بيان: وجميع فرق أهل الإقرار الثلاث وسبعين (¬1) تجمعهم أربعة أصول ، وأحد الأصول المشبهة وهم المتسمون بالسنة والجماعة ، وهم على فرق شتى ، قد ذكرناهن فيما سبق من هذا الكتاب ، ولم يبق منهن إلا أربع فرق: (¬2) حنبلية وشافعية وحنفية ومالكية ، وصاروا فرقة واحدة ؛ لأنهم لا يخطئون بعضهم [4/ب]بعضا فيما اختلفوا ، واختلافهم في الفروع لا في الأصول ، والأصل الرابع الشيع على فرق شتى .
وضلال أهل المذاهب الأربعة أعظمه كفرهم بذات الله ، وتأويلهم لكتابه تعالى ، مما يؤول معناه أنه غير صحيح [مما] (¬3) يخبرنا عنه تعالى من[3/أ] وعيد لأهل الكبائر من أهل الإقرار المصرين حتى يموتوا بغير توبة .
ثم المعتزلة (¬4) أعظم ضلالهم في صفاتهم لله تعالى ، كما أوضحنا ذلك في الجزأين الأولين ، ثم الشيع وأعظم ضلالهم غالبهم في أبي بكر وعمر وعائشة - رضي الله عنهم- ، فمنهم من كفرهم ، أو كفر بعضهم ولعنهم ، ومنهم من توقف عن الولاية وعن البراءة منهم .
¬__________
(¬1) في ب والسبعين.
(¬2) في ب فرقة.
(¬3) في أ ما.
(¬4) هم أتباع واصل بن عطاء ، وكان واصل ممن يحضرون مجلس الحسن البصري العلمي حتى وقع الخلاف بينه وبين الحسن البصري في مرتكب الكبيرة ، فيقول واصلا أن مرتكب الكبيرة ليس بكافر ولا مؤمن بإطلاق ، بل هو منزلة بين المنزلتين ، واعتزل مجلس الحسن ، فقال الحسن : اعتزلنا واصل فسموا بالمعتزلة.
ويروى عنهم ليس أحد يستحق اسم الاعتزال حتى يجمع القول بالأصول الخمسة:"التوحيد ، العدل، الوعد والوعيد المنزلة بين المنزلتين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"
فإذا جمعت هذه الأصول فهو معتزلي.
صفحه ۳۲