تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

رجراجی d. 899 AH
115

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

ژانرها

والدليل على هذا : أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، قال : سمعت هشام بن حكيم(¬4)يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأها عليه ، فأتيت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت له يا رسول الله : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأتنيها ، فقال له - عليه السلام - : اقرأ ، فقرأ كما سمعته ، فقال - عليه السلام - : هكذا أنزلت ، فقال لي : اقرأ فقرأت ، فقال - عليه السلام - : هكذا أنزلت . (( إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ))(¬5)، وفي لفظ آخر : ))نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف فاقرءوا كيف شئتم))(¬1). فلا يجوز لأحد أن يقرأ بما يخالف المرسوم في مصحف عثمان - رضي الله عنه -

وأما القراءة باللغات الموافقة للمرسوم في مصحف عثمان ، فهي جائزة لثبوت صحتها بنقل العدول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما هو المعروف عند القراء(¬2)السبعة الناقلين عن الصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين(¬3).

وهاهنا عشرون سؤالا :

أحدها ما فعل عثمان - رضي الله عنه - بالصحائف حين نسخ منها المصاحف؟

فقيل : ردها إلى حفصة ، وقيل : بل خرقها ، أي مزقها وشققها ، قطعا لمادة الخلاف ، وهذا القول هو المشهور(¬4)، وعليه الجمهور .

قال أبو عمرو في المنبهة(¬5):

وشققوا الصحف والمصاحفا بعد وما مرسومه قد خالفا

السؤال الثاني : ما عدد النسخ التي جمع(¬6)فيها عثمان القرآن؟

ففيه قولان(¬7): - قيل أربع نسخ ، - قيل سبع نسخ .

والمشهور الذي عليه الجمهور أربع نسخ : إحداها إلى المدينة ، وأخرى إلى البصرة وأخرى إلى الكوفة ، وأخرى إلى الشام .

ومن قال هي سبع نسخ ، قال الخامسة إلى اليمن ، والسادسة إلى البحرين ، والسابعة إلى مكة .

وقد أشار أبو القاسم الشاطبي في العقيلة إلى هذين القولين ، فقال(¬8):

صفحه ۱۷۵