليلة عن وردى فاسنيقظت فندمت، فنمت بعد ذلك ثلاثة أيام عن الفرائض ، فلما اسنيقظت سمعت هاتفا يقول: 1) سيدى ابو العباس المرسى : لعمد بن عمر الأتصارى المالكى ، قطب الزمان وقدوة الأوان ، وعلم الهداية العشار إليه بالولاية ، نزل إسكندرية ، وكان من اعظم العارفين واكابر الععققيت ، ومن كلامه : لى أربعون سنة ما عحجبت عن الله طرفة عين . ومن قلامه ايضا : من لعب الظهور فهو عبد الظهور ، أو الغفاء فهو عبد الغفاء ، ومن كلن عبدا لله فسواء عليه اظهره أم لغفاه وقال : شاركنا الفقهاء فيما هم فيه، ولم يشاركونا فيما نحن فيه. وكان شيغا لسيدى ابن عطاء الله - رضى الله عنهما - وهو الذى تربى على يده ، ومات سنة سبع وتسعين وستمانة . انظر الكواكب الدرية في تراجع السادة الصوفية، للإمام المناوى (ج-2 ص120 : ص (2) سيدى إبراهيم بن ادهم : أبو إسحاق إبراهيم بن ادهم بن منصور ، كان من كورة تبلخ" من أولاد العلوك . من كلامه : من علامة العارف بالله أن يكون اكبر همه الغير والعبادة واكثر كلامه لثناء والمدحة . انظر "الطبقات الكبرى" (ج1 ص 12 : ص 121) .
38 التنوير في إسقاط التدبير كل شىء لك مففور ب وى الاعراض عنا قد غفرنا لك ما فات بقى ما فات منا نم قيل لى : با إبر اهيم كن عبدا، فكنت عبدأ لله فاسنرحت.
الساديي : علمك بأنك في ضيافة القه؛ لأن الدنيا دار الله، وأنت نازل بها عليه ، ومن حق الضيف أن لا يعول هما مع رب المنزل ، قيل للشيخ أبى مدين (1) - رضى الله عنه : يا سيدى ما لنا نرى المشايخ بدخلون في الأسبلب وأنت لا ندخل فيها؟ قال : با أخى أنصفونا ، الدنيا دار الله، ونعن فيها ضيوفه ، وقد قال علبه السلام : «الضيلقه ثلاثة أيام» قلنا : عند الله ثلاثة ايام ضيافة، وقد قال سبحانه: (وإن يوما عند ربك كألف سنة) االحج : 47] قلنا : عند الله تعالى ثلاثة آلاف سنة ضيافة مدة إقامتنا فى الدنيا منها ، وهو مكمل ذلك بفضله في الدار الآخرة ، وزاند على ذلك الخلود الدائع .
السابع: نظر العبد إلى قيومية الله به في كل شيء، ألم نسمع قوله : (الله لا إله إل فو الحي القيوم) [البفرة :255]؟ فهو سبحانه قيوم الدنيا والآخرة ، قيوم الدني بالرزق والعطاء، والآخرة بالأجر والجزاء، فإذا علم العبد قيومبة ربه به وقبامه عليه ألفى قياده إليه، وانطرح بالاسننللم بين يديه، فالقى نفسه بين يدى ربه مسلما ناظرأ ما يرد عليه من الله عكما 1) سيدى أبو مذين : المغربى ، من أعيان مشايخ المغرب وصدور المربين ، وشهرته تغنى عن نعريفه، واسمه شعيب، وولده مدين هو المدفون بمصر بجامع الشيخ عبد القادر الدشطوطى ، وأما والده فهو مدفون بتلعسان بارض المغرب في جبانة العبادلة وقد ناهز النمانين، وقبره ثع ظاهر يزار ، ومن كلامه : الغيرة ان لا تعرف ولاتعرف . انظر الطبقات الكبرى" (ج-1 ص261 : ص 4 التنوير في إسقاط التدبير الثامن : وهو اشنغال العبد بوظائف العبودية النى هي مغياه (1) بالعمر لقوله : «واعبد ربك عتى يأتيك اليقين) [الحجر : 99] ، فإذا نوجهت همنه إلى رعاية عبودينه شغله ذلك عن الندبير لنفسه والاهنمام لها ، قال الشيخ أبو الحسن (2) : اعلم أن لله عليك في كل وقت سهما في العبودية يفتضيه الحق سبحانه منك بحكع الربوبية . انهى كلامه .
والعبد مطالب بذلك ومسنول عنه وعن لنفاسه النى هي لمانة الحق عنده فأين الفراغ لأولى البصائر من حقوق الله حتى يمكنهم التدبير لأنفسهم والنظر فى مصالحها باعتبار حظوظها ومأربها ؟ ولا يصل لحد إلى منة الله إلا بغيبته عن نفسه وزهده فيها ، مصروفة همنته إلى محاب الله متوفرة دواعيه على موافقته ، دانب على خدمته ومعاملته، فبحسنب خيبك عن نفسك فناء عنها بحسنب ما يبقيك الله به ؛ لذلك قال الشيخ أبو الحسن : أيها السابق إلى سبيل نجاته النائق إلى حضرة جنابه أقلل النظر إلى ظاهرك إن أردن فتح باطنك لأسرار ملكوت ربك التاسع : وهو أنك عبد مربوب وحق على العبد أن لا يعول همأ مع المولى مع النصافه بالإفضال وعدم الإهمال ، وأن روح مقام العبودية الثقة بالله والاستسلام إلى الله، وكل واحد منها يناقض الندبير مع الله ، بل على العبد أن يقوم بخدمته والسير يقوم له بمننه، وعلى العبد القيام بالغدمة والسيد يقوم له بوجود النعمة ، وافهع قوله تعالى : (ولمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسلك رزقا) إطه :2 أى : ق بخدمننا ونحن نقوم لك بايصال قسمدنا ى : غايتها وتهابتها مع انتهاء عمر ابن آدم.
2) سبقت ترجمته - رضى الله عنه وارضاه أى : وهو دائب، فهو غبر لمبتدا معذوف تقديره (هو).
= التنوير في إسقاط التدبيي العاشر : عدم علمك بعواقب الأمور، فربما دبرت أمرا ظننت أنه لك فكان عليك، وربما أنت الفواند من وجوه الشدائد، والشدائد من وجوه الفوائد ، والأضرار من وجوه المسار (1)، والمسار من وجوه الأضرار ، وربما كمنت المنن فى المحن والمحن في المنن ، وربما انتفعت على أيدى الأعداء ، وأوذيت على ايدى الأحباء فإذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن لعاقل أن بدبر مع الله ولا يدرى المسار فيأنيها ولا المضار فينقيها ؛ ولذلك قال الشيخ أبو الحسن : اللهم إنا قد عجزنا عن دفع الضر عن انفسنا من حيث نعلع بما تعلم ، فكيف لا نعجز عن ذلك من حيث لا نعلم بما لا نعلم؟ ويكفيك قول الله سبحانه: (وعسنى أن تكرفوا شينا وهو خير لكم وعسى أن تعبوا شئا وهو شر لكم) االبقرة : 216]، وكم مرة أردت ليها العبد أمرا فصرفه عنك فوجدت لذلك غما في قلبك وحرجا في نفسك حنى إذا كشف لك حقيقة ذلار علمت أن الله سبحانه نظر لك بحسن النظر من حيث لا ندرى وخار (2) لك من حيث لا تعلم، وما أقبح مريد لا فهم له، وعبد لا استسلام له، فكنت كما قيل : وكم رعت لمرا غرت لى في انصرافه 5 فلا زلت بى منى إبر وارعما عزمت على أن أعس بغاطرى على القلب إلا كنت أنت المقدما وأن لا ترانى عند ما قد نهيتنى ، لكونك في قلبى كبيرا معظماا ويحكى أن بعضهم كان أى شىء قيل له أنه ابثى به أو أصيب فيه يقول : خيرة ، فانفق لبلة أن جاء ذنب فلكل ديكا فقيل له فقال : خيرة ، شم ضنرب في تك الليلة كلبه فقنل، فقال: خيرة، نح نفق حماره فمات، فقال: خيرة، فضاق أهله بكلامه هذا ذرعا (1) المسار : جمع مسنرة ، وهى ما يوجب الفرح لصاعبه فتار لك.
(3) الأبيات من بحر الطويل ، ووزنه : (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن) مرتيرين.
التنوير في إسقاط التدبير انفق أن نزل بهم في نلك اللبلة عرب أغاروا عليهم فقنلوا كل من الحلة(1) ، ول يسلع غيره وأهل بينه، اسندلوا على أهل العلة بصياح الديكة، ونباح الكلاب، ونهيق الحمير ، وهو قد مات له كل ذلك ، فكان هلاك ذلك سببا لنجانه، فسبحانه العدبر الحكيم، وأف لعبد لا يشهد حسن ندبير الله إلا إذا انكشفت العو اقب، وليس هذا من مقام أهل الخصوص في شىء؛ لأن أهل الفهم عن الله شهدوا حسن ندبير الله قبل أن تنكشف العواقب لهع، وهم في ذلك على أقسام ومر لتب: فعنهع من حسن ظنه بالله فاستسلع له لما عوده من جميل صنعه ووجود لطفه ومنهع من حسن ظنه بالله علما منه أن الاهنمام والتدبير والمنازعة لا تدفع عنه ما قدر عليه، ولا تجلب له ما لم يفسع له.
صفحه نامشخص
ومنهع من حسن الظن بانه لقوله عليه السلام حاكيا عن ربه : «أنا عند ظن عبدى بى» فكان منعاطيا بحسن الظن بالله وأسبابه رجاء أن يعامل بمث ذلك فيكون له عند ظنه، ولقد يسر الله للمؤمنين سبيل المنن إذ كان عند ظنونهم ، (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكع العر) [البفرة :185] وأرفع من هذه المراتب كلها الإستسلام إلى الله والنفويض له لما يستحقه الحق من ذلك لا لأمر يعود على العبد ، فإن المرانب الأول لع تخرج عن رق العل ؛ إذ من اسنسلم له لحسن عوائده فاسنسلامه معلول بعوائد الألطاف السابقة ، فلو لع تكن لع يكن اسنسلامه .
] انى أيضا كذلك ، لأن نرك التدبير مع الله لأنه (2) لا يجدى شينا ليس هو نركا لأجل الله؛ لأن هذا العبد لو علم أن تدبيره يجدى شينا فلعله كان غير نارك للتدبير ، وأما الذي استسلع إلى الله وحسن ظنه به ليكون له عند ظنه فهو إنما سعى قصى حظ نفسه شفقا عليها أن يفونها الفضل بعدوله عن الاسنتسلام ، وحسن الظن انه هو من اسنسلع إلى الله وأعسن ظنه به لما هو عليه من عظمة الإلهية ونعوت : معلتهم ومنزلهم ومجتمعهم.
(2) لفظ (لأته) سلقط من المخطوط ، وزيادته محتمة لصعة المعنى 42 التنوير في إسقاط التدبير الربوببة ، فهذا هو العبد الذي ذل على حفيفة الأمر ، وأعرى أن يكون هذا من الدب ، قال الرسول صلم فيهم : دإن لله عبادا التسبيعة الواحدة من أعدهع مثل جبل أعد» ، ولققد عاهد الله سبحانه العباد أجمع على إسقاط الندبير بقوله : (وإذ أغذ ربك من بذ آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم ألسنت بربكم قالوا بلى) [الاعراف : 172] ؛ لأن إقرارهع بأنه ربهم يستلزم ذلك إسقاط التدبير معه ، فهذه معاقدة كانت فبل أن نكون النفس التى هي محل الاضطراب المدبرة مع الله ، ولو بقفى العبد على الحالة الأولى التى هي كشف الغطاء ووجود الحضرة لما أمكنه أن يدبر مع الله ، فلما لسدل الحجاب وقع التدبير والاضطراب ؛ فللجل ذلك أهل المعرفة بالله المشاهدون لأسرار الملكوت لا ندبير لهم مع الله ؛ إذ وجود المواجهة أنالهم ذلك، وفسخ عزانم ندبير هم، فكيف يدبر مع الله عبد هو قى حضرته ومشاهد لكبرياء عظمنه فازدة: اعلع أن الندبير والاخديار وباله عظيم ، وخطره جسيع ، وذلك إذا نظرنا فوجدنا أن أدم عليه السلام - إنما حمله على أكل الشجرة تدبيره لنفسه ، وذلك أن الشيطان قال له ولحواء - عليهما السللم - كما قال الله سبحانه : (وقال ما نهاقم ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملقين أو تكونا من الغالدين) [الأعراف : 2٠] ، ففكر أدم - عليه السلام - في نفسه فعلع أن الخلود في جوار الل هو المطلوب الأسنى ، وانتقاله من الآدمية إلى وصف الملكية إما أن يكون إجلالا لأن وصف الملكية أفضل ؛ إذ ظن آدم أن ذلك أفضل ، فلما دبر أدم لنفسه(1) هذا (لندبير أكل من الشجرة ، فما أنى عليه إلا من وجود الندبير ، وكان مراد العق منه ذلك لينزله إلى الأرض وليسنخلفه فيها ، فكان هبوطا في الصورة ورقبا في المعنى ، كما قال الشيخ أبو الحسن : والله ما لنزل الله أدم إلى الأرض لينقصه وإنما لنزل (1) في المخطوط بغير اللام ، والمثبت الصديك .
التنوير في إسقاط التدبير 13 إلى الأرض ليكمله ، فلم بزل أدم - صلوات الله عليه - راقيا إلى الله ، نارة عل معراج النفربيب والننخصبص ، ونارف على معراج الذلة والمسكنة ، وهى فى النخصبص أنح ، ويجب على كل مؤمن أن بعنفد أن النبى والرسول لا بننقلن من عالة إلا إلى أكمل منها وافهم قوله تعالى : (وللآخرة غير لك من الأولى) [الضحى:4] قال ابن مطية(1) : وللحالة الثانية خير لك من الحالة الأولى ، وإذ قد عرفت هذا فاعلع أن الحق سبحانه له الندبير والمشيئة ، وكان قد سبق من ندبيره ومشيننه أنه لا بد ان نعمر الأرض ببنى أدم، وأن يكون منهع - كما شاء - محسن وظالع لنفسه منبين ، وكان من ندبير عكعنه أن لا بد من نمام ذلك وظهوره إلى عالع الشهادة، فأرا الحق سبحانه أن يكون نناول أدم للشجرة سببا لنزوله إلى الأرض ، ونزوله إلى الأرض سببا لظهور مرنبة الخلافة التى من عليه بها لذلك قال الشيخ أبو الحسن : اكرم بها معصية أورثت الخلافة . وكان نزوله إلى الأرض حكما قضاه الله قبل لن يخلق السموات والأرض .
وكذلك قال الشيخ أبو الحسن : والله لقد أنزل الله أدم إلى الأرض من قبل أن يخلقه لما قال سبحانه : (إني جاعل في الأرض غليفة) [البقرة :30]، فمن حسن تدبير الله لآدم أكله للشجرة ، ونزوله إلى الأرض ، ولكرام الله الياه بالخلافة والإمامة وإذ فقد نهى بنا المقال إلى ها هنا فلنتبع الفوائد والخصانص النى منحها أدم فى هذه الواقعة لتعلع أن لأهل الخصوص مع الله حالا ليست لسواهم ونله فيهم ندبير لا ببنوجه به لمن عداهع.
(1) هو الالالامام المفسر ، له تفسير مطبوع لتنوير في إسقاط التدبي ففي اكل آدم للشجرة ونزوله إلى الأرض فواند منها: أن أدم وحواء - عليهما السلام - كانا في الجنة منعرفا اليهما بالرزق والعطاء والإحسان والنعماء، فأراد الحق سبحانه من خفى لطفه في تدبيره أن يلكلا من الشجرة لينعرف إليهما بالحلع والسنر والمغفرة والنوبة والاجنباء به.
الثانى: الحلع ، فإنه سبحانه لع يعاجلهما بالعقوبة عين فعلا ، والحليم لا يعاجلك بالعقوبة على ما صنعت ، ب يمهلك إما إلى عفوه وإنعامه ، وإما إلى عفوبنه واننقامه.
الغالث : وهو أنه سبحانه تعرف لهما بالسنر، وذلك انه لما لكلا منها وبدت لهم سوعاتهما بزوال ملابس الجنة سنرهما بورقها ، كما قال سبحانه : (وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) [الأعراف : 22]، فكان ذلك من وجود سدره 5 وهو أنه أراد الحق سبحانه ان يعرفه باجتبانه له، وينشأ عن الاجتباء ب مقامات النوبة إليه والهداية من عنده، فأراد الحق سبحانه أن يعرف آدم باجنبانه ل وسابق عنابته فيه، فقضى عليه بلكل الشجرة ، شم لع يجعل أكله إياها سببا لإعراضه عنه، ولا لقطع مدده منه، فكان في ذلك إظهار لوده سبحانه فيه وعنايته به كما قالوا: من سبقت له العناية لا نضره الجناية ، ورب ود لا نقطعه المغالفة ، والود الحقيقى هو الذي يدوم لك من الواد لك مواففا كنت أو مخالفا ، وليس فى قوله سبحانه : (ثم اجتباه ربه) إطه : 122] دليل على حدوث اجنتبانية الحق فيه، بل اجنبانية الحق فيه كانت قبل وجوده ، وإنما الذي حدث بعد الذنب ظهور الثر الاجنبائية من الله ، فهو الذى قال فيه الحق سبحانه : (يعم الجتباد) أى نم لظهر له أنر الاجنبانية فيه والعنابة به فيسره للنوبة إليه والهدى من عنده ، فصار في قوله : (ح اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) إطه : 122] تعرفات ثلاث : الاجنبانية، والتوبة النى التنوير في إسقاط التدبير هي ننبجنها، والهدى الذي هو نتيج النوبة ، فافهم ، نع أنزله إلى الأرض فنعرف له فيها بحكمنه كما نعرف له في الجنة بظواهر فدرنه، وذلك لأن الدنبا محل الوسائط والأسباب، فلما نزل أدم إلى الأرض علم الحرانة والزراعة وما يحناج البه من أسباب عيشنه ليحفقفه الله بما أعلمه به من قبل أن ينزله بفوله : (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى» لطه :» والمراد بقوله : (فتشقى) تعب الظواهر ، لا الشقاوة التى هي ضد السعادة والدليل على ذلك قوله : (فتشقى) ولع بفل : إفتشقيا) لأن المناعب والكلف إنما هي على الرجال دون النساء كما قال تعالى : (الرجال قوامون على النساء [النساء : 34] ، ولو كان المراد شفاء بالقطعة ووجود الحجبة لقال : اغنشفيا) ، فدل الإفراد على أنه ليس الشقاء ها هنا بقطعة ولا بعاد مع أنه لو ورد كذلك لحملناه على الظن الجميل ، وارجعناه إلى المناعب الظاهرة بالتأويل فاندة مليلة : اعلم ان أكل آدم للشجرة لع بيكن عنادا ولا خلافا ، فإما أن يكون نسى الأمر فنعاطى الأكل وهو له غير ذلكر، وهو قول بعضهع، ويحمل عليه قوله سبحانه: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي) اطه :115]، وإن كان بنتناول ذاكرا للأمر فهو إنما نناوله لأنه قيل له : (ما نهاقما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الغالدين) [الأعراف : 2٠] فلحبه في الله وشغفه به لعب ما يؤدبه إلى الخلود في جواره والبقاء عنده ، أو ما يؤديه إلى الملكية لأن أدم عليه السلام عاين قرب الملائكة من الله فأعب أن يأكل من الشجرة لينال الملكية التى هى أفضل أو النى هي في ظنه كذلك ، على اخنلاف أهل العلم وأهل المعرفة يضا أيهم أفتل : الملانكة أو الأنبياء?؟ لا سيما وقد قال الله سبحانه : (وقاسمهما إني لكما لمن الناصح ين) [الأعراف : 21]، قال آدم - عليه السللم : ما ظننت أن أحدا يحلف بان كاذبا، فكان كما قال الله: (فدلأهما بغرور) [الأعراف: التنوير في إسقاط التدبير قاندة : اعلع أن أدم - صلوات الله عليه - لم يكن لشىء مما يأكله أذى ، بل كان رشحا كرشح المسك كما يكون أهل الجنة في الجنة إذا دخلوها ، لكنه لما أكل من الشجرة المنهى عنها أخذنه بطنه فقيل له : با أدم أبن؛ أعلى الأسرة أم على الحجال(1) أم على شاطي الأنهار ، انزل إلى الأرض النى هي ممكن ذلك فيها ، فإذا كان ما به المعصية وصلت اليه أنارها فكيف لا نؤثر المعصية فى الفاعل لها قافهع.
تنبيه واعتبار : اعلع أن كل شىء نهى الله عنه فهو شجرة والجنة حضرة الله ، فيقال لآدم قلبك وحوى نفسك : (و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) البقرة :35 لكن أدم محظوظ بالعناية لما لكل من الشجرة أنزل إلى الارض للخلافة ، وأنت إذا أكلت من شجرة النهى أنزلت إلى أرض الفطعة ، فافهم ، فإن نناولت شجرة النهى لخرجت من جنة الموافقة إلى وجود أرض القطعة فيشقى قلبك ، وإنما يلاقى الشفاء وقت الفطعة القلب لا النفس ؛ لان وقت القطعة يكون فيها ملانمات النفوس هر ملذوذلتها وشهوانها، وانهماكها في غفلاتها ننبيه وبيان: اعلع أن الله سبحانه تعرف لآدم بالإيجاد فناداه يا قدير ، شم تعرف له بنخصيص الإرادة فناداه يا مريد ، ثم تعرف له بحكمته لما نهاه عن لكل الشجرة فناداه يا حكيم، ثم قضى عليه(2) بأكلها فناداه يا قاهر، ثم لم يعالجه بالعقوبة إذ أكلها فناداه يا حليع ، نع لع يفضحه في ذلك فناداه يا ستار ، نح ناب عليه بعد ذلك فناداه يا نواب، ثم أشهده أن أكله للشجرة لم يقطع عنه وده فناداه يا ودود، ثم انزله الى (1) العجال : بيت يزين بالشياب والأسرة والستور.
(2) في المغطوط (عليها) ، والمثبت الصعيح .
صفحه نامشخص
التنوير في إسقاط التدبير الأرض وبسر له أسباب المعينة فناداه با لطبف ، نم فواه على ما الفنضاه منه فنادا با قوي ، نح أد المكايد فناداد با نصير ، شم ساعده على أعباء نكليف العبودبة فناداه با ظهبر ، فما بده سر النهى والأكل والنزول فناداه با حكيح ، نم نصره على العدو أنزله إلى الأرض إلا ليكمل له وجود النعريف ويفيمه بوظانف النكليف، فنكعلت في أدم - علبه السللم - العبودينان : عبودية النعربيف وعبودبة التكليف ، فعظمت منة الله عليه، ونوفر إحسانه لديه، فافهم 48 لتنوير في إسقاط التدبير ايعطاف اعلم أن أجل مقام أقيم فيه العبد مقام العبودية ، وكل المقامات إنما هى كالخدمة لهذا المقام، والدليل على أن العبودية أشرف مقام قول الله سبحانه : (سيعان الذي اسرى بعبده) [الإسراء :1]، (وما أنزلنا على عبدنا) [الأنفال : 41] (كهيعص ذكر رصمة ربك عبده زكريا) إمريم : 1 ، 2]، (وأنه لما قام عبد الله يدعوه) [الجن : 19]، ولما خير رسول الله صلم بين أن يكون نبيا ملكا أو نبيأ عبد فاخنار العبودبة لله، ففي ذلك أدل دليل على أنها من لفضل المقلمات وأعظم الفقربت، وقال صلم : «إنما أنا عبد «ا آكل منكنا إنما أنا عبد أكل كما تلكل العبيد» ل صلم : دأنا سيد ولد آدم ولا فغر»، وسمعت شيغنا أبا العباس(1) يقول : ول فخر» أى: ولا أفتخر بالسيادة بها، إنما الفخر لى بالعبودية لله، ولأجلها كان الإيجا قال الله سبحانه : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليغبدون) [الذاريات :56] والعبادة ظاهر العبودية ، والعبودية روحها ، وإذ قد فهمت هذا فروح العبودية وسرها اقما هو ترك الاختيار وعدم منازعة الأقدار فنبين من هذا أن العبودية ترك التدبير مع الربوبية ، فإذا كان لا يتم مقام العبودبة الذي هو أشرف المفامات إلا بنرك التدبير فعقيق على العبد أن يكون له ناركا ، وللنسليم لله والنفويض سالكا ، ليصل إلى المقام الأكمل والمنهج الأفضل ، سمع رسول الله صلم أبا بكر - رضى الله عنه - يقرأ ويخفى صونه ، وعمر - رضى الله عنه - يقرأ ويرفع صوته ، فقال لأبى بكر : «لم غفضت صوتك»؟ قال قد إسمعت من ناجيت، وقال لعمر : دلع رفعت صوتك»؟ قال : أوقظ الوسنان!
واطرد الشيطان ، فقال لأبى بكر : «ارفع قليلا» ، وقال - عليه السلام - لعمر : سبقت ترجمته - رضي الله عذه (2) أى : النائم غافلا عن ذكر ربه .
لنوير في إسقاط الددبير داضفض قليلا»، وكان شيخنا أبو العباس يقول: هاهنا أراد صلعم أن نيغرج كل واحد منهما عن مراده لنفسه لعراده صلم له.
تنبيه : نفطن - رحمك الله - لهذا الحديث نعلم منه أن الغروج عن الإرادة ه أفضل العبادة ؛ لأن أبا بكر وعمر - رضى الله عنهما - كل واحد منهما قد أبان لما سأله رسول الله صلم عن صحة قصده ، وبعد ذلك أخرجهما صعلعم عما أرادا لأنفسهما مع صحة قصدهما إلى اخنيار رسول اللهصلم.
فائدة: اعلم أن بنى إسرائيل لما دخلوا التيه(1) ورزقوا المن والسلوى (2) ، واختار الله لهم ذلك رزقا رزقهم الياه بيبرز من عين المنة من غير نعب ولا نصب، فرجعت نفوسهم الكنيفة لوجود إلف العادة ، والغيبة عن شهود ندبير الله إلى طلب ما كانو يعنادو نه فقالوا: (فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وهنانها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو غير افبطوا مصنرا فان لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وبأؤوا بغضب من الله 9 البفرة : 61] ؛ لأنهع نركوا ما لخنار الله لهع مانلين لما اختاروه لأنفسهم ، فقيل لهع على طريقة التوبيخ : (اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) فظاهر التفسير أنستبدلون الفوم والعدس والبصل بالمن والسلوى ، وليس النوعان سواء في اللذاذة ولا في سقوط المشقة ، وسر الاعتبار : أتستبدلون مرادكم لأنفسكم بعراد الله لكح ? أنستبدلون الذي هو ادنى وما أردتموه بالذى هو غير - وهو ما اراد الله لكم ? اهبطوا مصرا فإن ما اشنتهيتموه لا يليق أن يكون إلا في الأمصار ، وفى سر (1) التيه : المقازة (الصعراء) .
(2) المن : كل ما نزل سهلا من غير نعب ولا نصب. والسلوى : طائر، والعسل ايضا. مغتار الصحاح 5 - التنوير في إسقلط التدبير لاعنبار اهبطوا عن سماء النفويض وحسن الندبير منا لكم إلى أرض الندبير والاخنيار منكم لأنفسكم موصوفين بالذلهة والمسكنة لاخنياركم مع الله وندبيرك لأنفسكم مع ندبير الله.
ولو أن هذه الأمة هي الكاننة في التيه لما قالت مفال بنى إسرائيل لشفوف أنوارهم ونفوذ اسرارهم ، ألا ترى أن بنى إسرائيل قالوا في البنداء هذا الأمر ، وهو كان سبب النيه لموسى - صلوات الله عليه : (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) االمائدة : 24]، وقالوا في آخره : (لدع لنا ربك) [الأعراف : 134] ، فأبوا في الأول عن امنثال أمر الله ، وفى الآخر اختاروا لأنفسهم غير ما لختار الله ، وكثيرا ما نكرر منهم ما يدل على بعدهم عن مصدر الحقيقة وسواء الطريقة فى قولهم : (أرنا الله جهرة) [النساء :53 1] ، وفي قولهم لموسى - عليه السلام - وبعد لع ينشف بلل البحر من أقدامهم حين فرق(1) لهم لما عبروا على قوم يعكفون علي أصنام لهم فقالوا: (يا موسى اجعل لنا إلها كما لهع الهة) [الأعراف :138]، فكانوا كما قال موسى - صلوات الله عليه: (قال انكع قوم تجهلون) [الأعراف :138]، وكذلك قوله تعالى : (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه ولقع بهع ضذوا ما أتيناكع بقوة) [الأعراف : 171]، وهذه الأمة نتق(2) فوق قلوبه ببال الهيبة والعظمة فأخذوا الكتاب بذلك وأيدوا لما هنالك، وحفظوا من عبادة21) العجل وغير ذلك لأن الله سبحانه اختار هذه الأمة واختار لها وأثنى عليها بفوله : (كنتم غير أمة أغرجت للناس) [آل عمران :11٠) ، وقوله : (وكذلك جعلناه أس سطا) [البفرة : 143] أى عدلا خيارا ، فتبين لك من هذا ان الندبير والاختيار من أشد الذنوب والأوزار ، فإن أردت أن يكون من الله لك اختيار فأسقط معه الاخنيار : الشق لهم بعصا سيدنا موسى - عليه السملام .
(2) الننق : الزعزعة . «مختار الصعاح (3) في المغطوط اوعبادة من عبد منهم) والصعيح العثبت كما هو في نسغة مطبوعة لتنوير في إسقاط التدبير وإن أردت أن بكون لك بحسن الندبير فلا ندع معه وجود الندبير، وإن أردن الوصول إلى العراد فذلك بأن لا يكون لك معه مراد لذلك لما قيل لأبى يزيد(1) : ما نربد؟ قال : أريد أن لا أريد. فلم نكن أمنينه من الله ولا طلبه منه إلا سقوط الإرادة معه لعلمه أنه أفضل الكرامات وأجل الفربات ، وقد ينفق للمخصص الكرامات الظاهرة وبقايا الندبير كامنة فيه ، فالكرامة الحقيقية إنما هي نرك الندبير مع الله والنفويض لحكم الله .
ولذلك قال الشيخ أبو الحسن : إنما هما كرامنان جامعنان محبطتان : كرلمة الإيمان بمزيد الإيقان وشهود العيان ، وكرامة العمل على الاقتداء والمنابعة ومجانب الدعاوى والمخادعة ، فمن أعطيهما نم جعل يشناق إلى غبرهما فهو عبد مفنر كذاب ، أو ذو خطأ في العلم والعمل بالصواب، كمن أكرم بشهود الملك على نعد الرضا، فجعل يشناق إلى سياسة الدواب، وخلع المرضى(2) ، وكل كرامة لا يصحبها الرضا من الله وعن الله فصاحبها مستدرج مغرور أوناقص أو هالك مثبور، فأعلماك أن الكرامة لا نكون كرلمة حنى يصحبها الرضا عن الله ، ومن لازم الرضا عن الذه نرك الددبير معه وإسقاط الاخنيار بين يديه.
واعلم لنه قد قال بعضهم: إن أبا يزبد لما أراد أن لا يريد فقد أراد، وهذا قول من لا معرفة عنده ، وذلك أن أبا يزبد - رضى الله عنه - إنما اراد أن لا يريد لأن الله اخنار له وللعباد لجمع عدم الإرادة معه ، فهو في إرادنه أن لا يريد موافقة لبمرادة الله له ، لذلك قال الشيخ أبو الحسن : وكل مخنارات الشرع وترتيبانه ليس لك سيدى أبو يزيد البسطامى : طيفور بن عيسى ، مات سنة إعدى وستين وماليتين ، ومن كلامه : اخنلاف العلماء رعمة إلا في تجريد التوحيد ، ولقد عملت في المجاهدة ثلاثين سنة فم وجدت شينا أشقى على العبد من العلم ومتابعته ، وكان يقول : عرفت الله بالله، وعرفت ما دوت الله بنور الله ، وكان يقول : غلع الله على العبيد النعم ليرجعوا بها إليه فاشتظوا بها عنه الطبقات الكبرى - للإمام الشعرانى (ب-1 ص 2 1 : هص ) أى : ان يلبس نياب العرضى ويترك ما هو عليه من عسن العال ولقاء الملك 52 - التنوير في إسقاط التدبي منه شسيء، واسمع وأطع، وهذا موضوع الفقه الربانى والعلم اللدنى، وهو أرض لننزل علع الحقيقة المأخوذ عن الله لمن اسنوى ، فأفاد الشبخ بهذا الكلام أن كل مخنار للشرع لا ينافض اخنياره مقام العبودبة المبنى على ترك الاختيار ؛ لنلا ينخدع عفل قاصر عن درك الحفيقة بذلك فيظن أن الوظائف والأوراد وروانب السنن إرادنها يخرج بها العبد عن صريح العبودية لأنه قد اخنار قال الشيخ: إن كل مختارات الشرع وترنيبانه ليس لك منه شىء وإنما أنت مخاطب أن تغرج عن ندبيرك لنفسك واخنيارك لها لا عن تدبير الله ورسوله لى، فافهع فقد علمت إذا صح أن أبا يزيد ما أراد أن لا يريد إلا لأن الله أراد منه ذلك فلع تخرجه هذه الإرادة عن العبودية المفتضاة منه فقد علمت ان الطريق الموصلة لى الله هي محو الإرادات ورفض المشينات حتى قال الشيخ أبو الحسن : ولن يصل الولى إلى الله ومعه تدبير من دبيراته أو اغنيار من اختيارانه ، سمعت شيخنا أبا العباس يفول : ولن بصل الولى إلى الله حتى ننقطع عنه شهوة الوصول الى الله، يريد - والله أعلم - ننفطع عنه انقطاع أدب لا انقطاع ملل ، أو لأنه يشهد إذا قرب إبان وصوله عدم استحقافه لذلك واستحقاره لنفسه أن يكون أهلا لما هنالك فتنفطع عنه شهوة الوصول لذلك لا مللا ولا سلؤا ولا اشنغالا عن الله بشىء دونه ، فإلن أردت الإشراق والننوير فعليك باسقاط التدبير ، واسلك إلى الله كما سلكوا ندرك ما الدركوا. اسلك مسالكهم وانهج مناهجهم ، وألق عصاك فهذا جانب الوادى ، ولنا فى هذا المعنى في ابنداء العمر ما كنبت به لبعض إخوانى : ليا صاح(1) هذا الركب قد سار مسرعا . ونعن قعود ما الذي أنت صانع الترضى بأن نبقى المخلف بعدهم 5 صريع الأمانى والغرام يناد كرع (1) أى : يا صاحبى ، بالترغيم ليستقيم وزن البيت .
صفحه نامشخص
لتنوير في إسقاط التدبير وهذا لسان الكون ينطق جهرة * بأن جميع الكاننات قواطع وأن لا يرى وجه السبيل سوى امرو رمى بالسوى (1) لم تختدعه المطام ومن أبصر الأشياء والعق قبلها 5 فغيب مصنوعا بعن هو صانع بواده أنوار لعن كان ذاهبا . وتعقيق لسرار لمن هو راجع ققم فانظر الأكوان والنور عمها . ففجر التدانى نعوك اليوم طالع وكن عبده والق(2) القياد لحكمه وإياك تدبيرا فما هو نلقع اتنة م تدبيرا وغيرك حاكع . اانت للعكام الاله تنازغ ? فعكو ارادات وكل مشينة 5 هو الغرض الأقصى فهل أنت سامع? كذلك سار الأولون فادرقوا 5 على أثرهم فلير من هو تابع على نفسه فليبك من كان طالبا 5 وما لمعت ممن يعب لوام على نفسه فليبك من كان بلكيا 5 أيذهب وقت وفو باللهو ضانع علم - وفقك الله - أن لله عبادا خرجوا عن الددبير مع الله بنأديب لدى هم وبتعليمه الذي علمهم ، فنسخت(4) الأنوار عزانع ندبير هم ، ودكت المعارف والأسرار وجود اختياراتهم، فنزلوا منزل الرضا فوجدوا نعيم المقام فاستغائوا بان واستصرغوا به خشية أن نشغلهع حلاوة الرضا فيميلوا إليها بمسلكنة أو يجنحوا لها بمر اكنة سوى الله تعالى من الأكوان.
ق) بإسعلظ الهمزة لأجل ضرورة الوزن .
ت من بحر الطويل ، ووزنه : افعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن) مرتين.
: أزالت، فمن معانى النسخ الزالة .
54 التنوير في إسقلط التدبير فات الشيخ أبو الحسن : كنت في ابنداء لمرى أدبر ما أصنع من الطاعات وأنواع الموافقات ، فنارة أقول : الزم البرارى والقفار (1) ، ونارة أقول : أرجع إلى المدائن والديار لصحبة العلماء والأخيار، فوصف لى ولى من الأولياء بجبل هذالك فطنعت إليه فوصلت إليه ليلا ، فكرهت أن أدخل عليه حيننذ فسمعته يقول : اللهم إن قوما سألوك أن نسخر لهم خلقك فأعطيتهم ذلك، فرضوا منك بذلك، اللهم إنى اسألاك اعوجاج الخلق على حتى لا يكون ملجنى إلا إليك .
فقلت : يا نفسى انظرى من أى بحر يغترف هذا الشيخ؟ فأقمت حتى إذا كان الصباح دخلت عليه فسلمت نم قلت : يا سيدى كيف حالك ؟ فقال : أشكو إلى الله من رد الرضا والنسليع كما نشكو أنت من حر التدبير والخنتيار ، فقلت : يا سيدى لما شكواى من حر الندبير والاختيار فقد ذقته وأنا الآن فيه، وأما شكواك من برد الرضا والنسليع فلع أفهمه، فقال : أخاف أن تشغلنى حلاوتهما عن الله ، فقلت : يا سيدى سمعنك البارحة تقول : اللهم إن قوما سألوك أن تسغر لهم خلفك فأعطينهم للك فرضوا منك بذلك ، اللهح وإنى لسألك اعوجاج الغلق على حنى لا يكون ملجنى لا إليك، فبسم نع قال : يا بنى عوض ما نقول: سغر لى خلقك قل : يا رب كن لى، لترى إذا كان ذلك ليفونك شىء ؟ فما هذا الجبن قائدة: اعلم أن هلاك ابن نوح - عليه السلام - إنما كان لأجل رجوعه إلى ندبير نفسه وعدم رضاه بنندبير الله الذي اختاره لنوح - عليه السلام - ومن كان معه في السفينة فقال له نوح: (يا بني لركب معنا ولا تكن مع الكافرين) [هود : 42]، قال (قال سنأوي إلى جبل يغصمني من الماء) [هود :43]، فقال له نوح: (قال لا علصم اليوم من أمر الله إلا من رصم) [هود :43] ، قأوى في المعنى إلى جبل عفله ، ثح كان الجبل الذي اسنعصح به صورة ذلك المعنى القانع به ، فكان كما قال الله تعالى : (1) أى : الصعارى والعفازات لتنوير في إسقاط التدبير 55 «وعال بينهما الموج فكان من المغرقين) إهود :43] في ي الظاهر بالطوفان، وفى باطن بالحرمان، فاعنبر أيها العبد بذلك، فإذا نلاطمت عليك أمواج الأقدار فلا ترجع إلى جبل عفلك لئلا نكون من المغرقين في بحر الفطعة ، ولكن ارجع إلى سفينة الاعنصام بالله والنوكل على الله (ومن يعتصع بالله فقد هدي الى صرا مسنتقيم) [ال عمران :1٠1]، (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) [الطلاق:3]، فإنك إن فعلت ذلك اسنوت بك سفينة النجاة على جودى الأمن ، نح نهبط بسللمة الفربة وبركات الوصلة عليك وعلى أمع معن معك، وهي عوالع وجودك، فافهم ذلك ولا تكن من الغافلين ، واعبد ربك ولا تكن من الجاهلين فقد علمت أن إسقاط التدبير والاختيار أهع ما يلتزمه الموقنون ويطلبه العابدون ، وأشرف ما يتحلى به العارفون .
سألت بعض العارفين ونحن نجاه الكعبة فقلت له : من أى الناعيين بكون رجوعك؟ فقال لى : لى مع الله عادة أن لا تجاوز ارادنى فدمى . قال بعض المشايخ : لو لدخل أهل الجنه الجنة ، وأهل النار النار وبقيت لع يفع عندى تمييز فى أى الداربن يكون قرارى . فهذا حال عبد محيت اختيارانه وارادانه ولع يبق له مع الل مراد إلا ما اراد. كما قال بعضهم: أصبحت وهواى في مو اقع قدر الله، قال أب حفص : منذ أربعين سنة ما أقامنى الله في حال فكرهته ، ولا نقلنى إلى غبره سخطته، قال بعضهع: لى أربعون سنة أشنهى أن أشنهى لأنرك ما أشنهى فلا أج ما أشتهى، فهذه قلوب تولى الله رعايتها وأوجب حملينها، ألع نسمع قوله سبحانه : (إن عبلدي ليس لن عليهع سلطان) [الإسراء:65] لأن تحققهم بمقام العبودية أبى لهم الاختيار مع الربوبية ، وأن يقارفوا(1) ننبا لو يلابسوا عيبا، وقال سبحانه : (إنه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون) االنحل : 99] فقلوب ليد للشيطان عليها سلطان من أين يطرقها وساوس التدبير أو يرد عليها وجود النكدي ..
وفي الآية بيان أن من صحح الإيمان بالله والتوكل على الله فلا سلطان للشيطان : يقترفوا ويجترعوا السيئات.
6 التنوير في إسقاط التدبير علبه ؛ لأن الشيطان إنما يأنيك من لحد وجهين : إما بنشكيك فى الاعنفاد ، وإما بركون إلى الخلق واعتماد ، فأما النشكيك في الاعنفاد فالإيمان ينفيه ، وأما الركون إلى الخلق والاعنماد فالتوكل على الله ينفيه ننبيه: اعلم أن المؤمن قد ترد عليه خواطر التدبير ، ولكن الله لا يدعه لذلك ولا يتركه لما هنالك، ألم نسمع قوله سبحانه: (ألله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) (البقرة :257]؟ فالحق سبحانه يخرج المؤمنين من ظلمات التدبير إلى شوارق نور النفويض ، ويقذف بحق تنبينه على باطل اضسطرابهم فيزيل(2) أركانه ويهدم بنيانه كما قال تعالى : (بق نقذف بالعق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) [الأنبياء:18] والمؤمن وإن وردت عليه خواطر الاضطراب والندبير فهى عارية لا ثبوت(3) لها ومضمحلة لا وجود لها ؛ لأن نور الإيمان قد استقر في قلوب المؤمنين، وملأت أنواره قلوبهم، وشرح ضياؤه صدورهم، فأبى لهم الإيمان العسقر أن يسكن معه غيره وإنما هي سنة وردت على القلوب لمكن فيها ورود طيف التدبير ، شع ننيفظ القلوب فيزول الطيف الذي لا يكون إلا مناما .
قال الله سبحانه : (إن الذين اتقوا إذا مستهم طائف من الشيطان تذكروا) [الأعراف (1) في المخطوط ا(يقيه) والصحيح العثبت (2) وفي نسغة مطبوعة (ويزلزل) وكلاهما يصلح للمعنى العراك (1 في المغطوط (ثبت) والأصح العثبت .
صفحه نامشخص
التنوير في إسقاط التدبير وفي هذه الآية فواند : «لأولى : فوله سبحانه : (إن الذين اتقوا إذا مستهم طائف من الشيطان تذكروا) دل ذلك على أن أصل أمرهم على وجود السلامة منه ، وإن عرض ذلك الطيف ففى عض الأحيان نعريفا بما أودع فيك من ودائع الإيمان الثلنية : قوله : (إذا ممتفع) ولم يقل : (إذا أمسكهم) ، أو (أخذهم) ؛ لأن المس ملامسة من غير تمكن ، فلفادت هذه العبارة أن طيف الهوى لا يتمكن من قلوبهم بل يماسه مماسة، ولا يتمكن منها إمساكا ولا أخذا كما يصنع بالكافرين؛ لأن الشيطان يستحون على الكافرين ويخنلس اخنلاسا من قلوب المؤمنين حين ننام العقول الحارسة لقلوب ، فإذا استيقظوا انبعنت من قلوبهم جيوش الاستغفار والذلة إلى الله والافقار فاسترجعوا من الشيطان ما لختلسه، ولخذوا منه ما افترسه.
الالةة: قوله : (إذا ممتهع طائف) والإشارة ههنا بالطبف إلى أن الشيطان لا يمكن أن يأتى القلوب الدانمة اليقظة ؛ لأنه إنما بورد طيف الغفلة والهوى على الفلوب في تين منامها بوجود غفلتها، ومن لا نوم له فلا طيف يرد عليه.
الرابعة: فوله : (إذا ممهم طلئف) ولم يقل : (إذا مسهم وارد من الشيطان) أو نحوه؛ لأن الطيف لا بيت له ولا وجود له ، إنما هي صورة منالية ليس لها حقيقة وجودية ، فأخبر سبحانه بذلك أن ذلك غير ضار بالمنقين ؛ لأن ما يورده الشيطان على قلوبهم بمنابة الطيف الذي نراه في منامك ، فإذا اسنيفظت فلا وجود له .
الشامسة : أنه قال سبحانه: (إذا مسهم طائف من الشيطان تذقروا) ولم يقل : اذكروا) شارة إلى أن الغفلة لا يطردها الذكر مع غفلة القلب ، وإنما يطردها النذكر 58 الننوير في إسقاط التدبير والاعنبار وإن لع نكن الأذكار (1) ؛ لأن الذكر ميدانه اللسان ، والتذكر ميدانه القلب وطيف الهوى لما ورد إنما ورد على القلوب لا على الألسنة ، فالذى ينفيه إنما هو التذكر الذي يحل محله ويمحق فعله .
السادسة فقوله : (تذكروا) حذف متعلقه، ولم يقل : إنذكروا الجنة والنار) أو العقوبة او غير ذلك ، وإنما حذف متعلق انذكروا) لفائدة جليلة ، وذلك ان النذكر الماحى لطيف الهوى من قلوب المنقين على حسب مراتب المتقين ، ومرنبة النقوى يدغل فيها الأنبياء والرسل والصديقون والأولياء والصالحون، فنقوى كل واحد على حسب مقامه، كذلك أيضا نذكر كل واحد على حسب مقامه، فلو ذكر قسما من القسام التذكر لم يدخل فيه إلا أهل ذلك القسم، لو قال سبحانه : (إن الذين اتقوا إذا مسنه طائف من الشيطان تذكروا فذا هم ميصرون) خرج منه الذين تذكروا المنوبة ، ولو قال : اننكروا لوالحق الامتنان الى غير ذلك) فأراد سبحانه أن لا يدكر متعلق الذكر ليشمل المرالتب كلها، فافهم ( السابعة: أنه قال سبحانه: (فإذا فم ميصرون) ولم يقل: إتذكروا فأبصروا) أو لتذكروا ثم لبصروا) أو اننكروا وابصروا) فاما تركه للتعبير بالواو فلكنه كان لا يفيد ان البصنرى كانت عن التذكر(3) ، والعراد أنها كانت مسببة عنه ترغيبا للعباد فيها، وأما عدوله عن إنع) لأن فيها ما في الواو من عدم الدلالة على السببية (4) ي : إنما يطرد الغفلة التذكر والتفكر والتلمل والاعتبار وان لم يكن التسان ذلكرا باللسان هينيذ.
(2) فن عذف المتعلق افاد عموما (3) فالتها ستكون واو صال حينئذ ، فيكون المعنى : تذكروا وإذا عالهم لنهم مبصرون ، وهذا يفيد ان البصرى ناتبة عن التذكر من نلعية العضى والسياق والفهم .
(4) في المغطوط (التشبيه) وهو فطأ من الناسخ ، والصحيح المثبت الننوير في إسقاط التدبير وفيها أنها كانت نفنضى عكس المعنى لما فيها من المهلة ، ومراد الحق سبحانه أن مؤلاء العباد لا ببنأغر بصراهم عن نذكرهم ، ولع يعبر بالفاء لاقنضانها النعقبب بل عبر الحق سبحانه بقوله : (تذكروا فإذا هم ميصرون) كأنهم لم يزالوا على ذلك نناء منه سبحانه عليهم واظهار أ لوافر المنة لديهع ، كما تفول : نذكر زيد المسألة فإذا هى صحيحة ؛ أى : إنها لع تتزل صحيحة، وإنما الأن كما وقع العلم بها، كذلك المنقون ما زالوا مبصرين ، ولكن كانوا في عين ورود طيف الهوى عليهع غطى على بصتراهع الثابت نورها فيهم ، فلما استيقظوا أذهب سبحانه الغفلة ، فأشرقت شع البصيرة.
الشامنة : في هذه الأيه ونظائرها توسعة على المنقين ، ولطف بالمؤمنين لأنه لو قال "أن الذين انقوا لا بمسهع طائف من الشيطان" لغرج من ذلك كل أحد إلا اهل العصمة، فأراد الحق سبحانه أن يوسع دوانر رحمته فقال : (إن الذين اتقوا إذ مستهع طائف» ليعلمك أن ورود الطيف عليهع لا يخرجهع من نبوت حكم التقوى لهم وجربان اسمه عليهع اذا كانوا كما وصفهع مسرعين بالتذكر راجعين إلى الله بالنبصر ، ومل هذه الآية في بسط رجاء العباد والنوسعة عليهم قوله : (إن الله يعب التوابين ويحب المتطهرين) االبقرة : 222] ولم يقل : يحب الذين لا يدنبون؛ لأنه لو قال ذلك لم يدخل فيه إلا قليل(2) ، فعلم الحق سبحانه ما العباد مركبون عليه من وجود الغفلة وما نقتضيه النشأة الأولى لكونها ركبت من أمشاج من وقوع المخالفة، وقد قال سبحانه : (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإتسان ضعيفا) [النساء :28] قال بعض أهل العلع : لا يتمالك عند قيام الشهوة به، وقال سبحانه : وفي نسغة مطبوعة إبصيرتهم) 1 وهم المعفوظون من ارتكاب المعلصى ، وفوقهم المعصومون من الأنبياء والرسل - عليهم السملام .
التنوير في إسقاط التدبير (هو أعلم بكم إذ أنشاكع من الأرض) [النجم : 32]، فلأجل ما علم أن الخطأ غالب على الإنسان فتح له باب النوبة ودله عليها ودعاه إليها ، ووعده الفبول إذا ناب ، والإقبال عليه إذا رجع إليه واناب، وقال صلم : دكل ابن آدم ضطاء وغير الغطليي التوابون، فأعلمك صلم أن الغطأ لازم وجودك، بل كان عين وجودك، وقال النه تعالى : (والذين إذا فعلوا فاعشة أو ظلموا أنفسهع ذكروا الله فلستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فطوأ وهم يطمون) [ال عمران :135] ولم يقل : والذين لا يفعلون الفاحشة، وقال سبحانه: (وإذا ما غضبو(.
هم يغفرون) [الشورى :37]، ولم يقل : والذين لا غيظ لهم، فافهم - رحمك الله - فهذه اسرار بينة وأمور منعينة التاسعة: تبيين مراب المتذكرين من المنقين ، اعلم أن أهل النقوى إذا مسهع طائف ن الشيطان لا يدعهع نقواهع لليصرار على معصية مولاهم ، بل نرجعهم اليه بذكرهم، وتذكرهم على أقسام: متذكر يتذكر الثواب، ومتذكر ينذكر العقاب، ومتذكر يتككر الوقوف للحساب ، ومتذكر يتذكر سابق الإحسان فيستعى من وجود العصيان ، ومتذكر ينذكر لولحق الامننان فيستحى أن يقابل ذلك بالكفران، ومتذكر يتذكر قرب الله مذه، ومتذكر يتذكر لحاطة الحق به، ومتذكر يتذكر نظر الحق له، ومتذك يككر معاهدة الله له، ومتذكر يتذكر فناء لذانه وبفاء مطالبته، ومتذكر ينذكر وبال المخالفة فيكون لها ناركا ، ومتذكر يتذكر فواند اللمواففة وعزها فيكون لها سالكا، ومتذكر ينذكر قيومية العى به، ومنذكر يتذكر عظمة الحق وسلطانه ، إلى غير ذلك من نعلقات التذكر وهى لا حصر لها (1) ، وإنما ذكرنا ما ذكرنا منها تأنيسا للا بأحو ال المنقين ونتبيها على بعض مقامات المتبصرين ، فافهم (1) وقد قال أولياء الله الصالعون : ان لله طرائق بعدد الغلاتق .
صفحه نامشخص
التنوير في إسقاط التدبهير العاشرة: يمكن أن يكون فوله سبحانه: (إن الذين اتقوا إذا مسنهم طيف) أن يكون المراد بالطيف ههنا طيف الهاجس أو الخاطر الواردبن من وجود النفس بالفا الشيطان، وسمى طيفا لأنه يطيف بالقلب، ونفسير القراءة الأغرى: (إذا مسنهع طائف» فنكون إحدى القراعنين مفسرة للأخرى، والهاجس يطيف بالفلب(1)، فان وجد له مسلكا يثثمه(2)، يجدها في سور مقام اليقين دخل وإلا ذهب. مث مقامات اليقين ونور اليقين الجامع لها كالأسوار المحيطة بالبلدة وقلاعها ، فالأسوار هى حلأنوار ، وقلاعها هي مقامات اليقين التى هي دائرة بمدينة القلب ، فمن لحاط بقلبه سور بفينه وصحح مفامانه النى هي اسوار الأنوار كالقلاع فليس للشيطان إليه سبيل ولا له في داره مقيل(3)، ألم تسمع قوله تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهع سلطان) [الإسراء :65]] أى : لأنهم قد صححوا العبودية فلا هم لحكمى بنازعون ولا فى تدبيرى معنرضون ، بل هم على منوكلون وإلى مستسلمون ؛ فلذلك قام لهم الحق بالرعاية والنصر والحماية ، وجهوا هممهع إليه فكفاهع من دونه قيل لبعض العارفين : كيف مجاهدنك للشيطان ؟ قال : وما النيطان ؟ نحن قوم صرفنا هممنا إلى الله فكفانا من دونه وسمعت شيخنا أبا العباس - رضى الله عنه - يقول : لما قال الحق سبحانه : (إن الشيطان لكم عدو فاتغذوه عدوا» إفاطر : 6] فقوم فهموا من هذا الغطاب أن 1) مراتب القصد خمس عند العلماء كما قالوا : مراتب القصد خمس هاجس ذكرو 1 فغاطر فعديث النفس فاستمعا يليه هم فعزم كلها رفعت سوى الأغير ففيه الأغذ قد وقعا فالهاجس : ما إذا عرض لع يستقر، والغاطر : أكثر منه ثباتا، وهديث النفس : يكون فيه جولت في نفسه، والهم : التوجه إلى الفعل ، والعزم : التوجه الى الفعل مع النية المؤكدة والإصرار ى : يحدث فيه خللا ، من ثلم الإتاء : أى اعدث فيه غللا وكسره 1) أى : مأوى يسكن إليه ، تشبيها له بالظل يتغذه الإنسان من الشمس .
التنوير في إسقلط التدبير لله طالبهع بعداوة النشيطان فصرفوا هممهع إلى عداونه فشغلهع ذلك عن محبة العببب، وقوم فهموا من ذلك أن الشيطان لكم عدو ، أى: والنا لكم حبيب فاشنغلو بمحبة النه فكفاهع من دونه، نع ذكر الحكاية المنقدمة، وإن استعاذوا من الشيطان فلأجل أن الله أمرهم بذلك لا أنهم يشهدون أن لغير الله من الحكم معه شينا ، فكيف يشهدون لغيره حكما معه وهم يسمعونه يقول : (إن العكم إلا لله لمر ألا تغبدوا ال بياه) إبوسف :40]، وقد قال سبحانه : (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) [النساء:76]، وقال سبحانه: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) [الإسراء:65]، وقال تعالى (إنه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون) االنحل :99]، وقال تعالي: (ومن يتوكل على الله فهو عسنبه) [الطلاق:3]، وقال سبحانه: (الله ولي الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) [البقرة :257]، وقال سبحانه : (وكان يقا علينا نصنر المؤمنين) [الروم :47] ، فهذه الآيات ونظائرها قوت قلوب المؤمنين ونصرنهع النصر المبين، فإن استعاذوا من الشيطان فبأمره ، وإن اسدولوا بنور الإيمان عليه فبوجود نصره، وإن سلموا من كيده لهم فبنانلنه وبره.
قال الشيخ أبو الحسن : لجتمعت برجل في سياحتى فأوصانى فقال : ليس شسىء في الأقوال أعون على الأفعال من : «لا حول ولا قوة إلا بالله" وليس فى لأفعال أعون من الفرار إلى الله والاعنصام بالله من(1) : (ومن يعتصع بالله فق فدي إلى صراط مستقيم) إل ععران : 1٠1]، ثم قال : بسم الله فررت إلسى الله واعنصمت بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله ومن يغفر الذنوب إلا الله، تبسع الله" فول باللسان صدر عن القلب ، اففروا الى الله" وصف الروح والسر ، تواعتصمت بالل وصف العقل والنفس ، تولا حول ولا قوة إلا بالله" وصف الملك والآمر ، ومن يغفر الذنوب إلا الله رب أعوذ بك من عمل الشيطان اته عدو مضل مبين ، نع يقول للشيطان : هذا علع النه فيك وبالله أمنت وعليه توكلت، وأعوذ بالله منك ولولا ما 1) في المغطوط (واعتصموا بالله) بدل إمن) ، وهو سهو من الناسخ صوابه المثبت .
الننوير في إسقاط الندبير أمرنى ما استعذت، ومن أنت حنى أسنعيذ بالنه منك؟ فقد فهمت - برحمك الله - أر النبطان لحفر في فلوبهم أن بصفوا له فدرة أو ينسبوا له إرادة ، وسر الحكمة فى إبجاد الشيطان أن يكون مظهرا ينسب اليه أسباب العصيان ووجود الكفران والغفل والنسيان، ألم نسمع قوله : (وما أنسانيه إلا الشيطان) (الكهف : 63]، (هذا من عمل الشيطان) [القصص :15] فكان سر إيجاده لنمسح فيه أوساخ النسب ، ولذلك فال بعض العارفين : الشيطان منديل (1) هذه الدار قال الشيخ أبو الحسن : الشيطان كالذكر والنفس كالأنشى ، وحدون الذنب بينهما كحدوث الولد بين الأب والأم لا أنهما أوجداه ولكن عنهما كان ظهوره.
ومعنى كلام الشيخ هذا أنه لا يتك عاقل أن الولد ليس من خلق الأب والأم و لا من إيجادهما، ونسب إليهما لظهوره عنهما ، كذلك لا يشك مؤمن أن المعصية لبست من خلق الشيطان والنفس ، بل كانت عنهما لا منهما ، فلظهورها عنهما نسبت ليهما ، فنسبة المعصية إلى الشيطان والنفس نسبة إضافة وإسناد ، ونسبها إلى الكة نسبة غلق وإيجاد كما أنه خالق الطاعة بفضله كذلك هو خالق المعصية بعدله (قى كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكلدون يفقهون هديثا) النساء :78]، وقل ببحانه : (الله خالق كل شيء) [الرعد :16]، وقال سبحانه : (هل من غالق غير الله) إفاطر :3]، وقال سبحانه : (افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون (النحل : 17] ، والآية القاصمة للمبتدعة المدعين أن الله يخلق الطاعة ولا يخلق المعصية قوله سبحانه: (والله خلقكم وما تغلون) [الصلفات : ن قالوا: فقد قال الله سبحانه : (إن الله لا يلمر بالفعشاء) [الأعراف :28] فالأمر غب (1) بكسر الميم والدال المهملة كما في تمغتار الصعاح (2) ومن جنس ما يعملون المعلصى كما أنهم يعملون الطاعة .
14 = التنوير في إسقاط التدبير القضاء(1)، فإن قالوا : قد قال الله سبحانه : (ما أصابك من عسنة فمن الله وما أصابك من سينة فمن نفسك) (النساء : 79] فهو على هذا التفصيل يعلم العباد النادب معه، فأمرنا لن نضيف المحاسن اليه لأنها اللانقة بوجوده والمساوي إلينا لأنها اللاثقة بوجودنا قياما بحكم الأدب كما قال الغضر - عليه السلام : (فاردت أن أعيبها) [الكهف :79]، وقال: (فأراد ربك أن يبلغا لشدهما) [الكهف : 82]، فأضاف العيب إلى نفسه والمحاسن إلى سيده ، وكذلك إبراهيع - عليه السلاع - لعم يقل : وإذا أمرضنى فهو يشفين، بل قال : (وإذا مرضنت) [الشعراء :80]، فأضاف المرض إلى نفسه والشفاء إلى ربه مع لن الله هو فاعل ذلك حقيقة وخالقه ، فقوله تعالى : (م أصابك من عسنة فعن الله) [النساء : 79] أى خلقا وإيجادا، وما أصابك من سينة فمن نفسك ، أى إضافة وإسنادا(2) ، كما قال - عليه السللم : دوالغير بيديك والشر ليس إليك» ، وقد علع - عليه السلام - أن الله خالق الغير والشر والنفع والضسر لكن النزم أدب التعبير فقال : «والغير بيديك والشر ليس إليك» على ما بيناه ، فافهم .
فإن قالوا: لن الحق سبحانه منزه عن لن يخلق المعصية لأنها قبيحة ، والحق سبحانه مقدس عن خلق القبانح ، قلنا : فعل المعصية قبيح من العباد لأنها مخالفة للأمر ؛ إذ القبح لا يرجع الى ذات المنهى عنه ولكن لأجل تعلق النهى به كما أن الحسن لا يتعلق بذات المأمور به لكن بمعنى تعلق الأمر به ، فافهم ، شم إن العق سبحانه يجب تنزيهه عن هذا النتنزيه وذلك أنهم إذا قالوا : نعالى الله أن يغلق المعصية قلنا : تعالى الله أن يكون في ملكه ما لا يريد ، فافهع هدانا الله وإياك الى الصراط المستقيم ولقامنا على الدين القويييع .
(1) فالله تعالى قضى بوقوع الفعشاء من بعضهم وإن لم يامر بها، قال تعالى : «قل بن الله ل يأمر بالفحشاء).
) أى : انت الكاسب الجانى المتسبب المقترف للسينة باختيلرك لتنوير في إسقاط التدبير تقدير وبيان لذكر قواعد الندبير ومنازعة المقادي قال الله سبحانه: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصنطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلم لرب العالمين) االبقرة :13٠ ، 131] ، وقال : (إن الدين عتد الله الإسلام) [أل عصر ان :19]، وقال : (ملة ابيكع إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) الحج:8 ء وقال: (فله اسلموا) [الحج:34]، وقال: (فان عاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعن) [أل عمران:2٠]، وقال : (ومن يسلع وجهه إلى الله وهو محسن فقد لمنتمسك بالعروة الوثقى) إلقمان : 22]، وقال : (توفني مسلما والعقني بالصتالحين ليوسف : 1٠1]، وقال : (وأنا أول المسلمين) [الأنعام : 163] إلى غير ذلك، فاعلم أن هذا التكرار لذكر الإسلام تنويها بقدره وتفخيما لأمره ، والإسلام له ظاهر وباطن ، فظاهره الموافقة لله وباطنه عدم المنازعة له ، فالإسلام حظ الهياكل (1) وعدم المنازعة وهو الاستسلام حظ القلوب ، فالإسلام كالصورة والاستسلم هو روح نلك الصورة ، والإسلام ظاهر والاسنسلاع باطن ذلك الظاهر ، فالمسلع من أسلع نفسه إلى له فكان ظاهرا بامتثال امره وباطنا بالاستسلاع إلى قهره.
وتحقيق مقام الاستسلام بعدم المنازعة لله في أحكامه والنفويض له فى نقضه وإبر امه(2)، فمن ادعى الإسلكم طولب بالاستسلم (قل هاتوا برهاتكم إن كنتم صادقين) [البقرة : 111] ألا ترى أن إبراهيع - عليه السلام - لما قال له ربه : (أسلع) [البقرة : 131] قال : (لسلعت لرب العالمين) االبقرة : 131]؟ فلما زج به في المنجنيق(3) والستغائت الملانكة قائلة : يا ربنا هذا خليلك وقد نزل به ما أنت به أعلم ، ى : نصيبها وقسعتها وسهعها.
صفحه نامشخص
انفاذه للقضاء والقدر وهكمه وشريعته (3) المنجنيق : آلة ترمى بها العجارة . "القاموس المحيط ، ح التنوير في إسقاط التدبير فقال الحق سبحانه : اذهب إليه يا جبريل فإن اسنغات بك فأغنه وإلا فانركنى وخلبلى، فلما جاءه جبربل - عليه السلام - في أفق الهواء قال : ألك حلبة؟ قال : أما إليك فلا، وأما إلى الله فبلى، قال : سله(1)، قال : حسبى من سؤالى علمه بحالى، فلع يستنصر بغير الله ولا جنحت همنه لما سوى الله بل اسنسلع لحكع الله مكنفي بندبير الله له عن ندببره لنفسه ، وبرعاية الحق له عن رعلينه لها ، وبعلع الحسق سبحانه عن سؤاله علما منه أن الحق به لطيف في جميع أحواله ، فأثنى عليه بقوله: (وإبزراهيم الذي وفي) االنجم :37] ونجاه من النار فقال : (قتنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) [الأنبياء : 69] .
قال أهل العلم : لو لع يفل الحق : (وسلاما) لأهلكه بردها فخمدت تلك النار ، وقال أهل العلم بأخبار الأنبياء : لع يبق في ذلك الوقت نار بمشارق الأرض ول مغاربها إلا خمدت ظانة أنها المعنية بالخطاب فقيل : إنه لع تحرق النار منه إلا قيده االندة جليلة: انظر إلى قول إبراهيم - عليه السلام - لما قال له جبريل - عليه السللم ألك حلجة؟ فقال : أما إليك فلا ، ولع يقل : ليس لى حاجة ؛ لأن مقام الرسالة والخلة يفتضى القيام بصريح العبودية ، ومن لازم مقام العبودية إظهار الحاجة إلى الله والقيام بين يديه بوصف الفاقة ، فناسب ذلك أن يقول : لما إليك فلا ، أى : أنا معتاج يلى الله ، وأما إليك فلا ، فجمع في كلمه هذا إظهار الفاقة إلى الله ورفع الهمة عما سوى الله ، لا كما قال بعضهم : لا يكون الصوفى صوفيا حتى لا يكون له إلى الله حلجة ، وهذا كلام لا يليق بأهل الاقنداء المكمين مع أنه مؤول لقائله بأن مراده أن الصوفى قد تحفق بأن الله قد قضى حوانجه من قبل أن يخلقه ، فليس له إلى الله حاجة إلا وهي مقضية في الأزل، ولا يلزم من نفى الحاجة نفى الاحتياج .
اسنلله.
التنوير في إسقاط التدبير التأويل الناتى إنما قال : "لا يكون له إلى الله حاجة7 ، أى : إنما بطلبه ليس همه الطلب منه ، وشنان بين طالب لله وطالب من الله ، وقد يكون مراده بقوله : لا يكون له إلسى الله حاجة أنه مفوض إلى الله مسنسلع له، فليس له مع الله مراد إلا ما أراد فاندة جليلة ايضا: وذلك أن جبريل - عليه السلام - لما قال لإبراهيم - عليه السللم : ألا حاجة؟ قال : لما إليك فلا ولما إلى الله فبلى ، علع جبريل - عليه السلام - أنه لا يستغيث به وأن قلبه لا يشهد إلا الله وحده ، فقال له حينئذ : سله ؛ أى : إن لع ننسنغث بى النزاما منك عدم النمسك بالوسانط فسل ربك فإنه القرب اليك منى ، فقال إبراهيم جيبا : حسبى من سؤالى علمه بحالى ، أى : إنى نظرت فراليته أقرب من سؤالى ودليت سؤالى من الوسائط ، وأنا لا اريد أن أسنعسك بشىء دونه ، ولأنى علمت أن الحق سبحانه عالم فلا يحتاج أن يذكر بسؤال، ولا يجوز عليه الإهمال، فلكنفي بعلم الله عن السؤال ، وعلمت أنه لا يدعنى من لطفه في حال . وهذا هو الاكنفاء بالله والقيام بحقوق تحسبى الله.
كان شيخنا يقول في قوله سبحانه : (وإبراهيم الذي وفي) [النجم:37] قال وفى بمقتضى قوله: محسبى اللهة قال بعضهم: سلم طعامه للضيفان، وولده للقربان، وبدنه للنيران، فأثنى عليه الحق بقوله : (وإبراهيم الذي وفي) الندة جليلة : اعلم أن الملانكة لما قال لهم الحق سبحانه : (إني جاعل في الأرض غليفة) [البقرة :30]، يعنى : أدم وذريته قالوا : (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسقك الدماء ونحن نسبح بعمدك ونقدس لك) [البقرة:30] قال : (إني أعلم ما لا تطمون) [البفرة : 3٠] ، فكان عدم استغانة إبراهيم - عليه السللع - بجبريل في ذلك الموطن لحتجاجا من الله عليهم كأنه يقول : كيف راينم عبدى هذا يا من قال : (لتجعل فيه 8 تنوير في إسقاط التدبير من يفسد فيها ويسفك الدماء) ؟ فظهر بذلك سر فوله سبحانه: (إني أعلم ما تعلمون).
جاء ى الحديث عنه - عليه السلام : ديتعاقبون فيكم ملاتكة الليل والنهار فيصعد الذين باتوا فيكم فيسالهم - وهو أعلع - كيف تركنع عبادى ? فيقولون: أتيناهع وهم يصلون وترقناهم وهم يصلون» قال الشيخ أبو الحسن : كأن الحق سبحانه يقول لهم: يا من قال : انجعل فيها من يفسد فيها كيف» تركنم عبادي؟ فكان مراد العق سبحانه بإرسال جبريل - عليه السلام - إليه لإظهار رنبة الغليل - عليه السلام - عند ملائكته وننبينا لشرف قدره وفخامة أمره ، وكيف يعكن لإبراهيم (1) - عليه السلام - أن يستغيث بشىء دونه وهو لا يرى إلا إياه ولا يشهد سواه؟ وإنما سمى الخليل لأنه نخلل سره محبة الله وعظمته وأحدينه فلع يبق فيه منسع لغيره كما قال: قد تخللت مسك الروح منى وبذا سمى الغليل غليلا فاذا ما نطقت كنت كلامى 5 وإذا صمت كنت الغيلا (1) اللام ساق يحةرمن الأصل التنوير في إسقاط التدبير تنبيه وإعلام اعلع أن الحق سبحانه بسط سر إبراهيع - عليه السلام - بنور الرضا وأعطاه روح الاسنسلام ، وصان قلبه عن النظر إلى الأنام ، فما عادت النار عليه بردا وسلاما إلا لما كان قلبه مفوضا إلى الله استسلاما ، فعن الإسنسلام كان السللم ، وعن نصحيح باطن المقام كان ما ظهر عليه من الإجلال والإعظام، فافهم من ذلك أيها المؤمن أن من استسلع إلى الله في واردات الامنحان أعاد الله عليه شوكها ربحا وضوفها أمانا، فإذا قذفك الشيطان في منجنيق الامتحان فعرضت لك الأكوان فانلات ألك حاجة؟ فقل : لما إليك فلا، ولما إلى الله فيلى، فإن قالت لك: سله فقل : عسبى من سؤالى علمه بحالى، فإن الله يعيد عليك نار الدنيا بردا وسلاما وبعطيك منة واكراما ؛ لأن الله سبحانه فنح بالأنبياء والرسل سبيل الهدى ، فسلك وراءه السؤمنون والتزم انباعهم الموقنون ، كما قال سبحانه : (قل هذه سبيلي اذعو إلسى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) إيوسف:1٠8]، وقال فى شأن يونصلم (فاستجبنا له ونجياه من الفم وكذلك ننجي المؤمنين) [الأنبياء:88]؛ أى: وكذلك ننجى المؤمنين المتبعين لآثاره المسنشرفين لأنواره الطالبين من الله بالذلة والافتقار راللابسين شعار المسكنة والانكسار التنوير في إسقاط التدبير انعطاو في فصه إبراهيع هذه بيان للمعبرين وهداية للمستبصرين، وهو أن من خرج عن ندبيره لنفسه فكان الله سبحانه هو المتولى بحسن الندبير له ، ألا نرى أن ببراهيم لما لع يرد لنفسه ولا اهنع بها القاها إلى الله وأسلمها إليه ونوكل فى كل شأنه عليه ، فلما كان كذلك كان عاقبة الاستسلام وجود السللمة والإكرام وبقاء الننا عليه على ممر الأيام ، وقد أمرنا الله أن لا نخرج عن ملته وأن نرعى حق نسميته بفوله : (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين) الحج:78] فحق على كل من كان إبراهيميا أن يكون من تدبير نفسه بريا، ومن منازعة الله خليا، (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) [البقرة :130]، وملته لازمها النفويض إلى الله والاسننسللم في واردات الأحكام ، واعلع أن المراد هو ان لا يكون لك مع الله مراد، لنا في هذا الععنى هرادى مز ان نسيان العراد 2 إذا رمت السبيل إلى الرشاد وان تدع الوجود فلاتراه ، وتصبح ماسكا عبل اعنما الى كم غفلة عنى وإنى على حفظ الرعاية والودا إلى كم أنت ناظر مبدعاتى وتصبح هلما فى كل وا وتترك أن تعيل إلى جنانى 5 لعمران قد عدلت عن السداد وودي فيك لونتدري قديم ويوم الست تشهد بانفرادو وهل رب سواي فترتجيه . غدا ينجيك من كرب شداد فوصف العجز عم الكون طرا 5 فمفتةر بمفتقر بيندى فبى قد قامت الأكوان طرأ . ولظهرت المظاهر من مرادى ارى و ي ملكي وملكي توجه للسوي وجه اعتمادي فعدق أعين الإيمان وانظر ترى الأكوان توذن بالنفاد فعن عدم إلى عدم مصير وأنت إلى الفنا لا شك غاد وها غلعى عليك فلا تزلها وصن وجه الرجاء عن العبال ببابى أوقف الأمال طرأ . ولا تأتى لعضرتنا بزاد ووصفك فالزمنه وكن ذليلا 5 ترى منى المنى طوع القيا وكن عبدا لنا والعبد يرضى بما تقضى العوالى من مراد ستر وصفك الأدنى بوصفى 5 فتجزى ذاك جهلا بالعناد ? وهل شاركتني فى العلك عتى 5 غدوت منازعى والرشد بادى فإن رمت الوصول إلى جثانى 5 فهذى النفس فلعذرها وعادى وغض بعر الفناء عسى ترانا 5 واعددنا الى يوم الععاي وكن مستمطرا منا لتلقى جميل الصنع من مولى جواد ولا تشهد إلبى لعد سوانا . فما أعد سوانا اليوم هاد ت من بحر الوافر.
« تنوير في اسقلط التدبير ننبيه وإعلام اعلم أن التدبير على قسمبن : ندبير محمود ، وندبير مذموم، فالتدبير المذموم هو كل تدبير ينعطف على نفسك بوجود حظها لا لله قياما بحفه ، كالندبير فى تحصيل معصية أو في حظ بوجود غفلة، أو طاعة بوجود رياء وسمعة، ونحو هذا، وذلك كله مذموم لأنه إما موجب عابا أو موجب حجابا ، ومن عرف نعمة العقل اسنحى من الله أن يصرف عقله إلى تتبير ما لا يوصله إلى قربه ولا يكون سببا لوجود حبه ، والعفل أفضل ما من الله به على عباده لأنه سبحانه خلق الموجودات وتفضل عليها بالإيجاد وبدوام الإمداد، فهما نعمنان ما خرج موجود عنهما، ولا بد لكل مكون منهما : نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد، وربما يفهم من ههنا قوله سبحانه : اووحمتي وسعت كل شيء) [الأعراف : 156] لكن لما اشتركت الموجودت فى إيجاده وإمداده أراد الحق سبحانه أن يميز بعضها على بعض ليظهر سعة تعلقات ارادنه وانساع مشينته ، فميز بعض الموجودات بالنمو كالنبات والحيوان البهيح والآدمى، وظهرت الفدرة فيه ظهورا أجلى من ظهورها فى الموجودات الغير نامية، فلما اشتركت هذه الثلاثة في النمو أفرد الحيوان الأدمى بوجود العياة فشارك الآدمى في ذلك الخيوان البهيم ، وظهرت قدرته فيه ظهورا لجلى من ظهوره فى الناميات ، فأراد أن يميز الآدمى عنه فأعطاه العقل وفضله بذلك على الحيوان وكعل به نعمنه على الإنسان، وبالعقل ووفوره وإشراقه ونوره نتم مصالح الدنيا والآخرة ، فصرف نعمة العقل إلى ندبير الدنيا النتى لا قدر لها عند الله كفر لنعمة العقل ، ونوجهه إلى الاهتمام بإصلاح شأنه في معاده قياما بوجود شكر المحسن إليه والمفيض من نوره عليه كان لعق به ولحرى ولفضل وأوفى، فلا تصرف عقلك الذي من به عليك في تدبير الدنيا النى هي كما أخبر عنها رسول الله صلم بقوله : التنوير في إسقاط التدبير رالدنيا جيفة قذرة» (1) وكما قال للضحاك : دما طعاماد?» قال : اللحسم واللبن يا رسول الله قال : «ثع يعود إلى ماذا?» قال : إلى ما قد علمت يا رسول الله ، فال : «فإن الله جعل ما يغرج من ابن أدم مثلا للدنيا،، وال صلم : دلو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء»، ومث من صرف عفله في دبير الدنيا النى هذه الصفات صفاتها كمث من أعطاه الملك سيفأ عظيما قدره ، مفخما أمره ، لم يسمح لكثير من رعاياه بمثه ليقات به أعداءه وينزين بحمله، فعمد أخذ هذا السيف إلى الجيف، فجعل يضربها حنى تفلل(2) ضياه ، وكل شباه(3) ونغير حسنه وسناه(4) ، فجدير إذا لطلع الملك على هذه الحالة أن يأخذ السيف منه ويعظع ققوبته على سوء أفعاله وأن يمنعه من وجود إقباله فقد تبين من هذا أن التدبير على قسمين : تدبير محمود وندبير مذموم ، فالنتدبير المحمود هو ما كان تتبيرا لما يقربك إلى الله ، كالندبير في براعة الذمة من حقوق المخلوقين إما وفاء وإما استحلالا(5) ، وتصحيح النوبة إلى رب العالمين ، والفكرة فيما يؤدى إلى قمع الهوى العردى والشيطان المغوى ، وكل ذلك محمود ل شك فيه، ولأجل ذلك قال رسول الله صلم: «فكرة ساعة غير من عبادة سبعين سنة»» .
1) وفي رواية : «الدنيا علوة خضرف» أى : علوة من عيث غرورها للناس ودعوتهم لهم إلى تعصيلها من عل أو من عرام ، وهى إن هصلت بغير وجهها وبغير ما يرضى الله تعالى كاقت بيفة قذرة، وكذلك إذا كانت سببا في هلك صاعبها وفساده، فلا تعلرض بين الروايتين.
في المغطوط اتفللت) والصعيح بغير الناء ، من قوله : إتقللت مضارب السيف) أى : تكسرت . انظر تمختار الصبعاح .
(3) قوله : إشباه) أى : صده ، فإن (الشباة) هي عد كل شيء . انظر القلموس العحيط (4) اي : بريقه .
صفحه نامشخص
(5) بأن يستعلهم من المظالم والغيبة ونحوها ويطلب عفوهم 74 التنوير في إسقاط التدبي والندببر للدنيا على قسمين : ندببر الدنيا للدنيا ، وندببر الدنبا للآخرة ، فنديير الدنيا للدنيا هو أن ندبر في اسباب جمعها افتخارا بها واسنكبارا، وكلما زيد فيها ثسينا ازداد غفلة واغنرارا ، وأمارة ذلك أن نشغله عن المواففة ونؤدى به الى المخالفة ، وندبير الدنيا للاخرة كمن يدبر المتاجر ليأكل منها حلالا ولبنعم منها على ذوى الفاقة افضالا وليصون بها وجهه عن الناس اجمالا وامارة من طلب الدنيا لله عدم الاسنكبار والادخار ، والإسعاف منها والإينار ، وللزاهد في الدنيا عللمنان : علامة في فقدها، وعلامة في وجدها، فالعلامة النى في وجدها الإيثار منها ، والعللمة النى في فقدها وجود الراحة منها ، فالإيثار شك لنعمة الوبدان ، ووجود الرلحة منها شكر لنعمة الفقدان ، وذلك نعرة الفهع عن الله والعرفان ؛ لأن الحق سبحانه كما قد ننعم بوجودها كذلك قد ننعم بصرفها، بل نعمنه في صرفها أتح.
قال سفيان الثورى (1) - رضى الله عنه : لنعمة الله على فيما زوى عنى من الدنيا أنع من نعمنه على فيما أعطانى مذها.
وقال الشيخ أبو الحسن : رأبت الصديق - رضى الله عنه - في المنام ففال : اندرى ما علامة خروج حب الدنيا من الفلب؟ قلت : لا أدرى ، قال : علامة ضروج عب الدنيا من القلب بذلها عند الوجود ووجود الرلحة منها عند الفقد ، فقد نبين من هذا أن ليس كل طالب للدنيا مذموما ، بل المذموم من طلبها لنفسه لا لربه ، ولدنياه لا 1) الإمام سفيان الثورى : أمير المؤمنين في الحديث ، ولد - رضى الله عنه - سنة سبع وتسعين، وغرج من الكوفة إلى البصرة سنة خمس وخمسين ومائة، وتوفى بها سنة إعدى وسدين ومانة، وكان - رضى الله عنه - عالم الأمة وعابدها وزاهدها، وكان يقول : لا ينبفى للرجل أن يطلب العلم والعديث عتى يعمل في الأدب عشرين سنة ، وكان يقول : إذا فسد العلماء فمن يصلعهع? وفسادهم بعيلهم إلى الدنيا ، وإذا جر الطبيب الداء إلى نفسه فكيف يداوى غيره? وكان يقول : من تصدر للعلم قبل أن يعتاج إليه أورثه ذلك الذل . "الطبقات الكبرى للم . مله الشعرانى (- 1 ص- 82 : ص- 86) التنوير في إسقاط التدبير 15 لأخراه ، فالناس إذا على قسمين : عبد طلب الدنيا للدنيا ، وعبد طلب الدنيا للآخرة وسمعت أبا العباس - رضى الله عنه - يفول : العارف لا دنيا له ؛ لأن دنياه لآخرنه وأخرفنه لربه ، وعلى ذلك تحمل أعوال الصحابة - رضى الله عنهع - والسلف لصالحين ؛ فكل ما دخلوا فيه من لسباب الدنيا فهع بذلك إلى الله منقربون وإلى ضاه منسببون ، لا قلصدون بذلك الدنيا وزينتها ووجود لذتها، وبذلك وصفهع الحق سبحانه بقوله : (محمد رسول الله والذين معه لشداء على الكفار رعماء بينهم تراهم رقعا سنجدا يبتغون فضلا من الله ورضنوانا سيماهم في وجوههم من الر السجود) [الفتح : 29] وقال في الآية الأخرى : (في بيوت لذن الله أن ترفع ويدكر فيها اسنمه يسبح له فيها بالغو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذقر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخلفون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) االنور : 36 ، 3]، وبقوله سبحانه : (من المومنين رجل صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نخبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديذا) [الأحزاب: نظائر هذه الآيات، وما ظنك بقوم لختارهم الله لصحبة رسوله ولمواجهة خطابه فى ننزيله ، فما من أحد من المؤمنين إلى يوم الفيامة إلا وللصعابة في عنقه منن لا تحصى وأياد لا ننسى ؛ لأنهع هم الذين حملوا الينا عن رسول الله صلم الحكمة والأحكام، وبينوا الحلاك والحرام، وفهموا الخاص والعام ، وفتحوا الأقاليم والبلا وقهروا اهل الشرك والعناد، وبحق قال رسول الله لم : «اصعابى قالنجوم بليهم قتديتم اهتديتع» ، وقد وصفهع في الآية الأولى بأوصاف إلى أن قال : (يبتغون فضلا من الله ورضوانا) دل ذلك من قوله سبحانه وهو المطلع على لسرار العالم( في سرهم وإجهارهم أنهم ما ابتغوا بما قالوه (2) من الدنيا ولع يقصدوا بذلك إلا وجه الله الكريم وفضله العميع، وقد قال سبحانه فيهم : (واصنبر نفسك مع الذين يدعون أهل الغالم.
2) اي : تناولوه منها .
76 - التنوير في إسقاط التدبير بهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) االكهف :28]، فقد أخبر سبحانه أنهم لا بيريدون سواه ولا يفصدون إلا إياه، وقوله في الآية الأخرى : (يسبح له فيها بالغدو الأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) إشارة إلى أنه قد طهر اسرارهم وكمل أنوارهم ؛ فلذلك لا نتأخذ الدنيا من قلوبهم ولا نخدش وجه إيمانهم، وكيف نأخذ الدنيا من فلوب ملأها بحبه، واشرق فيها أنوار قربه؟ وقال سبحانه: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) [الإسراء :65] فلو كان للدنيا على قلوبهم سلطان لكان للشيطان على قلوبهم أيضا ؛ إذ لا يمكن الشيطان أن يصل إلى قلوب أشرقت فيها أنوار الزهد وكنست من أوساخ الرغبة ، قوله سبحانه : (إن عبالدي ليس لك عليهع سلطان) أى : ليس لك ولا لشىء من الأكوان على قلوبهم سلطان : مأن سلطان عظمنى في قلوبهح يمنعهم أن يكون على قلوبهم سلطان لشىء دونى، فأنبت الحق سبحانه لهم في هذه الآية انه لا نلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، ولع ينف عنهم أنهع لا يتجرون ولا يبيعون ، بل في الآية ما يدل على جواز البيع والنجارة من فحوى الغطاب إذا دبرته(1) ندبير ذوى الألباب ، ألع نتسمع قوله : (وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) [الأنبياء : 73]؟ فلو نهاهم عن الغنى لنهاهم عن السبب المؤدى اليه وهو النجارة والبيع(2) ، ألا ترى أنه قال : (وإيتاء الزكاة) ؟ فإيجابه الزكاة عليهم دليل على أن هؤلاء الرجال التى هذه الأوصاف أوصافهم قد يكسون منهم أخنياء ولا يخرجهم عن المدحة غناهم إذا قاموا فيه بحقوق مولاهم.
قال عبد الله بن عتبة : كان لعنمان بن عفان - رضى الله عنه - عند خازنه يوم قتل مانة ألف وخمسون ألف دينار والف لف درهم، وخلف ضياعة سراويس وغيبر ووادى القرى ما قيمته مائنا للف دينار ، وبلغ نعن مال الزبير خمسين الف دينار، وترك ألف فرس واللف مملوك، وخلف عمرو بن العاص ثلاثمائة ألف دينار 1) في المنطوط (تدبيره) ، والمثبت الصعيح (2) لأن من لازم القدرة على إغراج الزقاة تعصيل المال ، وهو يتم بالتجارة والبيع .
لتتوير في إسقاط التدبير وغنى عبد الرحمن بن عوف - رضى الله عنه - أشهر من أن يذكر ، وكانت الدنيا فى أكفهم لا في قلوبهم ، صبروا عليها حين فقدت وشكروا الله عليها حين وجدت، وإنما ابنلاهم الحق بالفاقة في أول أمرهم حتى تكملت أنوارهع ونطهرت أسراره فبدلها لهم حينيذ؛ لأنهع لو أعطوها قبل ذلك فلعلها كانت أخذة منهم، فلما أعطوها بعد التمكين والرسوخ في النيقن تصرفوا فيها تصرف الغازن الأمين ، وامنتظوا قول الله سبحانه : (وأنفقوا مما جطكم مستخلفين فيه) [الحديد:7]، ومن ههنا نفهم منعهم عن الجهاد في أول الأمر، وقول الله سبحانه لهم: (فاغفوا واصفعوا عتى يلتي الله بأمره) [البقرة : 1٠9] ؛ لأنه لو لتيح لهم الجهاد في أول الإسلام فلعل الذي هو حديث تعهد بالإسلام لو اطلق لهع الجهاد أن يكون اننصاره لنفسه من حيث لا يشعر عنى كان على - رضى الله عنه - اذا ضرب أمهل حقى نتبرد نلك الضدربة ثع يضرب بعد ذلك خشية أن يضرب عقبها فتكون في ذلك مشاركة من حظه، وذلك لمعرفنه - رضى الله عنه - بدسانس النفوس وكماننها وعظيع حراسنهع لقلوبهم وتخلي أعمالهم ، واشفلقهع أن يكون في عملهم شىء لع يرد به وجه الله تعالى ، فكانت الدنيا في أيدى الصحابة لا في قلوبهم ، ويدلك على ذلك خروجهم عنها وليثارهم بها ، وهم الذين قال الحق سبحانه فيهم : (ويوثرون على النفسهع ولو كان بهم خصاصة [إلحشر :9] حتى إنه أهدى لإنسان منهع رأس شاه فقال: فلان لحق بها، شع قال كذلك الآخذ لها ، فماز الوا يتهادونها إلى أن علدت للذي أهداها لولا بعد أن طافت على سبعة أو نحوهم ، ويكفيك في ذلك خروج عمر - رضى الله عنه - عن نصف ماله وخروج أبى بكر - رضى الله عنه - عن ماله كله ، وخروج عبد الرحمن بن عوف عن سبعمانة بعير موفرة الأحمال ، وتجهيز عثمان بن عفان - رضى الله عنه - جيش العسبرة إلى غير ذلك من أفعالهم وسنى احوالهم ، وتضمنت الأية الأخرى وهي قوله سبحانه: (رجل صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نعبه ومنهم من يتتظر وما بدلوا تبديذا) [الأحزلب :23] الإخبار عنهم بسر الصدق الذي لا يطلع عليه أحد إلا الحق سبحانه وتعالى ، وذلك ثناء عظيم وفخر جسيم ؛ لأن 78 التنوير في إسقلط التدبير ظواهر الأفعال قد نلنبس فيها الأحوال فيما يرجع إلى علم العباد ، فتضمنت الأيات النزكية لظواهر هم وسر انرهم وإنبات محامدهم ومفاغرهم.
فقد نبين من هذا أن تدبير الدنيا على قسمين : تدبير الدنيا للدنيا كما هو حال أهل القطعة الغافلين ، وتدبير الدنيا للكخرة كحال الصحابة المكرمين والسلف الصالحين يدلك على ذلك قول عمر - رضى الله عنه - إنى لأجهز الجيش وانا قى صلاني ؛ لأن تدبير عمر - رضى الله عنه - على المعاينة والمولجهة ، فهو إذأ تدبير لله، فلذلك لع يكن قاطعا للصلاة ولا منقصا من كمالها، فإن قلت: قد زعمت أن ليس منهم من يريد الدنيا ، وأنزل الحق سبحانه في شأنهع يوم أعد : (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) إل عمران : 152] حتى قال الصحابة - رضى الله عنهم : ما كنا نظن أن أحدا منا يريد الدنيا حتى نزل قوله سبحانه : (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة).
فاعلم - وفقك الله للفهم عنه وجعلك من أهل الاستماع منه - أنه يجب على كل مؤمن أن يظن في الصحابة الظن الجميل ، وأن يعنقد فيهم الاعنقاد الفضميل ، وان يلتعس لهم لحسن المخارج في أقوالهم ولفعالهع وجميع لحوالهم في حياذ رسول الذ صل له و و د وفاته؛ لأن الحق سبحانه لما زكاهم نزكية مطلقة لم يقيدها بزمن دون زمن ، وكذلك تزكية الرسل صلم بقوله : «لصعابى قالنبوم بليهم لقديتم اهتديتم ، وعن هذه الآية جوابان : أدهما: منكم من يريد الدنيا للآخرة ، كالذين ارادوا الغنيمة ليعاملوا الله بما يأخذونه منها بذلا وإينارأ، ومنكم من لم يكن مراده ذلك ، إنما كان مراده تحصيل فضل الجهاد لا غير ، فلم يلو على الغنانم ولم يلتفت إليها ، فعنهم الفاضل ومنهم الأفضل ومنهم الكامل ومنهم الأكمل التنوير في إسقاط التدبير الجواب الثانى أن السيد يقول لعبده ما شاء، وعلينا أن نتأدب مع عبده لنبوت نسبنه منه فليس كل ما خاطب السيد به عبده ينبغى أن ينبته العبد ولا أن يخاطبه به ؛ إذ للسي أن يفول لعبده ما شاء تحريضا لعبده وتنشيطا لهمنه وقصده، وعلينا أن نلزم حدود الأدب معه ، وإن تصفعت الكناب العزيز وجدت فيه كثيرا ، منها سورة عبس حنى ثالت عانشة - رضى الله عنها : لو كان رسول الله صلم كنما شينا من الوحى لكانت هذه السورة ، فقد تقرر من هذا أنه ليس إسقاط التدبير الممدوح نرك الدغول فى أسباب الدنيا والفكرة في مصالحها ليستعين بذلك على الطاعة لمولاه والعمل لأخراه ، وإنما الندبير المنهى عنه هو التدبير فيها لها ، وعلامة ذلك أن يعصى الله من أجلها وأن يأخذها كيف كان من حلها ومن غير مله فائدة: اعلم أن الأشياء إنما نذم وتمدح بما تؤدى إليه ، فالتدبير المذموم ماشغلك عن الله وعطلك عن القيام بخدمنه وصدك عن معاملة الله ، والتدبير المحمود هو ما ليس كذلك مما بيؤدى بك إلى القرب من الله ويوصلك إلى مرضاة الله ، وكذلك الدنيا ليست تذم بلسان الإطلاق ولا تعدح كذلك ، وإنما المذموم ما شغلك عن مولاك ومنعك الاسنعداد لأخراك ، كما قال بعض العازفين : كل ما شغلك عن الله من اهل رمال وولد فهو عليك مشنوم، والممدوح ما أعانك على طاعته وأنهضك إلى خدمنه، وبالجعلة ما وقع العدح به فهو ممدوح في نفسه ، وما وقع الذم به فهو مذموم فى فسه، وقد جاء عن رسول الله صلم : «الدنيا جيفة قذر ال صللم: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعلما أو متعلما» وقال صلم : وإن الله سبحان جعل ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا، 8 التنوير في إسقاط التدبير هذه الأحاديث نفنضى ذمها وننفير العباد عنها ، وجاء عنه صلم : وولا تسبوا الدنيا ، فنعمت مطية(1) المومن ، عليها يبلغ الغبير ، وبها ينجو من الشر » فالدنيا النى لعنها رسول الله صلم هي الدنبا الشاخلة عن الله ، ولذلك اسنننى في الحديث ققال رإلا ذكر الله وما والاد وعالما أو متعلما » فبين عليه السلام أن هذا ليس من الدنيا وقوله : «لا تسبوا الدنيا» أى : النى توصلكم إلى طاعة الله ، ولذلك قال عليه السللم : فنغمت مطية المؤمن» فعدحها من حيث كونها مطية لا من حيث إنها دار اغنرار ووجود أوزار ، وإذ قد علمت هذا فقد فهمت أن إسقاط التدبير ليس هو الغروج عن الأسباب حتى بعود الإنسان ضيعة ويكون كلا على الناس فيجهل حكمة الله فى إنببان الأسباب وارتباط الوسائط ، وقد جاء عن عيسى - عليه السلام - أنه مر بمنعبد فقال له: من أين نلكل؟ قال: أخى بطعمنى، قال : أخوك أعبد منك؛ أى: أخوك وإن كان في سوفه أعبد منك ؛ لأنه الذي أعانك على الطاعة وقرغك اليها ، وكيف يمكن أن ننكز الدخول في الأسباب بعد أن جاء قوله سبحانه : (والعل الله البيع وهرم الربا) [البقرة :275]، وقوله سبحانه : (واشهدوأ إذا تبايغتم البفرة : 282] وقوله عليه السلاح : «لعل ما أكل الموزمن كسب يمينه ، وإن داوود نبى الله كان يلكل من كسب يمينه» قال عليه السلام : «افضل الكسب عمل الصانع بيده إذا نصح»(2) قال عليه السلام : «التاجر الأمين الصدوق المسلم مع الشهداء يوم القيامة» فكيف يمكن أحدا بعد هذا أن يذم الأسباب؟ لكن المذموم منها ما شغلك تعن الله وصدك عن معاملته ، ولو تركت الأسباب وغفلت عن الله بالتجريد كنت مذموما أيضا ، وليست الآفات داخلة على المتسببين فحسب ، بل قد تدغل على المتجردين كما تدخل على المتسببين (لا عاصع اليوم من أمر الله إلا من رح ناه) [هود : 43] بل قد يكون دغولها على المدجردين اشد ؛ إذ الآفات الدلخلة على المطية : ما يركب من الدواب ، تشبيها للدنيا بذلك في الوصول للمقاصد العرادة ى : إذا كان امينا في صناعته يؤديها على وجهها متقنا لها التنوير في إسقاط التدبير لمنسببين دخول في الدنيا مع عدم الدعوى منهم ، ظاهرهم كباطنهم ، مع اعنرافهم بالنقصير ومعرفنهع بفضل المنفرغين لطاعة الله عليهع ، وأفات العدجردبن ربع كانت عجبا أو كبرا أو رباء أو تصنعا أو نزبنا للخلق بطاعة الله اسنجلابالما فى أيديهم (1) ، وقد يكون اعنمادا أو استنادا إلى الخلق ، وأمارة ذلك ذمه للناس إذا لم يكرموه ، وعنبه عليهم إذا لع يخدموه، فالمنغمس في الأسباب مع الغفلة أحسن حالا من هذا ، حسن الله منا النيات وطهر نفوسنا من الأفات بفضله وكرمه.
(1) وهذا عاصل في كثير ممن تصدروا اليوم للدعوة والغطلبة والتدريس بالمسلجد عتى باتوا يطععون فيما في ايدى الناس لما أن الناس ينظرون لهم على أنهم صالعون عابدون أوقفو عياتهم على الطاعة ، فراعوا يبيعون دينهم بدنياهم.
صفحه نامشخص
التنوير في إسقاط التدبير فصل لعلك نفهع من هذا الكلام أن المتجرد والمنسبب في رتبه واحدة، وليس الأمر كذلك، ولكن يجعل الله من نفرغ لعبادنه وشغل أوقاته به كالدلغل في الأسباب ولو كان فيها منقيا، فالمتسبب والمتجرد إذا استوى مقامهما من حيث المعرفة بالله فالمنجرد أفضل وما هو فيه أعلى وأكمل.
لذلك قال بعض العارفين : مل المتسبب والمتجرد كعبدين للملك قال للحدهما : اعمل وكل كسب يدك، وقال الآخر : الزم أنت حضرتى وخدمنى وأنا أقوم لك بما نربد، فهذا قدره عند السيد لجل ، وصنعه به ذلك على العناية به أدل ، ثع إن قلما يسلم من المخالفات أو يصفو لك من الطاعات مع الدغول فى الأسباب اسنلزامها لمعاشرة الأضداد ومخالطة أهل الغفلة والعناد ، وأشد ما يعينك على لطاعات رؤية المطيعين ، وأشد ما يدخل بك في الذنب رؤية العذنبين ، كما قال عليه السلام : «العرء على دين غليله ، «كملينظر اعدكم من يغالل» وقال الشاعر : عن العرء لا تسل وسل عن قرينه . فقل قرين بالمقلرن يقتدى ( والنفس من شأنها التشبه والمحلكاة والنزين بصفات من قارنها والعضاهاة فصحبنك للغافلين معونة لها على وجود الغفلة ؛ إذ الغفلة ملانمة لها من أصل الوضع ، فكيف إذا انضع إلى ذلك سبب مخالطة الغافلين ؟ وقد تجد من نفسك أيها الأخ - وفقك الله - أنه لا نسنوى حالة خروجك من منزلك وعودك إليه ، أنت فى حين خروجك تغلب عليك الأنوار وشرح الصدر والعزم على الطاعة والزهد في .
الدنيا ، فتجدك إذا رجعت لست كذلك ولا فيما هنالك ، وما ذلك إلا دنس المخالفة وانغماس القلوب في ظلمة الأسباب ، ولو كانت الأسباب والمعاصى إذا ذهبت ذهب أثرها لع نعوق القلوب عن المسير إلى الله بعد انصالها ووجود زوالها ، وإنما ذلك 1) البيت من بعر الطويل ، ووزنه : افعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن) مرتين التنوير في إسقاط التدبير كالنار، فربعا انقضى الانقاد وبقى السواد، ويحتاج المننبب إلى بسير علم ونقوى فالعلم يعلع به الحلل والحرام، والنفوى نصده عن ارنكاب الآنام ، فأما حاجته العلم فلأنه يحتاج إلى الأحكام العنعلقة بالمعاملة بيعا وسلما(1) وصرفا وما بيعلق ى بذلك مع ما يحتاج إليه من احكام الواجبات والفروض المعينات .
السئلم : عقد بيع يوجب الملك للثعن علجلا ، وللسلعة آجلا (عقود التورييدات) . التعصريفات اللجرجانى مع زيادة وتصرف 84 التنوبير في إمقاط الندبير ننبيه وإعلام أمور ينبغى للمنسببين أن يلتز3 ،ها : الأول : ربط العزم مع الله قبل الخروج من المنزل على العفو عن المنسببين ؛ إن (لأسواق محل العخاصمة والمقاولة ، ولذلك قال رسول الل صلم : دليعجز لعدكم أن يكون كلبى ضمضع؟ كان إذا خرج من بيته قال : اللهم إنى تضدقت بعرضى على العسلعين» .
النأنى: أن يتوضأ ويصلى قبل خروجه ويسأل الله السلامة في مخرجه، ذلك فإنه لا يدرى ماذا يقضسى عليه ، وأن الخارج لللسواق كالخارج إلى المصاف ، فينبغى للمؤمن أن يلبس من الاعتصام بالله والتوكل على الله ردروعا صائنة تقيه سهام الأعداء (ومن يغتصم بالله فقد هدي إلى صراط مسنتقيم) [أل عمران : (ومن يتوكل على اللذه فهو عسنبه) االطلاق:3] الذالث : ينبغى له إذا خرج من منزله أن يستودع الله أهله ومسكنه وما فيه فإنه حرى أن يحفظ ذلك عليه، وليدكر قوله سبعانه وتعالى، (قالله خير عافظ اوذ أرحم الرلعمين) إيوسف : 64]، وقوله عليه السللم : ««اللهم أنت الصاعب في السق والغليفة في الأهل» فإنه إذا استودعهم الله فحرى أن بيرجع فيجدهم كما يحب ويحبون، سافر بعضهم وكانت زوجته حاملا، فعين سافر قال : اللهم إنى اسنودعك ما في بطنها، فتوفيت زوجنه في غيبته، فلما قدم من سفره سال عنها فقيل: توفي وهي حامل ، فلما كان الليل رأى نورا في المقابر فتبعه فإذا هو فى قبرها ، وإذ التنوير في إسقاط التدبير 2 بالصبى برضع من نديها، فهنف به هانف : با هذا اسنودعننا الولد فوجدنه ، أما لو اسنتود عدنا أمه لوجدنهما جميعا ايع : يسنحب له إذا خرج من منزله أن يقول : بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن ذلك مؤيس للشيعطان منه الغامس : الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وليجعل ذلك شكرا لنعمة القوة والتقوى اللذين وهيهما، وليذكر قول الله سبحانه : (الذين إن مكناهم في الارض اقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمغروف ونهوا عن المتكر ولله علقبة الأمور) [الحج : 41] فمن أمكنه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بحيث لا يصل إليه أذى في نفسه أو عرضه أو ماله فهو ممن مكن في الأرض ، والوجوب متعلق به، وإن كان لا يصل إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إلا بالأذى قبل ذلك أو يغلب على ظنه وقوع ذلك بعده سقط عنه الوجوب ، والإنكار عينئذ جائزا السالن : أن نكون مشيته بالسكينة والوقار لقوله سبحانه : (وعباد الرعمن الذين يمشون على الأرض هونا) [الفرقان : 63] وليس ذلك خاصا بالمشى ، بل المطلوب منك أن نكون لفعالك كلها تقارنها السكينة ويلازمها الثبات ( (1) فقد يكون من أصنعاب العزائم فيجسر على الأمر والنهى محتسبا الأذى في طريق ذلك ، وقد يجنح إلى الرضصة في ذلك فيصون نفسه وماله وعرضه عن الأذى إيثارا للسلامة ، فلا شىء عليه هيننذ.
(2) في المخطوط (الثبت) والصعيح ل . - علا : العثيت .
6 التنوير في إسقاط التدبي السابع : أن بذكر الله في سوقه ؛ فإنه قد جاء عنه عليه السلام : «ذلكر الله في السوق كالحى بين الموتى» وكان بعض السلف يركب بغلنه ويأتى إلى السوق فيذكر الله يرجع لا بخرجه إلا ذلك .
الذامن : أن لا يشغله ما هو فيه من المبايعة والمعاش عن النهوض إلى الصلاة في أوقاتها جماعة ؛ لأنه إن ضيعها لشتغالا بسببه استوجب المقت من ربه ورفع البركة من كسبه، وليستح أن يراه الحق سبحانه مشغولا بحظوظ نفسه عن حقوق ربه، وقد كان بعض السلف يكون في صنعنه فربما رفع المطرقة فسمع المؤذن فرماها من نلفه ؛ لئلا يكون ذلك شغلا بعد أن دعى إلى طاعة ربه ، وليذكر إذا سمع العؤنن : (يا قومنا أجيبوا داعي الله) [الأحقاف : 31] وفوله تعالى: (استجيبوا لله وكلرسول إذا دعاكم لما يعييكم) [الأنفال:24] وقوله سبعانه : (اسنتجيبوا لربكم) الشورى : 47] وقالت عانشة - رضى الله عنها : كان رسل الله لم يكون في بيته يخصف النعل(1) ويعين الغلدم حتى إذا نودى بالصلاة قام كأنه لا يعرفنا التاسع: نرك الحلف والإطراء لسلعته ، فقد جاء في ذلك الوعيد الشديد ، وقد قال عليه السلام : «التجار هم الفجار إلا من بر وصدق» العاشر كف لسانه عن الغيبة، وليذكر قوله سبحانه: (ولا يغتب بعضكم بغضا أيحب أعدكع أن يلقل لحم أغيه ميتا) [الحجرات : 12] وليعلم أن السامع للغيبة لحد المغنابين وإن اغنيب بحضرته فلينكر ، فإن لع يسمع منه فليقم، ولا يمنعه العياء من لغلق من القيام بعق الملك الحق، فالله أولى أن يسحى منه وأن يرضى، (والله (1) خصف النط : غرزها . تمختار الصعاح .
الننوير في إسقاط التدبير 87 ورسوله أصق أن يرضود) [النوبة : 62] ، وقد جاء عنه عليه السلام دإن الغيبة أشد من ستة وثلاثين زنية في الإسلام» فال السيخ أبو الحسن : أربعة آداب إذا خلا الفقير المنسبب منها فلا نعبأن به وإن كان أعلم البربة: مجانبة الظلمة، وإبنار أهل الآخرة ، ومواساة ذوى الفاقة ، وملازمة الخمس في الجماعة ، وصدق - رضى النه حنه - فإن مجانبة الظلمة تكشف نور الإيمان ، وبمجانبنهم نكون أيضا النجاة من عقوبة الله، لقوله سبحانه : (ولا تركنوأ إلى الذين ظلموا فتمسكم النار » [هود : 3 وقوله : وايثار أهل الأخرة أن يكون الفقير المنسبب الغالب عليه التردد إلى أولياء الله والاقتباس منهم ليتقوى بذلك على كذرة الأسباب، فتنفح عليه نفحاتهم ونظهر عليه بركانهع، وربما وصلت إليه في سببه أمدادهم ، وحفظه من المعصبية وذهح واعحتقادهم ، وقوله : ومواساة ذوى الفاقة ؛ وذلك لأنه يجب على العبد أن يشكر نعمة الله عنده، وإذا فتح لك في الأسباب فاذكر من أخلقت عليه أبوابهسا، واعلم أن الله اخنبر الأغنياء بوجود أهل الفاقة كما اختبر أهل الفاقة بوجود الأغنباء (وجعلن بغضكم لبغض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا) [الفرقان :2٠] ووجود أهل الفاقة نعمة من الله على ذوى الغنى ، إذ وجدوا من يحمل عنهم أوزارهم إلى الدار الآخرة ، وإذ وجدوا من إذا أخذ كان(1) مش أخذ الله منك، والله هو الغنى الحميد، فلو لم يخلق الفقراء فكيف كان ينقبل منك صدقانك؟ ومن كنت تجد يأخذ هبانك؟ ولذلك لل صلم: «من تصدق بصدقة من كسب طيب - ولا يفبل الله إلا طيبا - كان كأنما يضعها في كف الرعمن يربيها له كما يربى لعدكم فلوه أو فصيله (2) حتى إن اللقمة لتعود مثل جبل أحد» ولذلك كان من لشراط الساعة أن لا يجد الرجل من يقبل صدقته وقوله : وملازمة الخمس في الجماعة ؛ وذلك أن الفقير المنسبب لما فانه النخلى (1) زيادة ليست في المنطوط لصعة الععنى.
الفلو : بتشديد الواو : المهر اولد الفرس الذكر) . والفصيل : ولد الناقة إذا فصل عن أمه انظر مختار الصحاح 18 التنوير في إسقاط التدبي والنجرد لعبادة الله فيدخل مدخل الخصوص بدواع الخدمة وملازمة المواففة ، فينبغى أن لا نتفوته الخمس في الجماعة ولنكن (1) ملازمنه لها سببا لتجديد الأنوار وموجب لوجود الاستبصار ، وقد قال عليه السلام : «تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد بخعس وعشرين درجة» وفي الحديث الآخر : «بسبعة وعشرين جزءا» ، ولو شرغ للعباد أن يصلى كل منهم في حانوته (2) وداره لتعطلت العساجد النتى قال فيها العو بحانه : (في بيوت أنن الله أن ترفع ويذكر فيها اسنمه يسبح له فيها بالغدو والأصال) االنو 36] ولأن في ملازمه الصلاة فى جماعة اجنماع القلوب وتناصرها والتنامها ورؤية المؤمنين واجنتماعهم، وقد قل لم: «يد الله معا الجماعة»، ولأن الجماعة إذا اجتمعت انبسطت بركات قلوبهم على من حضرهم وامندت أنوار هم لمن شهدهم، وكان اجنماعهم ونظامهم كالجيش إذا اجنمع ونضيل 2 كان ذلك سببا في وجود نصرته، وهو لحد التأويلين في قوله سبحانه : (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأتهم بنيان مرصوص) الصف :4] في المشطوط (وليكون) والعثبت الصعيح .
صفحه نامشخص
(2) العانوت : الدكان.
في المخطوط (على) والعشهور من لفظ الحديث (مع) كما هو مثبت .
الننوبير في إسقاط التدبير ي 89 استلحاق وعليك أيها المؤمن بغض طرفك في حين خروجك الى سببك إلى حين ترجع، ولنذكر قوله: (قل للمومنين يغضوا من البصارهم ويحفظوا فروجهع ذلك أزكى لهع) [النور :30]، وليعلم أن بصره نعمة من الله عليه ، فلا تكن لنعع الله كفورا، وأمانة الله له فلا يكن لها خائنا، ولتذكر قوله سبحانه: (يعلم خاثنة الاعين وما تخفي الصدور) إغافر : 19] وقوله سبحانه : (ألم يعلم بان الله يرى) [العلق : 14] فإذا أردت أن نرى فاعلع أنه يرى.
وليعلم أنه إذا غض بصره فنح الله بصيرته جزاء وفاقا، فمن ضيق على نفسه في دائرة الشهادة (1) وسع الله عليه في دانرة وقال بعضهم: ما غض أحد بصره عن محارم الله إلا أوجده الله نورأ فى غيب قلبه بيجد حلاوة ذلك.
(1) يعنى : المشاهدة واطلاق النظر إلى الحرام أو ما لا جدوى في النظر والتامل فيه (2) يعضى : فى نزول اللطئف النورانية في القلوب وانفتاح عين البصيرة وعصول بعض الغيب بواسطة الحق كشفا في القلب التنوير فر إسقاط التدبي انطاون اعلع أن الندبير مع الله عند اولى البصانر إنما هو مخاصمة للربوبية ، وذلك لأنه إذا أنزل بك أمرا نزريد رفعه أو رفع عنك أمرا تريد وضعه ، أو هممت بأمر أنت عالم أنه متكفل به لك وقائع به اليك ، كان ذلك منازعة للربوبية وخروجا عن عقيقة العبودية . واذكر ههنا قوله سبحانه : (أولم ير التنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا فو خصيع مبين) إيس : 77) ففي هذه الآية توبيخ للإنسان لما غفل عن أصل نشأته وخاصع منشنه وغفل عن سر بدايته ونازع مبدأه، فكيف يصلح لمن خلق مز نطفة أن ينازع الله في أحكامه أو يضادده في نقضه وإبرامه؟ فاحذر - رحمك انذ بير مع الله ، واعلم أن الندبير من أشد حجب القلوب عن مطالعة الغيوب ، وإنما التدبير للنفس ننبع من وجود المواددة لها ، ولو غبت عنها فناء وكنت بالنه بفا للغيبك ذلك عن التدبير لنفسك أو بنفسك ، وما أقبح عبدا اجهلا بأفعال الله غافلا عن حسن نظر الله! ألم نسمع قول الله سبحانه : (قل كفى بالله) [العنكبوت : 52] فاين الاكنفاء بالله لعبد مدبر مع الله ? فلو اكنفى بندبير الله له لاقنطعه ذلك عن التدبير مع الله.
لتنوير في إسقاط التدبير تنبيه وإعلام اعلم أن التدبير اكثر طريانه على العباد المتوجهين وأهل السلوك من المريدين قبل الرسوخ في اليقين ووجود الفوة والتمكين ؛ وذلك لأن أهل الغفلة والإساءة قد أجابوا الشيطان في الكبانر والمخالفات واتباع الشهوات ، فليس للشيطان حاجة أن يدعوهم إلى التدبير ، ولو دعاهع إليه فليس هو أقوى أسبابه فيهم إنما يدخل بذلك على أهل الطاعة والمتومبهين لعجزه عن أن يدخل من غير ذلك عليهم ، فرب صلحب ورد عطله عن ورده أو عن الحضور مع الله فيه هم التدبير والفكرة في مصالح نفسه، ورب ذى وارد (1) استضعفه الشيطان فألقى إليه دسائس الندبي يعكر عليه صفاء وقنه ؛ لأنه حاسد ، والحاسد أشد ما يكون لك حدا إذا صفت لاد الأوقات وحسنت منك الحالات ، ثم إن وساوس التدبير ترد على كل أحد من حيث عاله، فمن كان نبيره في تحصيل كفابة يومه أو غده فعلاجه أن يعلم أن انه قد نكفل له رزفه فقال سبحانه : (وما من دأبة في الأرض إلا على الله رزقها) [هود : 6] وسيأتى بسط القول في أمر الرزق بعد هذا في باب مفرد - إن شاء الله عالى - ومن كان ندبيره في دفع ضرر عدو لا طاقة له به ، فليعلع أن الذي بخافه ناصيته بيد الحق سبحانه ، وأنه لا يصنع إلا ما صنعه الحق فيه(2) ، وليذكر قول ان سبحانه: (ومن يتوكل على الله فهو عسنبه) [الطلاق:3] وقوله تعالى: (أليس الله كاف عبده ويخوفونك بالذين من ذونه) [الزمر :36] وقوله سبحانه : (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا عسنينا الله ونغ الوكيل فانقلبوا بنغمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوأ رضوان الله والله (1) الوارد : قل ما يرد على العبد من المعلقى الغيبية من غير تعمد من العبد . انظر "المهبم الصوفي» د/ عبد المنعم العفنى (2) وليعلم أن من غاف شينا سلطه الله عليه ، كما ورد عن سيدنا عمر - رضى الله عنه.
92 التنوير في إسقلط التدبير ذو فضل عظيم) اال عمران :3 ] وأصنغ(1) بسمع قلبك إلى قول « سبحانه : (فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تغافي ولا تعزني) االقصص : ولنتعلم أن الحق سبحانه أولى من اسنجير به فأجار لقوله سبحانه : (وهو يجير ولا يجار عليه) [المؤمنون :88]، وأولى من اسنحفظ فحفظ لقوله : (فالله غير حافظا وهو أرعم الرلحمين) أيوسف :4 6] وإن كان التدبير من أجل ديون حلت ل وفاء لها ولا صبر لأربابها فاعلم أن الذى يسر لك بلطفه من أعطاك هو الذى ييسر بلطفه الوفاء عنك (هل جزاء الإخسان إلا الاعسان) االرحمن : وأف لعبد يسكن لما في يديه ولا يسكن لما في يد الحق له ، وإن كان الندبي من أجل عايلة تركنهم بعد ممانك هو الذي يقوم بهم في حضورك وغيبتك فى حياك ، ولنسمع ما قال رسول الله صلم : «اللهم أنت الصلعب في السفر والغليفة في الأهل» فالذي ترجوه أمامك هو الذي يرجى لما وراعك ، واسمع قول بعضهع : إن الذى وجهت وبهى له 5 هو الذى غلفت فى أهلى لم يخف عنه هالهم ساعة 5 وفضله أوسع من فضلى (2 ولأن الله أرحح بهع منك فلا نتهتم لمن هو في كفالة غيرك، وإن كان تدبيرك واهتمامك من أجل مرض نزل بك تخاف أن تتطاول ساعلته ونمتد أوقاته فاعلم أن للبلليا والأسقام أعمارا ، فكما لا يموت حيوان إلا عند انقضاء عمره كذلك ] تنقضى بلية حنى ينفضى ميقاتها، والذكر قوله سبحانه: (فإذا جاء أجلفع ي يممتأغرون ساعة ولا يستقدمون) [الأعراف : 34] وكان ولد لبعض المشايخ نوفى أبوه وبقى بعده فامتسك عليه أمداد الوقت ، وكان لأبيه لصحاب قد نفرقوا بالعراق ، ففكر أى أصحاب أبيه يقصد ؟ نم أجمع عزمه على أن يقصد اوجههم عند الناس للما قدم عليه لكرمه ولجل محله ، نم قال : يا سيدى وابن سيدى ما الذي جاء بى? 1 ى المخطوط بالغاء المعجمة ، والصحيح المثبت.
البيتان من بحر البسيط التنوير في إسقاط التدبير قال : نوففت على أسباب الدنيا قأربد ان ننعدث لى عند أمير البلدة لعل أن بجعلنى على جهة من جهانه نكون بها نمشية حالى، فأطرق الشيخ مليا نم رفع راسه إلبه وقال : ليس في قدرنى أن أجعل أول الليل سحرا ، أين أنا منك إذا وليت حكم العر افين ، فخرج ولد الشيخ متغيظا ولم يفهم ما قاله الشبخ الصالح، فانفق أن طلب الخليفة من يعلم ولده فدل عليه وقيل له : ولد الشيخ فلان، فأحضر ليعلم ولد الخليفة فعكث يعلم ولد الخليفة مدة النعليع وجالسه بعد ذلك حنى تكملت أربعين عاما، فنوفى الخليفة واستخلف ولده الذى كان هذا معلما له فولاه حكم العر اقين .
وإن كانت الفكرة لأجل زوجة أو أمة فقدنها كانت توافقد في أحوالك ونقوم بمهمات اشغالك، فاعلع أن الذى يسرها لك فضله لم ينفذ واحسانه لع ينقطع، وهو فدير على أن يهبك من مننه ما يزيد حسنا ومعرفة على من فقدت، فلا نكن من الجاهلين ، ووجوه الدد كما ننعدد يتعدد علاجانها، واستقصاء وجوهها وعلاجاتها لما سبيل إليه لاننشارها وعدم انحصارها ، ومنى أعطاك الله الفهم عنه عرفك كيف تصنع 14 - التنوير في إسقاط التدبير تنبيه وإعلام اعلع أن التدبير إنما يكون من النفوس لوجود الحجاب فيها ، ولو سلع القلب من مجاورنها وصين من محادثها لم يطرقه طوارق الندبير وسمعت شيخنا أبا العباس - رضى الله عنه - يقول : ن الله سبحانه لما خلق الأرض على الماء اضطربت فأرساها بالجبال فقال : (والجبل ارساها) [الناز عات : 32] ، كذلك لما خلق النفس اضطربت فأرساها بجبال العقل . اننهى كلام الشيخ أبا (1) العباس - رضى الله عنه - فأى عبد توفر عقله والنتسع نوره فنزلد عليه السكينة من ربه فسكنت نفسه عن الاضطراب وونقت بولى الأسباب فكان مطمينة ، أى خامدة سلكنة لأحكام الله ثابنة لأقداره معدودة بتالييده وانواره خارجة عن التدبير والمنازعة للمقادير ، اطمأنت لمولاها لعلمها بأنه يراها ، (أوكم يوف بربك انه على قل شيء شهيد) إفصلت :53]، فاستحقت أن يقال لها : (يا أيتها النفس المطمننة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فلخلي في عبادي والنغلي جنتي) االفجر وفي هذه الآية خصائص عظيمة ومناقب لهذه النفس المطمننة جسيمة منها : أن النفوس ثلاثة : أمارة ولوامة ومطمئنة، فلم يواجه الحق سبحانه واحدة من الأنفد الثلاثة إلا المطمننة، فقال في الأمارة : (ن النفس لأملرة بلمنوء) أيوسف :53) وقال في اللوامة : (وكا أقسع بالنفس اللولمة) [القيامة :2 ]، وأقبل على هذه بالخطاب فقال: (يا أيتها النفس المطمننة) [الفجر :27].
الثانى : تكنيته إياها ، والنكنية في لغة العرب تجليل في الخطاب وفغر عند ذوى الألبا (1) هكذا في المخطوط إلها) على لغة لزوم الأسماء الستة لللف رفعا ونصبا وجراء التنوير في إسقاط التدبير الثالث : مدحه إياها بالطمأنبنة ثناء منه عليها بالاسنسلام إليه والنوكل علبه الرابع : صفته هذه النفس المطمننة ، والمطمئن هو المنخفض من الأرض ، فلما انخفضت بنواضعها وانكسارها أثنى عليها مولاها اظهارا لفخارها لقوله للم : دهن تولضع لله رفعه، الغامم : قوله : (ارجعي إلى ربن راضية مرضية) فيه إشارة إلى أنه لا يؤذن للنفس اللوامة والأمارة بالرجوع إلى الله رجوع الكرامة ، إنما ذلك للنفس المطمننة لأجل م هي عليه من الطمأنينة قيل لها : (ارجعي إلى ربك راصية مرضية) فقد لتحنا لاد الدخول إلى حرتنا والغلود في جنننا ، فكان في ذلك تحريض للعبد على مفاء الطصأنينة ، ولا يصل إليه أحد إلا بالاستسلام إلى الله وعدم النتدبير معه السادين : في قوله : (ارجعي إلى ربك) ولم يقل : إلى الرب ولا إلى الله ، فيه إشارة إلى أن رجوعها إليه من حيث لطف ربوبينه لا إلى قهر إلهينه، فكان في ذلك تأنيس لها وملاطفة ونكريع وموالددة.
صفحه نامشخص
السابع: قوله : (راضية) أى عن الله في الدنيا بأحكامه وفي الآخرة بجوده وإنعامه، فكان في ذلك تنبيه للعبد أنه لا تحصل له الرجعى إلى الله إلا مع الطمأنينة بالله والرضا عن الله وإلا فلا وفي ذلك إشارة البى أنه لا يحصل أن يكون مرضيا عند الله في الآخرة إلا عتى يكون رضيا عنه في الدنيا 6 التنوير في إسقلط التدبير فإن قلب هذه الأية يفتضى أن يكون الرضا من الله نتيجة الرضا من العبد ، والآية الأخرى(1) تدل على الرضا من العبد نتيجة الرضا من الله ، فاعلم أن كل آية وما أثبنت، و لا خفاء في الجمع بين الأيتين وذلك أن قوله سبحانه : (رضي الله عنهم ورضوا عنه) االمائدة : 119] يدل من وجود ترنيبه على أن الرضا من العبد نتيجة الرضا من الله، والحقيقة نقضسى بذلك؛ لأنه لو لم يرض عنهم أولا لم يرضو عنه أبدا ، والآية الأخرى نتل على أن من رضى عن الله في الدنيا كان مرضي حنده في الآخرة وذلك بين لا إشكال فيه.
الثلمن: قوله : (مرضية) وذلك مذحة عظمى لهذه النفس المطمينة وهي لجل المدع والنعوت، ألم نسمع قوله سبحانه : (ورضنوان من الله أقبر) [التوبة : 72] بعد وصفه نعيم أهل الجنة؟! أى رضوان الله عنهع فيها اكبر من النعيم الذي هم فيه التاسمع : قوله : (فانخلي في عبلدي والغلي جنتي) فيه بشارة عظمى للنفس المطمننة إذ نوديت ودعيت إلى أن ندخل في عباده ، وأى عباد هؤلاء? هسم عباد التخصيص والنصر (2) لا عباد الملك والقهر (3) ، هم العباد الذين(4) قال فيهم : (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) [الإسراء :65]، وقوله : (إلا عبادك) االحجر :،4 العباد الآخرون الذين قال فيهم : (إن كل من في السماوات واللرض إلا آتى الرحمن عبدا) إمريع : 93] فكان فرح هذه النفس المطمننة بقوله : (فانغلي في وهي قول الله تعالى: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) الآية (2) وهوزلاء يسمون : عباد الرحمت .
(3) ودوزلاء يسمون : عبيد الرعمن .
(4) في المخطوط (الذي) ، والصعيح العثبت (5) لاء في هذا الموضع بعضى كيس التنوير في إسقاط التدبير ح عبادي) أشد من فرحها ب: (والذخلي جنتي) ؛ لأن الإضافة الأولى إليه والإضافة لنانية إلى جننه.
العاشر : قوله : (والذغلي جنتي) فيه إشارة الى أن هذه الأوصاف التى اتصفت بها النفس المطمننة هي التى أهلها إلى أن تدعى إلى أن تدخل في عباده وإلى أن ندخل جننه ، جنة الطاعة في الدنيا والجنة المعلومة في الدار الآخرة ، والله أعلع .
ذازدة: قد نضمنت الآية وصفين كل ولحد منهما يدل على هدم قواعد الندبير ، وذلك أنه سبحانه وصف هذه النفس التى خصصها بهذه الخصانص النى نكرناها بأوصاف منها : الطمأنينة والرضا ، وهما لا يكونان إلا مع إسقاط التدبير ؛ إذ لا نكون النفس مطمئنة حنى شرك التدبير مع الله ثقة منها بحسن ندبيره لها ؛ لأنها إذ رضيت عن الله اسنسلمت له وانقادت لحكمه وأذعنت لأمره ، فاطمأنت لربوبيته وقرت بالاعنماد على إلهيته، فلا لضطراب ، إذ ما أعطاها من نور العفل نبنها، فلا حركة لها إلا حامدة لأحكامه مفوضة له في نقضه وإبرامه.
االودة: احلم أن سر خلق التدبير والاختيار ظهور قهر القهار ، وذلك أنه سبحانه أراد أن ينعرف إلى العباد بقهره فخلق فيهع ندبيرا واختيارا ، نم فسح لهم بالحجبة (1) حنى أمكنهع ذلك ، إذ لو كانوا في وجود المولجهة والمعاينة لع يمكنهم الندبير والاخنيار كما لا يمكن الملأ الأعلى ذلك ، فلما دبر العباد واختاروا نوجه بقهره إلى دبير هم واخنيارهع فزلزل اركانه وهدم بنيانه ، فلما نعرف للعباد بقهره ومراده علموا أنه القاهر فوق عباده ، فما (2) خلق الإرادة فيك لتكون لك الإرادة ولكت (1) العجبة : جمع حجاب ، وهو ما يعول بين العبد وبين معرفة الله تعالاحمى.
(2) في المشطوط افلما) والصحيح المشبت .
8 لندحض ارالدنه إرادنك فتعلع أن ليس لك إرادة ، كذلك لع يجعل الندبير فيك ليكون التنوير في إسقاط القل حت لك وإنما جعله فيك ليدبر وندبر فيكون ما بدبر ما لا ندبر وكذلك قبل لبعضهم : بماذا عرفت الله? قال : بنقض العزانع.
اي : ، ب: يكون ما تدبره الت على غير ما دبره هو التنوير في إسقاط التدبير فصل كنا قد وعدنا بأنا نفرد للتدبير في شأن الرزق بابأ وذلك ان أكثر دخول التدبير على القلوب منه ، فاعلم أن سلامة القلوب من التدبير في شأن الرزق حننة عظمى لا يسلع منها إلا الموقنون الذين صدقوا الله في حسن الثقة فاطمأنت قلوبه اليه وتحققوا بالتوكل عليه ، حتى لقد قال بعض المشايخ : لحنموا لى(1) لمر الرزق ولا عليكم من سائر المقامات . قال بعض المشايخ : لشد الهموم هموم الاقنضاء ، ويبين ما قال هذا الشيخ أن الله خلق هذا الآدمى محناجا إلى مدد يعسك بنيته ويمد قوته لما كانت الحرارة التى هي فيه تحلل (2) لجزاء بدنه كان هذا الغذاء تطحن المعدة فتأخذ خلاصته فيعود جزء بدنه خلقا لما حللته العرارة الغريزية منه(3) ، ولو شاء الحق سبحانه لأغنى وجود الأنمى عن المدد الحسى وتناول الأغذية ، ولكن اراد الحق سبحانه أن يظهر حلجة الحيوان إلى وجود التغذية واضطراره إلى ذلاد وغناه سبحانه عن ما(4) الحيوان محتاج إليه فلذلك قال سبحانه: (قل أغير الله لتخذ وكيا فطر السملوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم) [الأنعام:14] تمدح سبحانه بوصفين أحدهما: يطعم ولا يطعم غيره الن كل العباد لخذ من إحسانه واكل من رزقه وامننانه.
صفحه نامشخص
والآخر : أنه لا يطعم لأنه المقدس عن الاحتياج إلى النغذية بل هو الصمد والصمد الذي لا يطعع ، وإنما خص الحق سبحانه العيوان بالافنقار إلى النغذية دون (1) في العشطوط (إلى) ، والصحيح الى) قالمثبت (2) فن العشطوط إمعلل) بلميم ، والمثنهت أولى .
(3) وقد ثبت هديثا أن غلايا جسم الإتسان تتجدد كلها كل يوم بل كل ساعة بل كل دقيقة ، وتتنش خلايا اخري مكاتها (4) قوله : إما) بمعنى (الذي) فهى موصولة =الننوير في اسقط تفتتتع بيد غيره من الموجودات لأنه سبحانه وهب العيوان من صفانه ما لو نركه من غبر فلقة لادعى أو ادعى فيه(1) ، فأراد الحق سبحانه وهو الحكيم الغبير لن يحوجه إلى مأكل ومشرب وملبس وغير ذلك ليكون تكرار أسباب الحاجة منه سببا لخمود الدعوى عنه أو فيه ، ولوجه آخر أن العق سبحانه أراد أن يجعل الحاجة لهذا النوع وهو الحيوان من الأدمى وغيره إما ليعرفه أو ليعرف به ، ألا فرى قوله سبحانه (يا أيها الناس أنتع الفقراء إلى الله والله فو الغني العميد) إفاطر :15] فجعل الفقر إليه سببا يؤدى إلى الوصول إليه ولدوام بين يديه ، ولعلك أن نفهم ههنا قول صل ال لي منن عرف نفسه عرف ربه» أى من عرف نفسه بحاجنها وذلتها ومسكنتها عرف ربه بعزته وسلطانه وجوده ولحسانه إلى غير ذلك من أوصاف الكمال لإسيما هذا النوع من الأدمى ، فإن الحق سبحانه كرر فيه لسباب الحاجة وعدد فيه أنواع الفاقة لأنه محتاج إلى صلاح معاشه ومعاده .
فافهم ههنا قوله سبحانه : (لقد خلقنا الإنسان في كبد) [البلد:؛] أى من أمر دنياه وأخراه، فلكرامنه عند الله كرر اسباب الحلجة فيه ، ألم تر أن لصناف الحيوا خنية بأصوافها وأوبارها ولشعارها عن لباس دثارها(2) وغنية بمر ابطها وأوكارها عن أن ننتخذ بينأ لقرارها؟
فالندة لغرى وهو ان الحق سبحانه اراد أن يختبر هذا الآدمى ، فأحوجه لأمور شتى لينظر أيدخل في استحلاكها بعقله وتدبيره أو يرجع إلى الله في قسمنه ونتقديره? فاقدة الخرى : وهو أنه أراد سبحانه أن يتحبب لهذا العبد ، فلما أوردت عليه أسباب الفاقة ورفعها عنه وجد العبد لذلك علاوة في نفسه ورلحة في قلبه، فأوجب ذلك له تجديد (1) أى : لادعى الصمدية والاستغناء ، او ادعى الآخرون فيه ذلك (2) الدثار : كل ما كان من الثياب فوق الشعار ، وفي الكلام تشبيه . انظر تمختار الصعاح الننوير في إسقاط التدبير الحب إلى ربه، فال رسول الله صلعم : دلعبو((1) الله لما يغذوكع من نعمه»، فلما نجددت النعم تجدد له من الحب بحنبه فاندة لضرى: وهو أنه سبحانه أراد أن يشكر ، فلذلك أورد الفاقة على العباد وتولى رفعه ليقوموا له بوجود شكره وليعرفوا إحسانه وبره، قال الله سبحانه: (قلوا من رزق ربكم واشكروا له) إسبأ:15] فاندة اخرى: ذلك أنه سبحانه أراد أن يفتح للعباد باب المناجاة ، فلما لحتاجوا إلى الأقوات والنعم توجهوا إليه برفع الهمم فشرفوا بمناجاته ومنعوا من هباته ، ولو لح نسقهم الفاقة إلى المناجاة لع نفقهها عقول العموم من العباد ، ولولا الحاجة لع يستفتح بابها إلا أهل الوداد ، فصار ورود الفاقة سببا للمناجاة ، والمناجاة شرف عظيم ومنصب من الكرامة جسيع ، ألا تترى أن الحق سبحانه أخبر عن موسى - صلوات الله عليه - بقوله : (فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقل رب إني لما أنزلت إلي من غير فقير) [القصص :24]؟
قال على - رضى الله عنه : والله ما طلب إلا غبزا يلكله، ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه للهزكة وأنظر - رحمك الله - كيف سأل من ربه ذلك لعلمه أنه لا يعلك شيئا غير ه ، وكذلك ينبغى للمؤمن أن يكون كذلك ، يسأل الله سبحانه ما قل وجل ، حنى قال بعضهع : إنى لأسأل الله في صلانى حنى ملح عجينى ، ولا يصدنك أيها المؤمن الهمزة سلقطة من العخطوط للنعافة التنوير في إسقاط التدبي عن طلب ما تحتاج إليه من الله قلة ذلك ؛ فإنه إن لع نسأل الله في القليل لم يجدر بالعطية لك غبره (1) ، والمطلب ولن كان قليلا فقد صار لفتحه باب المناجاة جليلا قال الشيخ أبو الحسن - رضى الله عنه : لا يكن (2) همك في دعانك الظفر بفضاء حاجنك فنكون معجوبا عن ربك، وليكن همك مناجاة مولاك وفي هذه الآية فوائد للفائدة الأولى: وهو أن يكون المؤمن طالبا من ربه ما قل وجل، وقد ذكرناه أنفا.
الفائدة الثانية: أنه صلم نادى منعلقا باسع الربوبية(3) لأنه العناسب في هذا العكان ؛ لأن الرب من رباك بإحسانه وخذاك بامتنانه(4) ، فكان في ذلك استعطاف لسيده ؛ إذ ناداه باسح الربوبية النى ما فطع عنه عوائدها ولا حبس عنه فوائدها .
الثالفة قوله : (إني لما أنزلت إلي من غير فقير) ولم يقل : إنى إلى الغير فقير وفي ذلك من الفايدة أنه لو قال : "إنى إلى الغير فقير» لم يتضمن أنه قد أنزل رزق ولم يهمل أمره، فأتى بقوله : ( إني لما أنزلت إلي من غير فقير) ليدل على انه وانق بالله عالم بأنه لا ينساه ، فكأنه يقول : رب إنى أعلع انك لا تهمل لمرى ولا أمر شيء مما خلقت، وأنك قد أنزلت رزقى، فسق لى ما لنزلت لى كيف نشاء على م تشاء محفوفا بإحسانك مقرونا بامتتانك، فكان في ذلك فائدنان : فائدة الطلب، وفاند الاعتراف بأن الحق سبحانه قد أنزل رزقه ولكن أبهم وقنه وسببه وواسطنه ليقع ى: لع تكن جديرا بعطاء الله لك ما هو اعظم قدرا من القليل ، لأن سؤال الله تعالى فى القليل فيه عرفان بفيمة هذا القليل وتعظيم لنعم الله صغيرها قبل قبيرها (2) في المخطوط "لأن" ، والصحيح المثبهت كما هو في نسغة مطبوعة (3) يعنى : قول سيدنا موسى - عليه السلام : ترب إنى (4) ومن معانى الرب : المالك ، والعدبر ، والمولى للنعم .
النتنوير في إسقاط التدبير اضطرار العبد، ومع الاضطرار نكون الإجابة لفوله سبحانه : (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) [النمل : 62] ولو تعين السبب والوقت والوسانط لم يقع للعباد الاضطرا الذي وجدوه عند إبهامها ، فسبحان الإله الحكيم والقادر العليم الرابعة : تدل الآية على أن الطلب من الله لا يناقض مفام العبودية ؛ لأن موسى صعلم له الكمال في مقام العبودية وبعد ذلك طلب من الله ، فدل أن مقام العبودية لا يناقض الطلب ، فإذا دل ان مقام العبودية لا ينلقضه الطلب فكيف لع يطلب الغليل - عليه السللع - حين رمى به في المنجنيق ونعرض له جبريل فقال : الاد حاجة؟ قال عليه السلام : أما إليك فلا، وأما إلى الله فبلى، قال : سله، قال : حسبى من سوالى علم بحالى، فاكتفى بعلع الل به عن إظهار الطلب منه؟ فالجواب : أن الأنبياء صلوات ان عليهع يعاملون كل موطن بما يفهمون عن الله أنه اللاثق به ، ففهم إبراهيع - عليه السلاع - أن المراد به في ذلك الموطن عدم إظهار الطلب والاكنفاء بالعلع ، قكان بما فهمه عن ربه، وكان هذا لأن الحق سبحانه أراد أن يظهر منصب سره وعنايته به للملأ الأعلى الذين لما قيل : (إني جاعل في الأرض غليفة قلوأ أتيعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بعمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تطمون) (البقرة :30] فأراد العق سبحانه ان يظهر سر قوله : (إني اعلم ما لا نطعون) يوم زج بابراهيم - عليه السلام - في المنجنيق كلنه يقول : يا من قال : أتجعل فيها من يفسد فيها ، كيف رأيتم ابراهيم خليلي ? نظرتم إلى ما يكون فر الأرض من صنع أهل الفساد كنعرود ومن ضاهاه من أهل العناد وما نظرنع إلى ما يكون فيها من الصلاح والرشاد كما كان من إبراهيع ومن نابعه من أهل الوداد ، وأما موسي صلم فإنه علم أن مراد الحق سبحانه منه في ذلك الوقت اظهار الفاقة وإبداء لسان المسألة ، فقام بما يقتضيه وقته (وككل وجهة فو موليها) [البقرة :148 فكل على بينة وهداية ونوفيق من الله ورعالية.
التنوير في إسقاط التدبير الفائدة الشامسة: انظر إلى طلب موسى من ربه وجود الرزق ولم يواجه بالطلب ، بل اعنرف بين بيدى الله بوصف الفقر والفاقة ، وشهد له سبحانه بالغنى لأنه إذا عرف فسه بالفقر والفاقة عرف ربه بالغنى والملاءة(1) من عرف نفسه عرف ربه، وهذا من بسط العناجاة وهي كثيرة ، فتارة يجلسك على بساط الفاقة فتناديه : يا خنى ، ونارة على بسلط الذلة فتناديه : يا عزيز ، ونارة على بسلط العجز فتناديه : يا قوى، وكذلك بقيه الأسماء، فاعدرف موسى صلم بالفقر إلى الله فكان فى ذلك تعريضا للطلب وإن لع يطلب ، وقد يكون النعرض للطلب بذكر أوصاف العبد من فقره حاجزه ، وقد يكون التعرض للطلب بذكر أوصاف السيد من وجود وحدانينه ، كما في الحديث : «الفضل دعايى ودعاء الأنبياء قبلى بعرفة(2) لا إله إلا الله وحده شريان له» فجعل الثناء على الل دعاء ؛ لأن في الثناء على السيد الغنى بنذكر أوصاف كماله نعرضا لفضله ونواله، كما قيل : قريم لا يغيره صباخ 5 عن الغلق الكريم ولامساء إذا أثنى عليه المرء يوما . كفاد من تعرضه الثناء قال الله سبحانه ماكيا عن يونس - عليه السلام : (فنادى في الظلمات أن لا إله الا أنت سنبحالك إني كنت من الظلمين) [الأنبياء:87] ثع قال سبحانه مخبر أ عن نفسه: (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المومنين) [الأنبياء:88] ويونس صلم لم يطلب صريحا ، ولكن لما أثنى على ربه واعنرف بين يديه فقد أظهر الفاقة اللب فجعل الحق سبحانه ذلك طلبا (1) الملاءة : بمعنى الغنى ، وفي الحديث : «من أعيل على ملىء فليتبع» الجبل الععروف بمكة .
بيتان من بعر الوافر ، ووزنه : امفاعلتن مفاعلتن فعولن) مرتين الننوير في إسقاط الإ حتدبير القائدة السمادسة وكان حفها أن تكون أولى : أن موسى صلم فعل المعروف مع ابننى شعيب عليه السلام - ولع يقصد منهما لجرا ولا طلب منهما جزاء، بل لما سقى لهما اقبل على ربه وطلب منه ولع يطلب منهما ، وإنعا طلب من مولاه الذى مهما طلب منه أعطاه، والصوفى من يوفى من نفسه ولا يستوفى لها، ولنا في هذا المعنى شعر : لا تشتظ بالعتب يوما للورى 5 فيضيع وقتك والزمان قصير وعلام تعبهم وانت مصدق . ان الأمور جرى بها المقدور هم لع يوفوا لليله بعقه 5 اتريد أن توفيه ولنت عقير : ولهد هة وقهم عليك وقم بها 5 واسنوف منك لهم وأنت صبور وإذا فطت فأنت أنت بعين من 5 هو بالغفليا عالع وغبير فموسى صلعم وفى من نفسه ولع يستوف لها، فكان له عند الله الجزاء الأكمل، وعجل له الحق سبحانه في الدنيا زائدا عما ادخره له في الآخرة أن زوجه احدى الإبننين وجعله صهرا لنبيه شعيب - عليه السللم - وأنسه به حنى جاء إبان(2) رسالته، فلا تجعل معاملتك إلا مع الله سبحانه أيها العبد تكن من الرابحين (3) ويكرمك بما أكرم به العباد المنقين .
صفحه نامشخص
السابعة: انظر إلى قوله سبحانه : (فسقى لهما ثم تولى إلى الظل) ففي ذلك دليل على أنه يجوز للمؤمن أن يؤنر الظلال على الضواحى ، وبارد الماء على سخنه وت من بعر الكامل.
: وقت ارساله بالرسالة إلى بنى إسرائيل.
(3) في المخطوة (العربعين) .
- التنوير في إسقاط التدبي ولسهل الطربفين على لشقهما وأوعرهما(1) ، ولا يخرجه ذلك عن مفام الزهد ، ألا ترى أن الحق سبحانه أخبر عن موسى أنه (تولى إلى الظل) أى : قصده وجاء إليه فإن قلت : قد جاء عن بعضهم أنه دخل عليه فوجد قد انبسطت الشمس على فلته النى يشرب منها، فقيل له في ذلك، فقال: إنى لما وضعنها لع نكن شعس، وإنى استحى أن أمشي لحظ نفسي.
فاعلع - رحمك الله - لن هذا حال عبد يطلب الصدق من نفسه ويمنعه مناها ليشغلها بذلك عن الغفلة عن مولاها ، ولو اكتمل مقامه لرفع الماء من الشمس قاصدا بذلك قيامه بحق نفسه التى أمره الحق سبحانه أن يقوم بها لا اسنجلابا لحظظه ولكن ليقوم بعق ربه في نفسه.
قد قال سبحانه : (يريد الله بكع اليسر ولا يريد بكم الصنر) [البقرة :185]، وقال : (يريد الله أن يخفف عتكع وخلق الإنسلن ضعيفا) [النساء :28] ولذلك كان عند الفقهاء إذا نذر المشى إلى مكة حافيا أن ينتعل ولا يلزمه الحفاء ؛ لأنه ليس للشرع في مناعب العباد قصد خاص ، ولعم نأت الشرائع نمنع الملاذ للعباد ، كيف وهي مخلوقة من لجلهم؟
قال الربيع بن زياد الحارثى لعلى - رضى الله عنه : اعذنى على أخى عاصع قال : ما باله? قال : لبس العباءة يريد النسك ، فقال على - رضى الله عنه: علي به، فأنى به مؤتزرأ بعباعه مترديا بأخرى(3)، شعث الرأس واللحية، فعبس في وجهه وقال : ويحك لما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك ؟ لترى الله أباح لاا الطيبات وهو يكره ان نثال منها شيئا ؟ بل أنت أهون على الله ، أما سمعت قول الله فى كتابه : (والارض وضعها للأنام فيها فلكهة والنغل ذات الأقمام والعب ذو ي المنطوط بالإفراد، والأولى بالتتنية قالمثبت.
(2) أى : انصرنى واعنى وقونى على لغى ، من قولهم : أعدى زيدأ عليه ؛ أى : نصره . انظر القاموس المحيط .
(3) يعنى : بإزار ورداء الإحرام .
لتنوير فى إسقاط التدبير لعصف والريحان فبأي آلاء ربكما تكذبان غلق الإنسان من صلصال كالفغار وخلق الجان من مارج من نار فبأي آلاء ربكما تكذبان رب المشرقين ورب المغربين فبأي آلاء ربكما تكذبان مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي الاء ربكما تكذبان يخرج منهما اللؤلو والمرجان) إلرحمن نرى الله أباح هذا لعباده ليبتذلوه ويحمدوا الله عليها؟
صفحه نامشخص
قال عاصع: فما بالك في خشونة مأكلك وخشونة ملبسك؟ قال: ويحك، ن الله فرض على أنعة الحق أن يقدروا أنفسهع بضعفة القاس .
فقد نبين لك من قول على - رضى الله عنه - أن الحق سبحانه لع يطالب العباد بعدم تناول الملذوذات ، وإنما طالبهع سبحانه بالشكر عليها إذا تناولوها ، فقال سبحانه: (كلوا من رزق ربكم واشكروا له) إسبأ:15]، وقال: (يا أيها الذين امنوا كذوا من طيبات ما رزقتاكم واشكروا لله) البقرة : 172]، وقال : (يا أيها الرسل كلوا من الطيبت واغعلوا صالحا) [المؤمنون : 51]، فلم يقل : لا تأكلوا، وإنما قال كلوا واعملوا فإن قلت : الطيبات في هانين الأينين المراد بها الحلال ؛ إذ هو الطيب باعنبار نظر الشرع ، فاعلع أنه يمكن أن يكون العرد بالطيبات الحلال ؛ لأنه طيب اعتبار لنه لع يتعلق به إنم ولا مذمة ولا حجبة ، ويمكن ان يكون العراد بالطيبات العلذوذات من المطاعع ، ويكون سر إبلحنها والأمر بأكلها ليجد متناولها لذانتها فننشط همته للشكر ، فيقوم بوجود الخدمة ويرعى حق الحرمة .
وقال الشيخ أبو الحسن : قال لى شيخى : يا بنى برد الماء؛ فإن العبد إذا شرب الماء البارد فقال : الحمد لله استجاب كل عضو فيه بالحمد لله ، ثم قال : وأم الذي دخل عليه فوجد قد انبسطت الشمس على قلته فقيل له : ألا ترفعها ؟ فقال : حين وضعنها لم تكن الشمس ، وإنى إسحيى أن أمشى لحظ نفسى فإنه صلحب حال لا فندي به - التنوير في إسقلط النيك دبلي ايعطاف قد مضى قولنا في سر احواج الحيوان وهذا الألمى خصوصا إلى وجود تغذية ممدودة ، والأن فلنتحدث في تكفيل الحق سبحانه لما أحوج الحيوان إلى مدد مد له ونغذية يكون بها حفظ وجوده ، وكان هذان الجنسان اللذان هما الإنس والجان خلقا ليأمر هما بعبادته وليطالبهما بعبادته وموافقته، فقال سبحانه: (وما خلفت الجن والإنس إلا ليغدون ما أريد مقهم من رزق وما اريد أن يطععون إن الله فو الرزاق ذو القوة المتين) االذاريات : 56 - 58] فبين سبحانه أنه إنما خلق هذين الجنسين لعبادته ، أى ليلمرهع بها ، كما تقول : اشتريث إيها العبد لتخدمنى ، أى لآمرك بالخدمة فتقوم بها ، وقد يكون العبد مخالفا مباينا ولع يكن شراؤك إياه لذلك وإنما كان ليقوم بمهماك ولقضاء حلجاك، وأهل الاعنزال يجعلون الآية على ظاهرها فيقولون : الحق خلقهم للطاعة والكفر والمعصية من قبل أنفسهع(1) ، وقد ابطلنا هذا المذهب من قبل ، وفي نبيين سر الخلق والإيجاد إعلام للعباد ونتنبيه لماذ خلقواكى لا يجهلوا مراد الله فيهم فيضلوا عن سبيل الهداية ويهملوا(2) وجود الرعاية ، وقد جاء أن أربعة من الملانكة يتجاوبون في كل يوم فيقول أحدهع : يا ليت هذا الخلق لع يخلقوا ، قيقول الآخر : ويا ليتهم إذ خلقوا علموا لماذا خلقوا، ويقول الآخر : ويا ليتهم إذ لع يعلموا لماذا خلقوا عملوا بما علموا ، ويقول الرابع : ويا لينهم إذ لع يعملوا بما علموا تابوا مما عملوا فبين الحق سبحانه أنه ما خلق العباد لأنفسهع ، إنما خلقهم ليعبدوه ويوحدوه ، فإنك لا نشترى عبدا ليخدم نفسه ، إنما نشنريه ليكون خادما ، فهذه الآية حجة على كل عبد اشدغل بحظ نفسه عن حق ربه ، وبهواه عن طاعة مولاه.
1 يعنى من غلق أنفسهم ، كما هو معروف من مذهبهم الباطل الكاسد الفاسد .
في المشطوط بتقديم الميم على الهاء ، والصصيح المثيت .
التنوير في إسقاط التدبير ولذلك سمع إبراهيم بن أدهم وهو كان سبب توبته - لما خرج متصيد مانفا يهنف به من قربوس(2) سرج فرسه: يا إبراهيم الهذا خلفت؟ أم بهذا أمرت؟ ن سمع الثانية : يا إبراهيم ما لهذا خلقت ولا بهذا لمرت.
فالفقيه من فهم سر الإيجاد فعمل له ، وهذا هو الفقه الحقيقى الذى من أعطيه فقد أعطى المنة العظمى ، وفيه قال مالك - رضى الله عنه : ليس الفقه بكنرة الرواية وإنما الفقه نور يضعه الله في القلب وسمعت شيخنا أبا العباس - رضى الله عنه يقول : الفقيه من انففأ الحجاب عن عينى قلبه ، فمن فقه عن الله سر الإيجاد وأنه ما أوجده إلا لطاعته وما خلقه إلا لخدمته كان هذا الفقه منه سببأ لزهده في الدنيا واقباله على الأخرى ، وإهماله لحظوظ نفسه واشدغاله بحقوق سيده، مفكرا في المعاد قائما بالاستعداد، حتى قال بعضهع: لو قيل لي : مغدا نموت» لم أجد مسنزادا(3)، وقال بعضهم وقد قالت له أمه يابني مالك لا تأكل الخبز ؟ فقال : بين مضغ الغبز ولكل الفتيت قراءة ضمسين أية فهؤلاء قوم أذهل عقولهم عن هذه الدار ترقب هول المطلع وأهوال يوم لقيامة وملاقاة جبار السماوات والأرض ، فغيبهع ذلك عن الاستيقاظ لملاذ هذه الدار والميل إلى مسراتها حنتى قال بعض العارفين : دخلت على بعض المشايخ بالمغرب في دانرة، ففمت لأملأ ماء للوضوء، فقام الشيخ ليملأ عنى، فأبيت فأبى إلا أن يملا ولمسك طرف العبل بيده ، وفي الدار عند البنر شجرة زينون قد خيمت على الدار ، فقلت له : يا سيدى لع لا تربط طرف هذا العبل لهذه الشجرة؟ قال : أوههنا شجرة إن لى في هذه الدار سنين عما لم أعرف أن في هذه الدار شجرة (1) سبقت ترجعته - رضى الله عنه.
(2) قربوس : بفتحتين فضم، ولا يخفف :زيادة في العمل الصالح والطاعة أعمله فوق ما كلفت نفسى التنوير في إسقلط التدبيد فافتح - رحمك الله - سمعك لهذه الحكاية وامثالها نعلم أن لله عبادا شغلهم به عن كل شىء فلع يشغلهم عنه شىء، أذهل عفولهع عظمته وأدهش نفوسهع هيبنه قاسنفر في أسرارهم وده ومحبنه - جعلنا الله منهم ولا لخرجنا عنهع ، ومل هذ الحكاية كان بالصعيد رجل من الأولياء بمسجد طلب منه أعد من يخدمه أن يأخذ جريدة من إحدى نخلد كاننا في المسجد، فأذن له فقال : يا سيدى من أيتهما آخذ؟
من الصفراء أو من العمراء؟ فقال : يا بنى إن لى بهذا العسجد أربعين عاما ل أعرف الصفراء من الحمراء .
ويحكى أن بعضهع كان بعبر عليه أولاده في داره فيقول : من هؤلاء؟ أولاد من هؤلاء؟ فيقال له: أو لادك، فكان لا يعرفهم حنى يعرف بهم(1) لاشتغاله بالله.
صفحه نامشخص
وكان بعض المشايخ يقول في أولاده إذا رأهم : هؤلاء الأيتام وإن كان أبو هم حيا ، والاسترسال في هذه الللمعة يغرجنا عن غرض الكتاب (1) بمعنى انه يحصل له ذهول عنه وقت الصفاء مع الله فينساهم لا أنه لا يعرفهم أصلا لتنوير في إسقاط التدبير انعطاهن لما قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والنس إلا ليعبدون) [الذاريات :56 علم سبحانه أن لهم بشريات يطالبهم بمفنضاها تشوش عليهم صدق التوجه إلى العبودية ، فضمن لهع الرزق كى يتفرغوا إلى غدمته ولا يشتغلوا بطلبه عن عبادنه فقال: (ما أريد منهع من رزق) [الذاريات : 57] أى : ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسه فقد كفينهم ذلك بحسن كفايتى وبوجود ضمنى (وما اريد أن يطعمون) [الذاريات : 57] لأنى أنا القوى الصمد الذي لا يطعم ، لذلك عقبه بقوله سبحانه : (ن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) [الذاريات :58] أى : ما أريد منهم ان يرزقوا أنفسهم لأنى أنا الرزاق لهم، وما أريد أن يطعمون لأنى أنا ذو القوة ، ومن له القوة في ذانه غنى عن أن يطعم أو يطعم(1) ، فتضمنت الآية الضمان للعباد بوجود أرز اقهم لقوله : (ن الله هو الرزاق) ولزم المؤمنين أن يوحدوه فى رزقه ولا يضيفوا منه شيئا إلى خلقه ، وأن لا يضيفوا ذلك إلى اسبابهم ، وان لا يسندوه إلى الكننسابهع، وقد قال الراوى : لصبح رسول الله صلم انر سماء كانت من الليل فقال دأتدرون ماذا قال ربكم?» قلنا : لا يا رسول الله ، قال : «قال ربكع : اصيح من عبادى مؤمن بى وكافر بى، فلما من قال : مطرنا بفضل الله وبرحعته فذاك مؤمن بى ذافر بالكواكب، وأما من قل : مطرنا بتوء كذا أو بنجم كذا فذاك قافر بى ومؤمن بلكواكب» ، ففي هذا الحديث فائدة عظمى للمؤمنين وبصيرة هيدرى للموقنين ، ولمنعلع الأدب مع رب العالمين ، ولعل هذا الحديث يكون أيها المؤمن ناهي لك عن التعرض إلى علم الكواكب واقتراناتها وناهيا لك أن ندعى وجود نتأثيراتها واعلم أن لله فيك قضاء لابد إن ينفذه، وحكما لابد أن يظهره، فعا فاندة لتجسس على غيب علام الغيوب ? وقد نهانا سبحانه أن نتجسس على عباده فقال : ى : يطعع بنفسه أو يطعمه غيرد.
التنوير في إسسقاط التدبير (ولا تجسسوا) [الحجرات : 12] فكيف لنا أن نتجسس على غيبه ؟ ولقد أحسن من قإل : قبر عنى النجم أنى 5 كافر بالذى قضته الكواقب عالع أن ما يكون وما 5 كان قضاء من المهيمن واجب فائدة اعلم أن مجىء هذه الصيغة على بناء فعال نقتضى المبالغة فيما سيقت له ، فرزاق أبلغ من رازق لأن فعالا في باب المبالغة أبلغ من فاعل ، فيمكن أن نكون هذه المبالغة لتعدد أعيان المرزوقين ، ويمكن أن نكون لنعداد اعيان الرزق ، ويمكن أن يكون العراد هما جميعا.
فاتدة: نرجع الى علم البيان ، اعلم أن الدلاكة على المعنى المقصود به وجود الثناء بالصفة(1) أبلغ من الدلالة عليه بالفعل ، فقولك : تزيد محسن" أبلغ من قولك : نزيد يحسن" ، أو : ثقد لحسن، ؛ وذلك لأن الصفة تدل على النبوت والاسنتقرار ، والأفعال أصل وضعها التجدد والانقراض؛ ولذلك كان قوله سبحانه : (إن الله فو الرزاق ) [الذاريات :58] أبلغ من قوله : إن الله هو يرزق ، ولو قال : "إن الله هو يرزق3 لم يفد لا إثبات الرزق له، ولع يفد حصر ذلك فيه، فلما قال : (إن النه فو الرزاق) أفاد ذلك انحصار الرزق فيه، فكأنه لما قال : (إن الله فو الرزاق) قد قال : لا رزاق إلا الله الآيد الثانية في أه الرزق : قوله نتعالى: (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يخييكم) [الروم :40 فتضمنت الآية أن الخلق والرزق مقترنان ، أى : كما سلمنع لله بأنه التحلق من غير دعوى منكم للخالقية معه كذلك سلموا له أنه الرزاق ولا ندعوا ذلك معه ، أى : كما (1) في المخطوط (على الصفة) والعثبت الصعيح مراعاة للمعنى .
الدنوير في إسقاط التدبير انفرد فبكم بالخلق والإيجاد كذلك هو المنفرد بالرزق والإمداد، فقرنهما للاحنجاج على العباد و بيا لهم أن يشهدوا رزقه من غيره وإحسانه من خلفه، وانه سبحانه كما خلق من حيث لا وسانط له ولا أسباب كذلك هو الرزاق من غير أن ينوقف رزقه على واسطة لو وجود سبب الفاندة الثانية : أنه أفاد سبحانه بقوله : (الذي خلقكم ثم رزقكم) أن الرزق قد أمضى شأنه وأبرع أمره ، وليس للقضاء فيه أمر يتجدد في الأحيان ولا ينعاقب بنعاقب الزمان ، وإنما ينجدد ظهوره لا نبونه.
والرزق يطلق على فسعين: ما سبق في الأزل قضاؤه ، وعلى ما ظهر بعد وجود العبد إبداؤه، والأية تحتمل الوجهين، فإن كان المراد ما سبقت به الأقدار فثعم" لترتيب الأخبار، وإن كان العراد رزق الإظهار فهى ننبيه للاعتبار ، وسر الآية التى سيفت من أجل إثبات الإلهية لله سبحانه كأنه يفول : يا من يعبد غير الله (الذي خلقكم ثم رزقكم ثع يميتكم ثع يتييكغ) فهل تجدون هذه الأوصاف لغير5? أم يمكن أن يكون لأحد من خلقه؟ فمن انفرد بها ينبغى أن يعرف بإلهيته ويوحذ في ربوبينه، ولذلك قال بعد ذلك : (هل من شركانكم من يفعل من ذلكم من شيء سبعانه وتعالى غما يشركون) [الروم :40] الآية الثالثة في امر الرزق : قوله سبحانه: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسلك رزقا نعن نرزقك والعاقبة للتقوى) إطه : من أجل الرزق .
- التنوير في إسقاط التدبي وقى هذه الآية فواند : الأولى: يجب أن نعلع أن النبى صلم وان كان هو المخاطب بهذه الأية فحكمه وو عدها منعلق بأمنه لبضا، فكل عبد مقول له: (وأمر أطلك بالصلاة واصطبر عليه لما نسنالك رزقا نعن نرزقك والعلقبة للتقوى) وإذ قد فهمت هذا فاعلم أن الله أمرك أيها العبد أن تأمر أهلك بالصبلاة ؛ لأناد كما يجب عليك ان تصل أرحامهم بأسباب الدنيا والإيثار بها كذلك يجب عليك أن نصلهم بأن تتندبهم (1) إلى طاعة الله وتجنبه وجود معصيته ، وكما كان أهلك أولى ببرك الدنيوى كذلك هم اولى ببرك الأغروى، ولأنهم رعبك، وقد قال صللم : «كلكم راع وعلقم مسنول عن رعيته» ، وقال الله سبحانه في الآية الأخرى : (وانذر عشيرتك الأقربين) الشعراء : 214] كما قال ههنا : (وأمر أفلك بالصلاة) إطه : الفائدة الثانية : انظر إلى قوله سبحانه ، أمره في الأية أن يأمر أهله قبل أن يأمره هو فو نفسه بالاصطبار عليها ليعلمك أن الآية سيفت للأمر بأمر الأهل بالصلاة، وان غير هذا إنما جاء بطريق النبع ، وإن كان مقصودا في نفسه ، لكنه لما علم العبد أنه مأمور في نفسه بالصلاة لا شك فيه ، فأراد العحق سبحانه ان بنبه العباد على مام لعلهع أن يهملوه، فمر رسوله بذلك ليسمعوا فيتبعوا فيكونوا لذلك مسار عين وعلى القيام به منابرين .
أي : تدعوهم.
التنوير في إسقاط التدبير تقبية: اعلع أنه يجب عليك أن تأمر أهلك بالصملاة من زوجة أو أمة أو ابنة أو غعير ذلك ، ولك أن نضربهع على بركها (1) ، وليس لك عند الله حجة أن تقول : أمرت فلم يسمعوا، فلو علموا لنه يشق عليك نرك الصلاة كما يشق عليك إذا أفسدوا طعام أو تركوا من مهمانك أمرا ما تركوا، بل اعتادوا منك أنك تطالبهم بحظظوظ نفسك، و لا تطالبهم بحقوق سيدك؛ فلاجل ذلك أهملوها، ومن كان محافظا على الصلا وعنده أهل لا يصلون وهو غير أمر لهم بها حشر يوم القيامة في زمر، المضلعين للصلاة، فإن قلت : إنى أمرتهع فلم يفعلوا، ونصحتهم فلم يقبلوا، وعاقبت على ذلك بالضرب فلع يكونوا فاعلين لها ، فكيف أصنع ? فالجواب أنه ينبغى لكك مفارقة ما يمكن مفارقته ببيع(2) أو طلاق، والإعراض عما لا يمكن بيوننه عنك بذلك(3)، وأن نهجرهم في الله ، فإن الهجر في الله يوجب الصلة به .
القايدة القالفة: قوله سبحانه : (واصطبر عليها) فيه إشارة أن في الصلاة نكليفا للنفوس شاقا عليها ؛ لأنها نلتى في اوقات ملاذ العباد واشغالهم فتطالبهع بالغروج عن ذلاد كله إلى القيام بين يدى الله، والفراغ مما سوى الله ، ألا ترى أن صلاة الغداة نأتيهم في وقت منامهم في وقت الذ ما يكون العنام فيه? فطلب الحق منهم نرك حظوظهم لحقوقه، ومرادهم لمراده، ولذلك كان في نداء الصبح خاصة : "الصلاة خير من النوم" ، واما صلاة الظهر فنها نأتيهم في وقت قيلولتهع ورجوعهع من تعب أسبابهم ، وأما صلاة العصر فإنها تأتيهم وهم في متاجر هع وصنائعهع منهمكون، وعلى (1) يعنى : ضربا غفيفا غير مبرح لا يخدش وجها ولا يكسر ضلعا للتذكير والتنفير عن ترك الصلاة.
ى : بيع العبد أو الأمة إن كانا لا يصليان.
صفحه نامشخص
(3) أى : تعرض عمن لا تستطيع مفارقته ببيعه أو بطلقه ، كلجار وصديق العمل وغير ذلا بحيث يعرف ان إعراضاد عنه لأجل ترقه للصلاة .
1 التنوير فى إسقاط التربب أسباب دنياهم مفبلون، وأما صلاة المغرب فإنها نأتى في وفت تناولهم لأخذيتهم وما يقيمون به وجود بنينهم، وأما صلاة العشاء فإنها نتأتى ود كرت(1) عليهم مناعب الأسباب التى كانوا فيها في بياض نهارهم، فلذلك قال سبحانه: (واصتطبر عليها) وقال : (حافظوا على الصلوات) [البقرة :238]، وقال : (إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا) [النساء :1٠3]، وقال : (والقيموا الصلاة) [النور : 56] ومما يدلك على أن في الفيام بالصلاة تكاليف العبودية ، وأن القيام بها على خللف ما تفتضيه البشرية قول الله سبحانه : (واسنتعينوا بالصير والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الغاشعين) [البقرة :45] ، فجعل الصبر والصلاة مفترنين إشارة إلى أن يعتاج نهى الصلاة إلى الصبر ، صبر على ملازمة أوقانها ، وصبر على القيام بعسنوناتها وواجبانها، وصبر يمنع القلوب فيها من غفلاتها، ولذلك قال سبحانه بعد ذلك (وإنها لكبيرة إلا على الغاشعين) ، فأفرد الصلاة بالذكر ولم يفرد الصبر به لو كان كذلك لقال : وإنه لكبير ، فذلك يدل على ما قلناه ، أو لأن الصبر والصلاة مقترنان متلازمان في الآية الأخرى : (والله ورسنوله لعق أن يرضنوه» االتوبة وقال : (والذين يكنزون الذهب والفضئة ولا يتفقونها) [النتوبة :34] ، وقال : (وإذ رأوا تجارة أو لهؤا انفضوا إليها) الجمعة : 11]، فافهم . والصملاة شأنها عظيم وأمرها عند الله جسيم، ولذلك قال الله سبحانه : (إن الصلاة تنهى عن الفكشاء والمنكر) [العنكبوت : 45]، وقال رسول الله صلعم لما سنل : أى الأفعال لفضل؟ فقال : ص، ال : «العصلى يناجى ربه» ، وقال : «أقرب ما يقون العبد من ربه في السجود» .
ى : أتت عليهم وعاد تعها عليهم .
(2) فلن الله سبحانه ورسوله 4 متلتمان من حيث وجوب إرضانهما ، وإرضاء رسوله 5 عين إرضاء الله تعالى.
التنوير في إسقاط التدبير ورأينا أن الصلاة الجنمعت فيها من العبوديات ما لح يجمع في غيرها ، منها: الطهارة ، والصمت ، واستقيال القبلة، والاستفتاح بالتكبير، والفراءة، والقيام والركوع والسجود، والنسبيح في الركو والسجود ، والدعاء في السجود ، إلى غير ذلك ، فهى مجموع عبادات عديدة ؛ لأن الذكر بمجرده عبادة ، والقسراءة بعجردها عبادة، والنسبيح والدعاء عبادة ، والركوع والسجود والقيام كل بعجرده عبادة ، ولولا خشبه الإطالة لبسطنا الكلام في أسرارها وشوارق أنوارها ، وهذه الللمعة ههنا كافية والحمد لله.
الفائدة الرابعة : قوله سبحانه: إلا نسنلك رزقا نخن نرزقد)؛ أى: لا نسألك ان ترزق نفسد ولا أهلك، وكيف نأمرك بذلك ونكلفك أن ترزق نفسك وأنت لا نستطيع ذلك؟ وكيف يجمل بنا أن نأمرك بالخدمة ولا نقوم لك بالقسمة؟ فكأنه سبحانه لما علع أن العباد ربما شوش عليهع طلب الرزق في دوام الطاعة ، وحجزهم ذلك عن التفرغ للموافقة، فخاطب رسوله ليسمعوا فقال : (وأمر أهك بالصلاة واصطبر عيها ل نسألك رزقا نعن نرزكك)؛ أى: قم(1) بخدمتنا ونحن نقوم لك بقسمتنا، وهما شينان شىء ضمنه الله لك فلا تنهمه(2)، وشىء طلبه منك فلا تهمله ، من اشتغل بما ضمن له عما طلب منه فقد عظع جهله وانسعت خفلته، وقلما يتنبه لمن يوقظه، بل حقيق على العبد أن يشتغل بما طلب منه عما ضمن له ، إذا كان سبحانه قد رزق أهل الجحود ، فكيف لا يرزق أهل الشهود? إذا كان قد لجرى رزقه على أهل الكفران كيف لا يجري رزقه على اهل الإيعان ؟
1) في المخطوط القم) والصعيح المثبت ف: تسار ع إليه وتتشوق إليه، من (النهمة ) وهي التطق الشديد، وفي نسنة مطبوعة اتتبعه).
التنوير في إسقاط التدبي ققد علمت أبها العبد أن الدنيا مضمونة لك ؛ أى : مضمون لك منها ما يقوء بأودك(1) ، والآخرة مطلوبة منك ؛ أى : العمل لها لفوله سبحانه : (وتزودوا فإن غير الزاد التقوى» [البفرة : 197] ، فكيف يثبت لك عفقل أو بصيرة واهتمامك فيما ضمن لك اقتطعك عن اهنمامك بما طلب منك ، حتى قال بعضهع : إن الله ضعن لنا الدني وطلب منا الآخرة فليته ضمن لنا الآخرة ، وطلب منا الدنيا وفي قوله سبحانه : إنعن نرزقاد) وإتيانه به على هذه الصيغة ليدل ذلاو على الدوام والاستقرار ؛ لأن قولك : أنا أكرمك" كيس قولك" : لنا لكرمتاك" ؛ لأن قوله : أنا أكرمك" يدل على لكرام بعد إكرام ، وقولك : أنا أكرمنك لا يدل إلا على أن ثع إكراما كان يدل وقوعه من غير أن يدل على التكرار والدوام ، فقوله سبحانه (نحن نرزقك) أى رزقا بعد رزق، لا نعطل عنك منتنا ولا نقطع عنك نعمتنا، كما نفضلنا على العباد بالإيجاد فلذلك أيضا قمنا لهم بدوام الإمداد ، ثع قال سبحانه : (والعاقبة للتقوى) كأنه سبحانه يقول : نعن نعلم إذا تبثت(2) لغدمنتنا وتوجهت لطاعننا معرضا عن لسباب الدنيا تاركا للدخول فيها والاشتغال بها لا يكون رزقك فيها رزق المنرفين ولا عيشك عيش المتوسعين ، ولكن اصبر على ذلك ، فإن العاقية للمتقين، كما قال سبحانه في الآية الآخرى : (ولا تمدن عينيك إلى ما متعا ب أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهع فيه ورنق ربك خير والبقي) إطه: فإن قلت : لماذا خص النقوى بالعاقبة وأهل النقوى لهم مع العلقبة العيشة الطيبة في الدنيا لقوله نعالى : (من عمل صالحا من ذكر أو لنثى وهو مومن فلنخيينه عياة طيبة» [النحل :97] ؟ فاعلم أنه سبحانه يخاطب العباد على حسب عقولهم ، فكأنه يقول : أيها العباد ، إن نظرتم لأهل الغفلة أن لأهل الغفلة والعدوى (2 بدنك وبنيتك.
(2) التبتل : التعبد والتفرغ.
(3) أى : الاعتداء والقتراف المعالصى ، قل تعالى : (وكلتوا يعتدون) الآية .
صفحه نامشخص