317

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل أحدهما أنه عليه الصلاة والسلام يجب أن يكون عالما باستحالة الرؤية على الله تعالى خلافا لما ذكره أبو الحسين في أحد وجهيه من أنه يجوز أن يكون غير عالم باستحالة الرؤية على الله تعالى، ويدل عليه أمران: أما أولا فلأن الأنبياء عليهم السلام يجب أن يكونوا أعرف الخلق بذات الله تعالى اال و صفاته وما يجوز عليه وما لا يجوز، فكيف يخفى على موسى حال العلم باستحالة الرؤية على الله تعالى مع ما في تجويزها من إيهام الجسمية والعرضية والحصول في الجهة، والله يتعالى عن ذلك كله.

وأما ثانيا فلأنه عليه الصلاة والسلام لما جوزوا الرؤية وطلبوها بقولهم: أرنا الله جهرة.

قالوا: (أتهلكنا بما فعل السفهاء منا)(1). فأنكر ذلك عليهم وعده سفها وضلالا، فكيف جوز آن ينكره عليهم ويكون حاصلا على مثله.

وثانيهما أن سؤاله للرؤية ما كان عن نفسه وإنما كان عن قومه، ويدل عليه أمران: أما أولا فلأنه عليه الصلاة والسلام لما فهم منهم طلب الرؤية أنكر عليهم غاية الإنكار وألقمهم الحجر في امتناعها وأعلمهم بما اقترحوا من الخطأ، كما اقترحوه في قوهم: (اجعل لنا إلما كما لهم آلهة )(2). فأبوا إلا التمادي في جهلهم ولجاجهم بقولهم: أرنا الله جهرة.

وبقولهم: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة. وكانوا حين كلم الله موسى يسمعون كلامه، فلما سمعوا كلام الله تعالى أرادوا عملا على رآي فاسد أن يرى موسى ربه، فيرونه معه، فقال موسى سائلا لهم ليرد منه تعالى ما يقطع لجاجهم ويحسم شغبهم: رب آرني آنظر إليك.

- سورة الأعراف: آية 155.

2- سورة الأعراف: آية 138.

صفحه ۳۱۷