التکمیل و الإتمام لکتاب التعریف و الإعلام فیما أبهم من القرآن
التكملة والاتمام لكتاب التعريف والاعلام فيما أبهم من القرآن
ژانرها
روى عنه أنه قال : يقول أهل التوراة: ابتدأ الله الخلق يوم الأحد، وقال اهل الإنجيل : ابتدأ الله الخلق يوم الإثنين ، ونقول نحن المسلمين فيما انتهى إلينا من رسول الله : ابتدأ الله الخلق يوم السبت .
وذهب أبو جعفر محمد بن جرير الطبري إلى أن أول الأيام يوم الأحد، وروى حديثا عن رسول الله أن اليهود سألته عن خلق السماوات والأرض، فقال : خلق الله الأرض يوم الأحد وساق الحديث ، ففيه البداية بالأحد . وصحح الطبري مذهبه فى أن أول الأيام يوم الأحد على مقتضى هذا الحديث، وخطأ ابن إسحاق فى مذهبه، واحتج لذلك بأن قال : قد ثبت أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ، وصح أن آدم خلق يوم الجمعة فإن بدأت بالسبت كان يوم الجمعة سابعا، وإن بدأت بالأحد كان يوم الججمعة سادسا، فوافق ذلك مقتضى الآية .
قال المؤلف رحمة الله عليه : وهذا يلزم لو سلم له أن يوم الجمعة داخل فى الستة أيام التى خلق الله فيها الخلق، وقد فسر رسول الله ي
خلق الأشياء في الأيام وجعل آدم في اليوم السابع وهو يوم الجمعة حسبما وقع في حديث مسلم وغيره، وسأذكره بعد هذا إن شاء الله تعالى، والصحيح إن شاء الله ماذهب إليه ابن إسحاق، وإليه ذهب الشيخ أبو زيد السهيلى رحمه الله لكنه لم يفصل عما احتج به الطبري، ووجه الإنفصال عندي والله أعلم أنه لم ايثبت في الآية أن آدم عليه السلام خلق فى أحد الستة أيام، وإنما أخبر الله تعالى أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما يعنى من الشجر والدواب والنور وغير ذلك في ستة أيام، فلما انقضى خلق جميع ذلك في الأيام الستة وآخرها يوم الخميس خلق في يوم الجمعة، ولم يخلق آدم مع سائر المخلوقات؛ لأن جميع المخلوقات أو أكثرها خلق لمصالح بني آدم ومعاشهم ، فاقتضت الحكمه خلق آدم عليه السلام بعد الفراغ من جميع مافيه قراره ومصلحته ومعاشه، وكان مبدأ لذريته، فلا حجة فيما ذهب إليه الطبري ، ويؤيد هذا المذهب الحديث الصحيح الذي خرجه مسلم(1) عن أبي هريرة قال : أخذ رسول الله
صفحه ۹۶