التألیف الطاهر در شیمهی پادشاه ظاهر که به دفاع از حق برخاست، ابوسعید جقمق
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
ژانرها
94ظ
فاقتضى رأيهم التعيس أن يتوجهوا إلى طرابلس • وكان نائبها إذ ذاك المقر الأشرف السيفي جلبان وكان إذ ذاك وقد عصي نائب الشام وراسل بكري برميش فلما توجه بكري برميش إلى طرابلس كان المقر السيفي جلبان فيه كفاية للتراكمة غير أنه إختشى أن يلاقي عليه نائب الشام اينال فيبقى بين عدوين وضعيفان يغلبان قويا فأخذ على الساحل إلى الأمراء المجتمعين بغزة وسيأتي ذكرهم فوصل بكري برميش إلى طرابلس فدخلها ونهب ما بها من أموال وثقل ولم يكن قصده عمارة البلاد فإنه تركماني ونهب بيوت الأمراء والأكابر وفرق العسكر السلطاني وعاثوا وأفسدوا كما يختارون فإنها كانت فرصة فساد كفرصة يونس الرماح • ولما قضوا مأربهم من الفساد في طرابلس واجتمع عليه التراكمة واطمأنوا إذ لم يوجد أحد قاومهم هيئوا أمرهم وعرضوا عساكرهم والتف عليهم بن سقلسين المذكور وعلي باردين اينال وبن غيمان من تراكمة طرابلس ورجعوا إلى حلب وحاصروها نحوا من ستة وعشرين يوما وهم حوالي البلد يعيثون ويعثون • وأرسل بكري برميش إلى بن قزمان • وإلى موسى بن قرا التركماني القصاد والخيول المسومة • والخلع الفاخرة • وطلب منهم الحضور فأجابهم موسى بن قرا وتخبطت • البلاد الشمالية بأسرها • وعانت المفسدون في سهلها وجبلها بكمالها • وكانت من أقبح الفتن • وأبشع الشرور • فسبحان اللطيف الخبير • ذكر ما فعله الأمين سليمان بن دلغادر من الخير في هذه • الوقائع • ثم إن الأمير سليمان بن دلغادر لما بلغه هذا الأمر من سعادته وإرشاد الله تعالى إياه أن استعمل فكره الصائب • وكان مولانا السلطان من قديم الزمان محسنا إليهم كما هو محسن إلى غيرهم شعر • • والخير أبقى وإن طال الزمان به •
95و
وكان بين الدلغادرية • وبين هؤلاء التراكمين البغاة كان عداوة سوء موروثة مع أن الدلغادرية لم يصدر منهم عصيان قط غير أن في بعض الأوقات كانوا يخافون على أنفسهم لأن الحرمة السلطانية أدامها الله تعالى وأقامها باسطة فكانوا يتأبون عن الحضور إلى المواقف الشريفة فإذا توجه إليه أحد من العساكر المنصورة ما كانوا يقابلون ولا يشهرون في وجوههم سيفا بل كانوا يتحصنون في الجبال والأماكن الوعرة • فأراد الأمير سليمان المذكور أن يكافئ بعض الصدقات الشريفة السلطانية السالفة فاهتم لذلك وبذل جهده • واستقصى في الذب عنها • والقيام بحقوقها ما أمكنه • فعرض جماعته من الدلغادرية • واستدعى الرؤوس من أصحابه وهو الأمير اشلماس بن كبل والأمير أحمد بن بن بوزجا • والأمير عثمان بن كندز المرحوم أيلوك بن رمضان فأجابوه واتفقوا أنهم يكونون يدا واحدة • ويمشون على بكري برميش ويراسلون الأمراء والعساكر السلطانية • والنواب المقيمين على الطاعة الشريفة • لعل الله يرزقهم بياض الوجه عند مولانا السلطان ففعلوا ذلك وتوجهوا فلما أحس بهم المخذول بكري ديرمش لم يسعه إلا الهرب منهم والتوجه إلى البلاد الحموية فإنه كان أجبن من صافر • وكان هيئة بلا فحوى • وصورة بلا معنى • فارتحل من مرج دابق وأخذ على شرقي حلب إلى حماه • وهو مع ذلك يكاتب اينال الحكمي ويراسله ولا يجترئ على المجيء إليه • والاجتماع به • لأنه لم يكن بينهما جهة جامعة إلا العصيان وإنما هو تركماني • وذلك جركسي • وبينهما مباينة أكيدة • فكان يخاف منه غير أنه كان يراسله بسبب العصيان • وأكد الخوف منه أنه لما سمع أنه عصى • وقبض على الأمراء • ثم أنه أطلقهم ولم يتعرض لهم بسوء • زاد ذلك إنكاره وخوفه منه • وقال ربما يكون عصيان اينال الحكمي من أجلي حتى يقبض علي ويتوجه بي عنه السلطان ويرفع ما صدر منه بسببي فلم يزد علي المراسلة والكاتبة والمصادقة من بعيد
95ظ
إلى أن قضى الله عز وجل فيه ما يريد وانكسر اينال الحكمي • وتوجهت العساكر المنصورة إلى بكري برميش وفر منهم وقتل كما سيأتي بيانه مفصلا بعد قضية اينال واستمر يكاتب اينال جهارا وكان اينال قبل أن يظهر العصيان يباطنه بالمراسلة ويغريه على العصيان ويكاتب المنافقين من المصريين • ذكر اينال الحكمي ومبدأ عصيانه وما كان يبدوا منه • من امارات المخالفة • ثم إن سودون الخاصكي وهو أخوا38 اينال قدم إلى الشام قبل أن يعصي أخوه وذلك بعد أن قتل قرقماز وجاء على يده مراسيم شريفة • وخلعة فاخرة سنية • وأموال جمة من دنانير عديدة • وفي ضمن التوقيع الشريف بعد التلطف والترفق له أن يكون مطلق التصرف • مبسوط اليد في الممالك • يولي من يشاء • ويعزل من يختار • فليس فوق يده يد • فتصور أن ذلك إنما يفعل معه خوفا منه • وإنما كانت الأمور في مبادئها ومولانا السلطان نصره الله نصرا مؤزرا • إنما فعل ذلك على جاري عادته الشريفة من تلافي خاطر الكبير والصغير • فلما وقف اينال على هذه التلطف والمكاتبة الحسنة لم يتمالك نفسه فصرخ وقال مصرحا يا مسلمين كيف يحل من الله يخلع الملك العزيز بن استاذنا • وتقتل اخوتنا • وخوشد اشينا • ثم بعد ذلك يفعل باغتنا الأمير قرقماز ما يفعل • ويقتل شر قتلة • بعد إذلاله وإهانته • أليس كان ملكا • أما كانت تحفظ حرمته • وإذا فعل هذا بالملوك العظام • أيش يبقى للناس قدر غير أن اينال لم يظهر عصيان • وكان كلما ورد مرسوم شريف تلقاه بالقبول وقابله بالتعظيم التام • والتوقير والاحترام • وأظهر الطاعة والانقياد على الرسم المعتاد • ثم إنه اتفق مع أخيه سودون بأمور وجهزه إلى القاهرة ورد جواب المراسيم بأنه مقيم على الطاعة • وفي باطنه أمور وشرور ردها الله في
96و
نحره • ثم اينال شرع يستخدم كما من ذكره ويأخذ أهبة العصيان • وانتشر بين الخاص والعام أنه عاص • والعامة لسان الفلك • ثم أنه استشار نائب القلعة السيفي فارس في عمل مكحلة فأشار عليه بذلك فجمع النحاسين والاستادين وشرع في عمل ذلك في الاصطبل • وكان قد حضر إلى دمشق استأذن من حلب فاستعملوه في عمل المكحلة مع بن قطلوبك النحاس وغيره • وكان المقر المرحوم الناصري سيدي محمد بن مبحك في مصر • وكان اينال منتظرا قدومه ليبني ما يفعله من الخروج والعصيان على ما يرد على يديه فورد المرحوم الناصري المشار إليه يوم الخميس خامس شهر رمضان المذكور واجتمع باينال يوم الجمعة وكان على يده خلعة فاخرة سنية • لا يمكن أعلى ولا أغلى منها • وإنعامات ملوكية • وفرس لائق بالملوك كامل العدة • ومن الذهب النقد على ما نقل أربعة عشر ألف دينار إلى غير ذلك فأوصلها المقر الناصري لاينال • وكان المقر الناصري من أولاد الملوك وممن قد انفرد بالوجاهة • والحشمة • والرئاسة • ويمن الرأي • وقبول الكلام • وحسن المداراة مع الكبير والصغير • وطلبه الخير لعامة المسلمين • والسعي في أنواع البر والمعروف • وإغاثة الملهوف • واحياء ما دثر من الصدقات والأوقاف وبذل المجهود في كل ما يتصور من أنواع البر والإحسان • والقرب من الناس • واللطف • وحسن الخلق • وقلة الطمع • والكف عما في أيدي الناس • إلى غير ذلك وكان يقول الحق ولا يخاف إلا الله تعالى • ولا يأخذه في الله لومة لائم ولهذا صار مقبول القول عند الكبير والصغير • ولما اجتمع باينال خلا به وقال يا مولاي ملك الأمراء إن الناس يقولون كلاما • أنا أكبرك أن أفوه به في حضرتك وأعيذك بالله منه فإن رسمت لي قلته قال قل يا امير فلا بأس قال حاشا لله أن ننسب على مخالفة وعصيان الله الله يا مولانا ملك الأمراء اتشفع
96ظ
إليك بالله الذي لا إله إلا هو وبالجناب الرفيع • وبسائر الأنبياء والمرسلين • والملائكة والمقربين • وأتشفع إليك بك أن لا تحرك ساكنا • وانظر إلى الدماء التي أريقت في حلب بسبب عصيان هذا التركماني فإن كان زل به القضاء ورجع إلى أصله وما جبل عليه من الفساد الذي لا يمكنه أن يخفيه فعقل مولانا ملك الأمراء وحشمته أعظم وأجل من ان يوافقه ويظهر عليه اسم العصيان • والبغي • والمخالفة • قط ما ورثت على أحد خير إنما فائدتها ذهاب النفوس • وإراقة الدماء • وتمزيق المال • واستجلاب غضب الله تعالى وسخطه • ودمار العباد • وخراب البلاد • ثم إنه قبض على ذيله وعض عليه وكشف رأسه بين يديه فقال اينال معاذ الله يا مولانا الأمير أن يصدر مني شيء يضر المسلمين • وأرجوا من الله أن لا يكون إلا ما يرضيك • • ذكر مجاهرة اينال بالعصيان • ثم لما حصل اينال على المال وانتهى أمره فما كان ينتظره من قدوم الناصري سيدي محمد بن مبحك لبس الخلعة يوم السبت سابع شهر رمضان وأوكب من قبة ىلغا ودخل إلى دار السعادة في أبهة تامة • وعظمة كاملة • والسمع يوقد بين يديه والناس تدعوا له • ثم أمر أن تجتمع الأمراء وجميع المباشرين يوم الإثنين لاستماع المراسيم الشريفة بحيث أنه لا يتخلف منهم أحد • وأرسل إلى الجناب السيفي فارس أمير نائب القلعة يستشيره فيما أراد فأجابه بالسمع والطاعة واجتمع به ليلا وأتى بمفاتيح القلعة وقال له أنا مملوكك وممتثل أوامرك السعيدة فإن استمررت بي فانا لك كما تحب • وإن أحببت أن تولي من اخترت فالأمر إليك فقال بل استمر على ما أنت عليه فإنك امين وناصح • • ذكر أمير قاني صو • ثم إن قاني صو الذي كان نائب سيس وصار من المقدمين في الشام كان في الجهة القبلية فكأنه ظفر برجل معه كتاب إلى المصريين أن اينال عصى فقبض عليه وأتى به إلى اينال
صفحه نامشخص