============================================================
السبيد شح معالم العدل والتوحيل الشبهة الثالثة قد ثبت أنه تعالى مختص بصفات الكمال، حتى لا كمال إلا وهو حاصل عليه، وجهة فوق هي أشرف الجهات، فيجب أن يكون تعالى مختصا بها وحاصلا فيها.
وجوابه من وجهين: أما أولا فنقول: شرف الجهة ليس أمرا ذاتيا يختص الجهة نفسها، وإنما هو شرف بالاضافة، فجهة العلو إنما شرفت على جهة السفل لا لأمر يخصها، بل لما فيها من الأنوار وحصول الملائكة الذين هم أشرف الخلق وحصول العرش الذي هو أعظم المخلوقات، فلو حصلت هذه الأمور في جهة السفل لكانت أشرف من جهة العلو. فبطل قولكم إن جهة العلو أشرف.
وأما ثانيا فلأنه لا حيز إلا ويفرض فوقه حيز آخر إلى غير غاية، فإذن لا حيز إلا وهو بالإضافة إلى ما فوقه سفل، فيجب ألا يحصل في شيء من الجهات.
وأما الشبهة السمعية، فقد تمسكوا بظواهر الآيات التي توهم الجهة كقوله تعالى: (الرخمن على العزش استوى)(1)، وقوله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم)(2)، وقوله تعال: (أأمنتم من في السماء)(3)، وقوله تعالى: (إلنه يضعد الكلم الطيب) (4)، وقوله تعالى: (تغرج الملائكة والروح إلنه)(3)، وقوله: (وهو القاهر فوق عباده)(5).
ا- سورة طه: آية5.
2- سورة النحل: آية 50.
3- سورة الملك: آية 16.
4- سورة فاطر: آية 10.
5- سورة المعارج: آية4.
6- سورة الأنعام: آية 18.
صفحه ۲۷۸