تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

رجراجی d. 899 AH
48

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

ژانرها

القول الثالث : [ سمي محمدا ، لكثرة حمد الناس والملائكة له ؛ لأنه يحمد في السموات وفي الأرض ويدل على هذا القول ](¬1)ما رواه بعض العلماء في مولده : أنه - عليه السلام - لما ولد أمر عبد المطلب(¬2)بجزور فنحرت ، ودعا رجال قريش وكانت سنتهم في المولود إذا ولد في استقبال الليل أن يجعل عليه قدرا حتى يصبح ، ففعلوا ذلك بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فأصبح وقد انشق عنه القدر ، وهو شاخص ببصره إلى السماء ، فلما حضر رجال قريش وطعموا قالوا لعبد المطلب بم سميت ولدك هذا ؟ قال : سميته محمدا ، قالوا : ما هذا من أسماء آبائك ، فقال : أردت أن يحمد في السموات والأرض فهذا الخبر يدل على أنه سمي محمدا ، لأنه يحمد في السموات(¬3)والأرض

ولك أن تقول : سمي محمدا لاشتماله على الأوصاف المحمودة ، وكثرة حمد الناس وحمد الملائكة له - صلى الله عليه وسلم - .

وإنما قلنا محمد من أوزان المبالغة : لأن أصله من حمد يحمد تحميدا ، فاسم الفاعل حامد ، واسم المفعول محمود ، فإذا أريد المبالغة ، فيقال في اسم المفعول محمد ، مثاله قولك : "كسرت الإناء فهو مكسور" ، فإذا أردت المبالغة في كسره شقفا ، فتقول : كسرته فهو مكسر ، إذا لم تبق في الإناء شيئا ، فمحمود لا مبالغة فيه ومحمد فيه المبالغة ، كالمكسور والمكسر .

صفحه ۱۰۶