============================================================
الشهيد ش معالم العدل والتوحيل واعلم أن مذهب أي الحسين ليس مشبها لمذهب القائلين بالانطباع؛ لأنه يشرط تأثير المدرك في الهواء ثم يحصل الهواء في نقطة الناظر لا الانطباع، كما ذهبوا إليه، ويجب أن يطالب هو بحقيقة هذا التأثير.
الثالث قول أصحاب الشعاع، فقد حكي عن الشيخ أبي هاشم أنه قال: إن الشعاع ينفصل على شكل صورة ترى مستدقة مما يلي المرثي وأوسعه مما يلي الرائي، فإذا كان المرثي بعيدا كانت تلك الزاوية أدق وأصغر؛ فلأجل ذلك وجب أن نرى الكبير صغيرا. فهذه الأمور هي السبب في رؤيتنا للكبير صغيرا.
المسألة الثالثة في أن الإدراك هل هو معنى أم لا.
فنقول: المشهور من مذهب الأشعرية أن الإدراك معنى يؤثر في المدركية، وإلى هذا ذهب أ بو علي وأبو القاسم. وأما أبو هاشم فيذهب إلى آنه ليس بمعنى، وقبل الخوض في الدليل لا بد من تلخيص محل النزاع.
واعلم أن إثبات الإدراك أمر زائد على ذات المدرك مما لا خلاف فيه بين العقلاء، وإنما النزاع واقع في أمرين: أحدهما أن هذه المدركية معللة بمعنى هو الادراك أم لا. فعند الأشعرية أنها معللة بالادراك، وعند الشيخ أبي هاشم وأصحابه أنها غير معللة بمعنى بل هي صادرة عن كون الذات حية بشرط عدم الآفة.
وثانيهما أن الإدراك إذا ثبت أنه أمر زائد على ذات المدرك فهل هو من قبيل الأحوال أو من قبيل المعاني.
أما الأول فهو أن هذه الصفة معللة بمعنى، فقد احتج المعتزلة على بطلانه بوجوه:
صفحه ۱۹۱