============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنتوحيل بسم الله الرحمن الرحيم اللهم عونك الحمد لله القيوم الذي لم يتناه في العقول فيكون في مهب فكرها مكيفا ولا انحصر في الخواطر فيصير في زويانها محدودا مصرفا، المتعالي الذي إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع حقيقته وحاول الفكر المبرأ من خطر الوساوس أن يقع على كنه معرفته وتولهت(1) القلوب للاحاطة بكيفية صفاته وغمضت مداخل العقول لتنال علم ذاته ردعها وهي تجوب في مهاوي سدف2) الغيوب متخلصة إليه، وكف أناسي أبصارها عن أن تناله وتقع عليه فرجعت إذ جبهت معترفة بأنه لا ينال بجور الاعتساف كنه عظمته ولا تخطر ببال أولي الزويات خاطرة من جلال عزته.
وأشهد ألا إله إلا الله أرانا من ملكوت قدرته وعجائب ما نطقت به آيات حكمته ما اال دلنا باضطرار على قيام الحجة على معرفته فصار كل ما خلق حجة موصلة إليه ودليلا اال واضحا بقدرته عليه، فحجته بالتدبير ناطقة ودلالته على المبدع قائمة، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الكاشف لما التبس من آياته والمتحمل لودائع رسالاته وعلى آله الطيبين.
أما بعد فإن شرف هذا العلم يظهر من أوجه خمسة : اولها شرف المعلوم، ولا شك أن الغرض الأهم والمطلوب الأعظم من علم الكلام معرفة الله تعالى وصفاته وحكمته، ولا شك أنه سبحانه أشرف المعلومات، فيجب أن يكون العلم به أشرف العلوم.
1- توطت أي احتارت وذهبت بلهفة كل مذهب. انظر القاموس المحيط مادة (وله).
- التدف محركة: الصبح، واقباله، وسواد الليل، ويطلق أيضا على اختلاط الضوء والظلمة معا، كوقت ما بين طلوع الفخر إلى الإشفار. انظر القاموس المحيط مادة (سدف).
صفحه ۲۸