22 ومن لوازه العبودية إسقاط الددبير مع الله وإن شنت قلت : صبر عن حظوظ البشربة، وصبر على لوازم العبودية() وكذلك لا يصح الشكر إلا لعبد نرك التدبير مع الله تعالى ؛ لأن الشكر كما قال الجنيد(2) - رضى الله عنه : الشكر أن لا يعصى الله بنعمه ، ولو لا العفل الذى ميزك به على أشكالك وجعله سببا لكمالك لم نكن من العدبرين معه ؛ إذ الجمادات والحيوانات لا تدبير لها مع الله لفقدان العقل الذي من شلنه النظر الى العواقب والاهتمام بها، ويناقض ليضا مقام الخوف والرجاء؛ إذ الغوف إذا توجهت سطواته إلى القلوب منعها لن نتسنروح الى وجود التدبير ، والرجاء اليضما كذلك ؛ إذ الراجى قد امتلا قلبه فرحا بالل ووقته مشغول بمعاملة الله ، فأى وقت يسعه التدبير مع الذ ?!
وينلقض أيضا مقام التوكل ، وذلك أن المتوكل على الله من القى قياده إليه واعتمد في كل الأمور عليه ، فمن لازم ذلك عدم التدبير والاستسلاع لجريان المقادير ، ونعلق إسفاط التدبير بمفام التوكل والرضا أبين من سعلقه بسائر المقامات ، ويناقض أيضا مقام المحبة ؛ إذ المحب مستغرق في حب محبوبه ، وترك الإرادة معه هى عين مطلوبه(3) ، وليس يتسع وقت المحب للتدبير مع الذ ؛ لأنه قد شغله عن ذلك حبه لله .
التنوير في إسقاط الندر ب وبناقض أبضا مفام الرضا وهو بين لا إشكال فيه؛ وذلك لأن الراضى فد لكنفى وكذلك فال بعضهم: من ذاق شينا من خالص محبة الله ألهاه ذلك عما سواه، بيدبير انه، فكيف بدبر معه وهو قد رضى بندبير25! ألع تعلع أن نور الرضا يغسل من الفلوب غناء(1) الندبير ؟ فالراضى عن الله بسطه نور الرضا لأحكام الله فليس له تدبير مع الله، وكفى بالعبد حسن اخنيار سيده له فافهع.
لو كان عبد صادقا لأطعتة 5 إن المحب لمن يعب مطيغ الغثاء : لصله الزبد والهالك والبالى من ورق الشعر المخالط زبد السيل . وشبه هنا التدبير مع الله ببعض ذلك أو كله . "القاموس المحيط" مع زيادة شرح .
الننوير في إسقاط التدبير فصل اتلم أن الذي يحملك على إسقاط التدبير مع النه والاخنيار أمور : الأول : علمك بسابق ندبير الله فيك، وذلك أن تعلم أن الله كان لك قبل أن نكون لنفسك(1)، فكما كان لك مدبرا قبل أن نكون ولا شيء من ندبيرك معه كذلك هو مبحانه بعد وجودك، فكن نه كما كنت له بكن لك كما كان لك وكذلك قال أبو الحسين الحلاج(2) : كن لي كما كنت لى في حين لع أكن .
فسأل من الله أن يكون له بالندبير بعد وجوده كما كان له بالتدبير قبل وجوده ؛ لأنه لك قبل ان نغرج إلى الدنيا ونحن في ارعام الأمهات لا نعلم شيئا ، ولم يقتمل لنا عقل فندبر به مع خالقنا - تعالى عن ذلك علوا كبيرا - فننتقا من طور إلى طور ومن غلق إلى غلق آخر ونعن بين يدي مليك مقتدر مدبر بيده كل شيء سيدى أبو العسين العلاج : وهو من اهل بيضاء فارس ، ونشا بواسط العراق ، صحب الجنيد والنورى وعمرو بن عثمان المكى والفوطى وغيرهم - رضى الله عنهم أجمعين - والمشايخ في أمره مختلفون ، رده أكثر المشايخ ونفوه وأبوا أن يكون له قدم فى التصوف وقيله بعضهم، منهع أبو العباس بن عطاء ومعمد بن عنيف وابو القاسم النصر أباذى، وأثنوا عليه، وصععوا حاله، وعكوا عنه كلامه، وجعلوه أعد العحققين، وقد اشار القشيرى إلى تزكيته هيث ذكر عقيدته مع عقيدة أهل السنة أول الكتاب فتحا لباب حسن الظن به ، ثم ذكره في آخر الكتاب لأجل ما قيل فيه. ومن كلامه : حجبهم بالإسم فعلشوا، ولو أبرز لهم علوم القدرة طاشوا ، ولو كشف لهم عن الحقيقة لعاتوا . وكان يقول : اسماء الله من حيث الإدراك اسع ، ومن حيث العق حقيقة . وممنل عن المريد فقال : هو الرامى بأول قصده إلى الله تعالى فلا يعرج هتى يصل. وسنل عن التصوف وهو مصلوب، فقال للسانل: أهونه ما نرى. وكان يقول: ومن لاعظ الأعمال عجب عن المعمول له ، ومن لعظ المعمول له هجب عن رؤية الأعمال . وفى تاريخ ابن غلكان ما نصه : قتل الحسين العلاج ولم ينبت عليه ما يوجب القتل - رضى الله عنه . الطبقات الكبرى - لسيدى الشعرانى - (ب1 ص185 : ص- 187) الننوير في إسقاط التدبير قبل وجود العبد كان مدبرا بعلم الله وليس هناك للعبد وجود فتفع الدعوى منه لندبير نفسه فيقع الغذلان لأجل ذل الندبيز به ، فإن قلت : فإنه ف تين لع بكن عدم فكيف ينعلق فاعلم أن للأشياء وجودا في علع الله ولن لع يكن لها وجود فى أعبانها .
فالحق سبحانه ينولى ندبيرها من حيث إنها موجودة في علمه، وفي هذه المسألة غور عظيم لببس هذا الموضع محلا لبسطه .
(1) نعم هو عدم في عكم البشر في عالم المحسوس لكنه وجود في علم الله وعكمه من يوم ألست بربكم" إلى أن يكون ماء في صلب أبيه إلى أن يكون جنينا في رعم أمه إلى ان يخرج إلى الدنيا. .. فكل ذلك وجود في علم الله تعالى، والله اعلم.
التنوير في إسقاط التدبير بيان وإعلام اعلع أن الحق سبحانه تولاك بندبيره على جمبع أطوارك، وقام لك في كل ذلك بوجود إبرارك، فقام لك بحسن الندبير يوم المقادير ، يوم (ألست بربكم قالوا بلى) [الأعراف : 172] ومن حسن ندبيره بك حينئذ أن عرفك به فعرفته، وتجلى لك فشهدنه، واستنطقك والهمك الإقرار بربوبينه فوحدته ، ثع إنه جعلك نطفة مستودعة في الأصلاب، وتولاك بتدبيره هنالك حافظا لك وحافظا لما أنت فيه، واصلا لاد المدد بواسطة من أنت فيه من الأباء إلى أبيك أدم ، ثم قذفك في رحم الأم فتولاكد حسن تبيره حينئذ، وجعل الرحم لك أرضا يكون فيها نبانك، ومستودعا تعطى فيه حياك ، شع جمع بين النطفنين وألف بينهعا فكنت عنهما لما ثبتت عليه الحكمة الإلهية من أن الوجود كله مبنى على سر الازدواج ، شم جعلك بعد النطفة علقة مهيأة لما يريد الله سبحانه أن ينقلها إليه ، نح بعد العلقة مضغة ، نع فتق سبحانه في العضغة صورنك واقام بنيكك ، شم نفخ فيك الروح بعد ذلك ، ثم غذاك بدم العبيض في رحم الأم فأجرى عليك رزقه قبل أن يخرجك الى الوجود ، ن ابقاك في رحم الأم حنى فويت أعضاوك واشتدت اركانك ليهينك إلى البروز إلى ما قسم لك أو عليك ، ولببرزك إلى دار يتعرف فيها بفضله وعدله إليك(1) ، شم لما أنزلك إلى الأرض لما علم سبحانه أنك لا نستطيع نناول خشونات المطاعم ، وليس لك أسنان ولا أرحاء (2 نسنعين بها على ما أنت طاعع، فأجرى الثديين بالغذاء اللطيف ، ووكل بهما مسنكث (1) فان ما يضير الى العبد من ربه إما أن يكون فضلا منه وكرما ، وإما أن يكون عدلا بازاء شسىء ، فمن اكرمه الله فبفضله ، ومن علقبه في الدنيا أو الآخرة فبعدله ، فاللهم عاملنا بالفضل 2 بالعدل، وبالإحسان لا بالميزا.
(2) في المشطوط (أرجاء) بالجيم المعجمة ، والظاهر أن الصحيح (أرعحاء) بالعاء المهملة جمع رصى ، وهو ما يطعن به الطعام .
صفحه نامشخص