(2) العانوت : الدكان.
في المخطوط (على) والعشهور من لفظ الحديث (مع) كما هو مثبت .
الننوبير في إسقاط التدبير ي 89 استلحاق وعليك أيها المؤمن بغض طرفك في حين خروجك الى سببك إلى حين ترجع، ولنذكر قوله: (قل للمومنين يغضوا من البصارهم ويحفظوا فروجهع ذلك أزكى لهع) [النور :30]، وليعلم أن بصره نعمة من الله عليه ، فلا تكن لنعع الله كفورا، وأمانة الله له فلا يكن لها خائنا، ولتذكر قوله سبحانه: (يعلم خاثنة الاعين وما تخفي الصدور) إغافر : 19] وقوله سبحانه : (ألم يعلم بان الله يرى) [العلق : 14] فإذا أردت أن نرى فاعلع أنه يرى.
وليعلم أنه إذا غض بصره فنح الله بصيرته جزاء وفاقا، فمن ضيق على نفسه في دائرة الشهادة (1) وسع الله عليه في دانرة وقال بعضهم: ما غض أحد بصره عن محارم الله إلا أوجده الله نورأ فى غيب قلبه بيجد حلاوة ذلك.
(1) يعنى : المشاهدة واطلاق النظر إلى الحرام أو ما لا جدوى في النظر والتامل فيه (2) يعضى : فى نزول اللطئف النورانية في القلوب وانفتاح عين البصيرة وعصول بعض الغيب بواسطة الحق كشفا في القلب التنوير فر إسقاط التدبي انطاون اعلع أن الندبير مع الله عند اولى البصانر إنما هو مخاصمة للربوبية ، وذلك لأنه إذا أنزل بك أمرا نزريد رفعه أو رفع عنك أمرا تريد وضعه ، أو هممت بأمر أنت عالم أنه متكفل به لك وقائع به اليك ، كان ذلك منازعة للربوبية وخروجا عن عقيقة العبودية . واذكر ههنا قوله سبحانه : (أولم ير التنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا فو خصيع مبين) إيس : 77) ففي هذه الآية توبيخ للإنسان لما غفل عن أصل نشأته وخاصع منشنه وغفل عن سر بدايته ونازع مبدأه، فكيف يصلح لمن خلق مز نطفة أن ينازع الله في أحكامه أو يضادده في نقضه وإبرامه؟ فاحذر - رحمك انذ بير مع الله ، واعلم أن الندبير من أشد حجب القلوب عن مطالعة الغيوب ، وإنما التدبير للنفس ننبع من وجود المواددة لها ، ولو غبت عنها فناء وكنت بالنه بفا للغيبك ذلك عن التدبير لنفسك أو بنفسك ، وما أقبح عبدا اجهلا بأفعال الله غافلا عن حسن نظر الله! ألم نسمع قول الله سبحانه : (قل كفى بالله) [العنكبوت : 52] فاين الاكنفاء بالله لعبد مدبر مع الله ? فلو اكنفى بندبير الله له لاقنطعه ذلك عن التدبير مع الله.
لتنوير في إسقاط التدبير تنبيه وإعلام اعلم أن التدبير اكثر طريانه على العباد المتوجهين وأهل السلوك من المريدين قبل الرسوخ في اليقين ووجود الفوة والتمكين ؛ وذلك لأن أهل الغفلة والإساءة قد أجابوا الشيطان في الكبانر والمخالفات واتباع الشهوات ، فليس للشيطان حاجة أن يدعوهم إلى التدبير ، ولو دعاهع إليه فليس هو أقوى أسبابه فيهم إنما يدخل بذلك على أهل الطاعة والمتومبهين لعجزه عن أن يدخل من غير ذلك عليهم ، فرب صلحب ورد عطله عن ورده أو عن الحضور مع الله فيه هم التدبير والفكرة في مصالح نفسه، ورب ذى وارد (1) استضعفه الشيطان فألقى إليه دسائس الندبي يعكر عليه صفاء وقنه ؛ لأنه حاسد ، والحاسد أشد ما يكون لك حدا إذا صفت لاد الأوقات وحسنت منك الحالات ، ثم إن وساوس التدبير ترد على كل أحد من حيث عاله، فمن كان نبيره في تحصيل كفابة يومه أو غده فعلاجه أن يعلم أن انه قد نكفل له رزفه فقال سبحانه : (وما من دأبة في الأرض إلا على الله رزقها) [هود : 6] وسيأتى بسط القول في أمر الرزق بعد هذا في باب مفرد - إن شاء الله عالى - ومن كان ندبيره في دفع ضرر عدو لا طاقة له به ، فليعلع أن الذي بخافه ناصيته بيد الحق سبحانه ، وأنه لا يصنع إلا ما صنعه الحق فيه(2) ، وليذكر قول ان سبحانه: (ومن يتوكل على الله فهو عسنبه) [الطلاق:3] وقوله تعالى: (أليس الله كاف عبده ويخوفونك بالذين من ذونه) [الزمر :36] وقوله سبحانه : (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا عسنينا الله ونغ الوكيل فانقلبوا بنغمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوأ رضوان الله والله (1) الوارد : قل ما يرد على العبد من المعلقى الغيبية من غير تعمد من العبد . انظر "المهبم الصوفي» د/ عبد المنعم العفنى (2) وليعلم أن من غاف شينا سلطه الله عليه ، كما ورد عن سيدنا عمر - رضى الله عنه.
92 التنوير في إسقلط التدبير ذو فضل عظيم) اال عمران :3 ] وأصنغ(1) بسمع قلبك إلى قول « سبحانه : (فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تغافي ولا تعزني) االقصص : ولنتعلم أن الحق سبحانه أولى من اسنجير به فأجار لقوله سبحانه : (وهو يجير ولا يجار عليه) [المؤمنون :88]، وأولى من اسنحفظ فحفظ لقوله : (فالله غير حافظا وهو أرعم الرلحمين) أيوسف :4 6] وإن كان التدبير من أجل ديون حلت ل وفاء لها ولا صبر لأربابها فاعلم أن الذى يسر لك بلطفه من أعطاك هو الذى ييسر بلطفه الوفاء عنك (هل جزاء الإخسان إلا الاعسان) االرحمن : وأف لعبد يسكن لما في يديه ولا يسكن لما في يد الحق له ، وإن كان الندبي من أجل عايلة تركنهم بعد ممانك هو الذي يقوم بهم في حضورك وغيبتك فى حياك ، ولنسمع ما قال رسول الله صلم : «اللهم أنت الصلعب في السفر والغليفة في الأهل» فالذي ترجوه أمامك هو الذي يرجى لما وراعك ، واسمع قول بعضهع : إن الذى وجهت وبهى له 5 هو الذى غلفت فى أهلى لم يخف عنه هالهم ساعة 5 وفضله أوسع من فضلى (2 ولأن الله أرحح بهع منك فلا نتهتم لمن هو في كفالة غيرك، وإن كان تدبيرك واهتمامك من أجل مرض نزل بك تخاف أن تتطاول ساعلته ونمتد أوقاته فاعلم أن للبلليا والأسقام أعمارا ، فكما لا يموت حيوان إلا عند انقضاء عمره كذلك ] تنقضى بلية حنى ينفضى ميقاتها، والذكر قوله سبحانه: (فإذا جاء أجلفع ي يممتأغرون ساعة ولا يستقدمون) [الأعراف : 34] وكان ولد لبعض المشايخ نوفى أبوه وبقى بعده فامتسك عليه أمداد الوقت ، وكان لأبيه لصحاب قد نفرقوا بالعراق ، ففكر أى أصحاب أبيه يقصد ؟ نم أجمع عزمه على أن يقصد اوجههم عند الناس للما قدم عليه لكرمه ولجل محله ، نم قال : يا سيدى وابن سيدى ما الذي جاء بى? 1 ى المخطوط بالغاء المعجمة ، والصحيح المثبت.
البيتان من بحر البسيط التنوير في إسقاط التدبير قال : نوففت على أسباب الدنيا قأربد ان ننعدث لى عند أمير البلدة لعل أن بجعلنى على جهة من جهانه نكون بها نمشية حالى، فأطرق الشيخ مليا نم رفع راسه إلبه وقال : ليس في قدرنى أن أجعل أول الليل سحرا ، أين أنا منك إذا وليت حكم العر افين ، فخرج ولد الشيخ متغيظا ولم يفهم ما قاله الشبخ الصالح، فانفق أن طلب الخليفة من يعلم ولده فدل عليه وقيل له : ولد الشيخ فلان، فأحضر ليعلم ولد الخليفة فعكث يعلم ولد الخليفة مدة النعليع وجالسه بعد ذلك حنى تكملت أربعين عاما، فنوفى الخليفة واستخلف ولده الذى كان هذا معلما له فولاه حكم العر اقين .
وإن كانت الفكرة لأجل زوجة أو أمة فقدنها كانت توافقد في أحوالك ونقوم بمهمات اشغالك، فاعلع أن الذى يسرها لك فضله لم ينفذ واحسانه لع ينقطع، وهو فدير على أن يهبك من مننه ما يزيد حسنا ومعرفة على من فقدت، فلا نكن من الجاهلين ، ووجوه الدد كما ننعدد يتعدد علاجانها، واستقصاء وجوهها وعلاجاتها لما سبيل إليه لاننشارها وعدم انحصارها ، ومنى أعطاك الله الفهم عنه عرفك كيف تصنع 14 - التنوير في إسقاط التدبير تنبيه وإعلام اعلع أن التدبير إنما يكون من النفوس لوجود الحجاب فيها ، ولو سلع القلب من مجاورنها وصين من محادثها لم يطرقه طوارق الندبير وسمعت شيخنا أبا العباس - رضى الله عنه - يقول : ن الله سبحانه لما خلق الأرض على الماء اضطربت فأرساها بالجبال فقال : (والجبل ارساها) [الناز عات : 32] ، كذلك لما خلق النفس اضطربت فأرساها بجبال العقل . اننهى كلام الشيخ أبا (1) العباس - رضى الله عنه - فأى عبد توفر عقله والنتسع نوره فنزلد عليه السكينة من ربه فسكنت نفسه عن الاضطراب وونقت بولى الأسباب فكان مطمينة ، أى خامدة سلكنة لأحكام الله ثابنة لأقداره معدودة بتالييده وانواره خارجة عن التدبير والمنازعة للمقادير ، اطمأنت لمولاها لعلمها بأنه يراها ، (أوكم يوف بربك انه على قل شيء شهيد) إفصلت :53]، فاستحقت أن يقال لها : (يا أيتها النفس المطمننة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فلخلي في عبادي والنغلي جنتي) االفجر وفي هذه الآية خصائص عظيمة ومناقب لهذه النفس المطمننة جسيمة منها : أن النفوس ثلاثة : أمارة ولوامة ومطمئنة، فلم يواجه الحق سبحانه واحدة من الأنفد الثلاثة إلا المطمننة، فقال في الأمارة : (ن النفس لأملرة بلمنوء) أيوسف :53) وقال في اللوامة : (وكا أقسع بالنفس اللولمة) [القيامة :2 ]، وأقبل على هذه بالخطاب فقال: (يا أيتها النفس المطمننة) [الفجر :27].
الثانى : تكنيته إياها ، والنكنية في لغة العرب تجليل في الخطاب وفغر عند ذوى الألبا (1) هكذا في المخطوط إلها) على لغة لزوم الأسماء الستة لللف رفعا ونصبا وجراء التنوير في إسقاط التدبير الثالث : مدحه إياها بالطمأنبنة ثناء منه عليها بالاسنسلام إليه والنوكل علبه الرابع : صفته هذه النفس المطمننة ، والمطمئن هو المنخفض من الأرض ، فلما انخفضت بنواضعها وانكسارها أثنى عليها مولاها اظهارا لفخارها لقوله للم : دهن تولضع لله رفعه، الغامم : قوله : (ارجعي إلى ربن راضية مرضية) فيه إشارة إلى أنه لا يؤذن للنفس اللوامة والأمارة بالرجوع إلى الله رجوع الكرامة ، إنما ذلك للنفس المطمننة لأجل م هي عليه من الطمأنينة قيل لها : (ارجعي إلى ربك راصية مرضية) فقد لتحنا لاد الدخول إلى حرتنا والغلود في جنننا ، فكان في ذلك تحريض للعبد على مفاء الطصأنينة ، ولا يصل إليه أحد إلا بالاستسلام إلى الله وعدم النتدبير معه السادين : في قوله : (ارجعي إلى ربك) ولم يقل : إلى الرب ولا إلى الله ، فيه إشارة إلى أن رجوعها إليه من حيث لطف ربوبينه لا إلى قهر إلهينه، فكان في ذلك تأنيس لها وملاطفة ونكريع وموالددة.
صفحه نامشخص