194

============================================================

الشهيد شح معالم العدل والتوحيل وأما ثانيا فلو قلنا بإثبات المعاني فطريق ثبوتها إنما هو الجواز، وهذه الصفة واجبة كما قررناه فيما سلف، فثبت أن الادراك ليس بمعنى:.

ل وأما الثاني وهو أن هذه المدركية هل هي من قبيل الأحوال أو من قبيل المعاني. فالأمر فيه يسير، والأليق أنها بقبل الصفات والأحوال أشبه؛ لأنها حالة نسبية إضافية يستحيل تعقلها من دون العلم بما اختص بها وهو ذات المدرك بخلاف اللون والطعم فإنه يمكن تعقلهما بانفرادهما من دون أمر آخر، ثم نعرف بعد ذلك بدليل منفصل أنه لا بد من المحل.

المسألة الرابعة في إثبات المدركية في حقه تعالى، وهو المقصود.

ال و قد أنكر ثبوتها في حقه تعالى جماعة من البغداديين ورجعوا بها إلى كونه تعالى عالما، ويدل على اتصافه بها طرق ثلاث: الطريقة الأولى محكية عن الشيخين أبي على وأبي هاشم، وتحريرها أن الله تعالى حي لذاته، وكل حي لذاته فإنه يدرك المدرك عند وجوده.

أما المقدمة الأولى فهي ظاهرة، وأما الثانية فهو أن الحيية شاهدا مقتضية للمدركية فيجب في الحيية غائبا أن تكون مقتضية للمدركية، وإنما قلنا: إن الحيية شاهدا مقتضية للمدركية فلأمرين: أما أولا فلأن العضو متى كان من جملة الحي صح وقوع الإدراك به، ومتى خرج من جملة الحي بالقطع والشلل لم يصح وقوع الإدراك به، فوقوفه على الحيية وجودا وعدما يقتضي أن يكون المقتضي لكونه مدركا وهو كونه حيا.

لا يقال: لم لا يجوز أن يكون المقتضي لكونه مدركا هو اتصاله بالحي؛ لأنا نقول: هذا باطل بالشعر والظفر.

صفحه ۱۹۴