254

تنبه الأديب على ما في شعر أبي الطيب من الحسن والمعيب

تنبه الأديب على ما في شعر أبي الطيب من الحسن والمعيب

ژانرها

يراد من القلب نسيانكم...وتأبى الطباع على الناقل

خاتمة الكتاب

واسم الله لقد أفحم أبو الطيب البلغاء بعقد الحكم، بعقد الحكم، وأعجز، وأخذ عليهم الرهان في

قصبات السبق، وأحرز، ولو لم يكن له إلا ذلك، وإرساله المثل، لكفاه، ولتقدم به على كل من سواه.

وكيف وهو معدن الأدب الذي يستخرج نضاره، وسراجه الذي تقتبس منه أنواره، وسلطان الأدباء

الذي خفقت عليه في الفصاحة بنود الإمامة، وتقدم لحمل رايات آدابه قدامه بين يديه قدامه: هذا وقد

انتهى، ما اجتنيناه من ثمرات أوراق ديوانه، وأفرغ في قالب الفراغ ما سبكناه من تبر نقده المأخوذ

من عقيانه، ولاح في أفق الكمال بدر تمامه، ونفح من عبير الانتهاء مسك ختامه، ووفى ما لتزمنا به

من غير تفريط ولا إفراط، ولا تحمل ولا اشتطاط، سالكين في ذلك سبيل الأنصاف متجنبين طرق

التعصب والاعتساف، منبهين على ما لا يستغني عنه من تزه طرفه بمطالعة ديوان أبي الطيب،

جامعين فيه ما عسى أن يعترض به معترض، أو ينتقده متأدب.

صفحه ۲۵۴