التألیف الطاهر در شیمهی پادشاه ظاهر که به دفاع از حق برخاست، ابوسعید جقمق
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
ژانرها
30ظ
هذا مع واحد من أحاد الفقهاء فقد أضعت حشمة الملك فقال إسماعيل يا أخي إن عزة تزول بتعظيم العلم والعلماء • وملك يحصل الوهن فيه • وكسر الناموس بإكرام ورثة الأنبياء لجدير أن لا يكون • وحقيق أن يذل ويهون • أنا ما عظمت هذا الرجل وإنما عظمت العلم الذي شرفه الله تعالى به • فلما نام السلطان إسماعيل تلك الليلة رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستبشر فقال له يا إسماعيل أكرمت عالما من علماء أمتي ومشيت معه سبع خطوات • فيملك من ولدك بعدك سبعه بنين • ويكون الملك في ذريتك إلى سابع ولدك • وأما أخوك إسحاق فليس له في الملك نصيب وكذا كان كل هذا من بركة التواضع وهذا باب واسع • ويلزم من التواضع الشفقة والحنو • والبذل • والسخاء • والرضى • والعدل • واتباع الحق • والحياء • وغالب الصفات المحمودة • وهذه الصفات السعيدة قد صارت كلها ملكة لمولانا السلطان خلد الله تعالى أيامه الزاهرة • وجمع له بين خيري الدنيا والآخرة وهذا لا يحتاج إلى دليل فإن الصبح لا يخفى على ذي عينين • وأما تواضعه وقربه من الناس فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت الكلام بين يديه • ورفع الحوائج إلى مسامعه الشريفة أهون وأيسر من تعاطي ذلك من أدنى ذو آذان ومباشر عند أحد من حواشيه وهذا ليس لواحد من الناس مخصوصا بل القريب والغريب • والصغير والكبير في ذلك سواء • وما أشبهه إلا بالشمس إلى نورها • يعم السهل والجبل والبر والبحر • ويصل إلى المشرق • والمغرب • والبحر العذب الذي يغترف به كل أحد كما يختار صافيا غير مكدر • ومن تأمل أوصافه السعيدة • وأفعاله الشريفة • وحنوه وشفقته على كافة الخلائق بعين البصيرة • ونظرها الاعتبار • يتعجب من لطيف صنع الله تعالى وكما احسانه • وفي الحال ينشد شعر •
31و
• ليس من الله بمستنكر • أن يجمع العالم في واحد وليس هذه الخلائق الشريفة • في ذاته المنيفة • على سبيل التكلف والتصنع • وإنما هو سجية وغريزة • وملكه ركيزة • وربما يلوم على ذلك جماعة من الأجلاف • وطائفة من الأجلاب • ومن لا يعرف دقائق المملكة • ودربة السياسة والرئاسة كإسحاق الساماني فيقول أن هيبة الملك • وحشمة السلطنة تقتضي الترفع عن الناس • والاحتجاب عن أبصار الخلائق وعدم الالتفات إليهم • فضلا عن الأذن لأفرادهم • والاجتماع بأحادهم • والانبساط إليهم • وهذا الكلام • والملام كان في مبادئ الأمر شائعا • وبين الأتراك ورؤساء الجند ذائعا • ولم يعلموا ان الفضل من الله يؤتيه من يشاء • وإن العزة لله تعالى • وذهلوا عن قوله تعالى قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء • وعن معنى قوله تعالى ألا تلك آيات الكتاب الحكيم أكان للناس عجبا الآية • فكذلك أكان للناس عجبا أن يرفع عليهم واحدا متواضعا من خيارهم • ويملكه رقابهم • ثم ماذا عسى ينقصه التواضع • واتباع سنة رسوله عليه الصلاة والسلام من ناموس الملك وحشمة السلطنة • وإن الله سبحانه وتعالى لما ملك مولانا السلطان ورفع قدره صار أعلى من على وجه الأرض شرقا وغربا فإنه سلطان ملوك الأرض وملك سلاطين الأقاليم السبعة • وإن جميع ملوك الأرض من الجهات الست قد فرض عليهم أن يحجوا البيت الذي هو تحت حكمه • ويتوجهوا إلى مكة المشرفة وحرما • وإن يطوفوا ببيت الله تعالى الذي هو خادمه وحاكم على جهاته • وأنه لا يجوز لهم أن يدخلوا الحرم ولا يجاوزوا الميقات الذي هو تحت حكمه وجار تحت ولايته الشريفة • إلا حفاة عراة • حاسري الرؤس11 • شعثا • غبرا • تاركي الأوطان متدرعي الأكفان • محرما عليه صيد وحوشه • وقطع أشجاره • واختلاء خلاه • اعظاما 31ظ
له إلى غير ذلك مما فيه تعظيمه وإجلاله وهذا إذا قصوا طوافه وأداء فرض عمرهم والقرب منه وإذا كانوا في أقطار البلاد ونواحي الأفاق فإنه لا تقبل لهم الصلوة التي هي عماد دينهم • والفارقة بين المؤمن والكافر إلا أن يتوجهوا إليه ويضعوا جباههم على الأرض سجدا إلى نحوه وجهته كل يوم وليلة خمس مرات وهذا في حال حيوتهم وأما في حال الممات فلا غنى عن التوجه إلى شطره • والاضطجاع في القبور متوجهين إلى نحوه وهذا القدر من العزة والرفعة ونباهة الشأن • يكفي مولانا السلطان • ولم يسمعوا بمن مضى من الخلفاء الراشدين • ومن تابعهم من الملوك والسلاطين كيف كانت طريقتهم في شرائع السياسة • وكيف كان قربهم من الناس • في حنوهم وشفقتهم عليهم • وعاطفتهم على الضعيف والمسكين واليتيم • وكيف كانت معيشة أولئك وأن عمر رضي الله عنه لما قدم عليه الهرمزان أحد ملوك العجم وبلاد فارس كان عليه رقعة فيها أربعة عشر رقعة • ولما قدم بلاد الشام وتلقاه رؤس الجنود وكان قائد البعير بغلامه فإنها كانت نوبته أشاروا عليه أن يلبس شيئا يمتاز به بين العساكر • وأتوه بمركوب يركبه بين الناس تعظيما له فقال إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب العزة في غيره • ومن صفات عمر رضي الله عنه أنه كان عالما برعيته • عادلا في أقضيته • خاليا من الكبر • قبولا للعذر • سهل العجاب • مصون الباب • متحريا للصواب • رفيقا بالضعيف • غير مجاف للقوي ولا مبعد للقريب وقد قيل أفضل الملوك من كان شركة بين الرعايا لكل واحد منهم فيه قسط ليس أحد أحق به من أحد لا يطمع القوي في حيفه • ولا ييأس الضعيف من عدله • وقد قيل إن احتجاب السلطان عن الرعية شبيه بالموت لأن الميت محجوب لا ينتفع به وأيضا عند أصحاب السلطان تمتد أيدي الظلمة من حاشيته إلى الرعية وتنبسط إلى أموالهم ودمائهم • وأغراضهم الفاسدة • فإنهم قد آمنوا أن المظلوم لا يصل
32و
إلى السلطان • وإن لا يتمكن منه كما يريد وإن أوصل أحد خبره إلى السلطان • فإنها بين حاشيته قلما يبلغ ما يريد كما يريد • ويرى الحق في صورة الباطل • والباطل في صورة الحق وهذا لقوة الأسباب على حصور الفساد في الممالك • والخلد في أمور السلطنة • ومن تيقن معنى قوله صلى الله عليه وسلم كلكم راع ومحقق أنه مسؤول عن الرعية والنظر في أمرها ليرعاه الله تعالى يوم القيامة فكيف يهمل أمر عباد الله تعالى ويحتجب عنهم إذا وكل الله تعالى أمرهم إليه • واختاره على غيره في ذلك • فكيف هو معتهد على غيره • ووكل أمرهم إليه • وخاصة إذا كان ذلك الغير مائل إلى الأغراض الفاسدة • وعرض الدنيا • أو كان قليل الخبرة بمداراة الناس والقيام بمصالحهم • أو غير أهل لما وليه • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة • وفي الأمثال زوال الدول باصطناع السفل • وسئل بعض الملوك عن سبب زوال ملكه فقال شغلتنا آرائنا عن مهماتنا • ووثقنا بكفاتنا في القيام لحاجاتنا • فأشروا مصالحهم عليها • وظلم عمالنا رعيتنا • ففسدن نياتهم لنا • وتمنوا الراحة منا وقل أهل خراجنا فقل دخلنا • فضعف لذلك جندنا • وزالت طاعتهم لنا • وقصدنا عدونا • فقل ناصرنا • وكان أعظم ما خذلنا استتار هذه الأخبار عنا • وأعظم من ذلك الكبر • والإعجاب • والاحتجاب عن الناس • بالحجاب والبواب • ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كنت الأمة من آما المدينة تأخذ بيده فتطوف به على سكك المدينة حتى تقضي حاجتها • وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم من بعده مشهورة • وأحولهم وفرائضهم مذكورة • وأعلام معائشهم ومعاملاتهم مع عباد الله تعالى والتودد إليهم • والقرب منهم على فنن الدهر منشورة • فالذي قد جاء بعدهم • وأطلع على حالهم وأفعالهم • ثم ولي أمور الناس وترفع عما كانوا عليه من جميل الخصال • وشريف الفعال • ولم يرض أن يعيش مثل ما عاشوا • فكأنه تنزه عن 32ظ
طريقهم وما ارتضى عقلهم فيما كانوا عليه وكأنه في نفسه هو أعقل منهم وأعرف بطرق الحشمة • وعن أبي سلمة رضي الله عنه قال قلت لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه ما تقول فيما أحدث الناس من الملبس والمطعم والمشرب والمركب قال يابن أخي كل لله • واشرب لله • والبس لله • وكل شيء من ذلك دخله زهود ومباهاة • أو رياء أو سمعة فهو معصية وسرف • وعالج في بيتك من الخدمة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج في بيته كان يعلف الناصح • ويعقل البعير • ويقم البيت • ويجلب الشاة • ويخصف النعل • ويرقع الثوب • ويشتري الشيء من السوق • فلا يمنعه الحياء أن يعلقه بيده • أو يجعله في طرف ثوبه فينقلب إلى أهله • يصافح الغني والفقير • والصغير والكبير • ويسلم مبتديا على كل من استقبله • من صغير أو كبير أسود أو أحمر • حر أو عبد من أهل الصلوة • ليس له حلة لمدخله • وحلة لمخرجه • لا يستحي أن يجيب إذا دعي وإن كان أشعث أغبر • ولا يحقر ما دعي إليه • وإن لم يجد إلا حشف الدقل • لا يرفع غداء لعشاء • ولا عشاء لغداء • هين المؤنة • لين الخلق • كريم الطبيعة • جميل المعاشرة • طلق الوجه • بسام من غير ضحك • حزون من غير عبوس • شديد من غير عنف • متواضع من غير مذلة • جواد من غير سرف • رحيم لكل ذي قربي ومسلم • رقيق القلب • دائم الأطراق • لم يتسم قط من شبع • ولم يمد يده قط إلى طمع • قال أبو سلمة فدخلت على عائشة رضي الله عنها فأخبرتها بحديث أبي سعيد فقالت ما أخطأ له حرفا • ولقد قصر أدبا أخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمثل سبعا قط ولم يبث إلى أحد شكوي • وكانت الفاقة أحب إليه من اليسار والغني وإن كان ليظل جائعا يلتوي ليلته حتى يصبح فما يمنعه ذلك عن صيام يومه ولو شاء أن يسأل ربه فيؤتيه بكنوز الأرض وثمارها ورغد عيشها من مشارقها ومغاربها لفعل • وربما بكيت رحة له مما أوتي من الجوع فامسح بطنه بيدي فأقول نفسي لك
33و
الفداء • لو تبلغت من الدنيا بقدر ما يقوتك ويمنعك من الجوع • فقال يا عائشة إخواني من أولي العزم من الرسل قد صبروا على ما هو أشد من هذا فمضوا على حالهم • فقدموا • على ربهم فأكرم ما بهم • وأجزل ثوابهم • فاحذر أن ترقيت في معيشتي أن يقصر بي دونهم فأصبر أياما يسيرة أحب إلى من أن ينقص إذا خطي في الآخرة • وما من شيء أحب إلي من اللحوق بإخواني وأخلاني • قالت عائشة رضي الله عنها فوالله ما استكمل بعد ذلك جمعة حتى قبضه الله تعالى • وما نقل من أحواله صلى الله عليه وسلم بجمع جملته أخلاق المتواضعين • فمن طلب التواضع فليقتد به • ومن رأى نفسه فوق محله صلى الله عليه وسلم • ولم يرض لنفسه بما رضي هو به فما اشد جهله • فلقد كان أعظم خلق الله تعالى منصبا في الدنيا والدين • فلا عزة ولا رفعة ولا سلطنة ولا شرف إلى في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم • قال الله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحييكم الله ويغفر لكم ذنوبكم • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم فيرى اختلاف كثيرا • فعليكم بسنتي • وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي • عضوا عليها بالنواجذ • وإياكم ومحدثات الأمور فإنا كل بدعة ضلالة • ولا شك أن غالب ما يفعله ملوك هذا الزمان بدع • لكن الملوك التي سلفت لما لم يقدروا على ما يفعله مولانا السلطان خلد الله ملكه من الأفعال الموافقة للكتاب والسنة واتباع أثار السلف الصالح • لأنها كالجمع بين المتناقضين • احتجبوا عن الخلائق وترفعوا عن الناس • وفعلوا ما لا حاجة إلى ذكره • وتصوروا أن عزة الملك وحشمة السلطنة هو عين ذلك واشتهرت تلك عادة وديدنا • فلو اتفق أن جماعة من الفقراء أو غيرهم كانوا مسافرين ودخل وقت الصلوة فول واحد منهم أذن ونوب للصلوة ربما استسمح بعضهم فضلا عن الأجناد والأمراء ولو شرعوا في أطراف الكلام أو غيبة
صفحه نامشخص