============================================================
أخباذ هلال بن الأبسعن المازنى 9 وقرابة. فضر بتها برجلى ضربة رميت بها من بعيد ، ثم أتيت ناقتى فأركبها ثم أضربها هاربا . وجاء معاذ بن جعدة وإخوته، وهم يومئذ تسعة، وعبد الله ابن مالك زوج بنت معاذ ، وذلك فى آخر النهار ، فسمعواء الواعية (1) على الجلايي، وهو دنفة [لم يمت] . فسالوا عن تلك الواعية، فأخبزوا بما كان من استجارة الجلانى بمعاذ بن جعدة ، وضرب هلال له بعد ذلك : فركب الإخوة التسعة وعبد الله بن مالك عاشرهم، وكانوا أمثال الجبال فى شدة خلقهم مع تجدتهم
وركبوا معهم بعشرة غلمة لهم أشد خلقة منهم ، لا يقع الأحده منهم سهمه فى غير موضعه الذى يريده ، حتى تبعوا هلالا . وقد نسل (2) هلال من الهرب يومه ذلك كله وليلته، فلما أصبح أمنهم وظن أن قد أبعد فى الأرضن ونجا منهم . فلما أصبحوا من تلك الليلة قصوا آثره ، وكان لا يخفى أثره على أحلو الغظم قدمه. فلحقوه من
بعد الغد . فلما أدركوه، وهم عشرون ومعهم النثبل والقسى والشيوف ، ناداهم : يا بنى جمدة ، أنشد كم الله ! أن أكون قتلت رجلا غر يبا بترة تقتلونى وأنا ابن عمكم !وظن أن الجلانى قد مات، ولم يكن مات إلى أن اتبعوه وأخذوه . فقال (4) بمعاذ : والله لو أيقنا أنه مات ما ناظرنا بك القتل(3) من ساعتنا، ولكنا تركناه ولم يمت، ولسنا نحب قتلك إلا إن تمتنع منا ، ولا نقدام عليك حتى نعلم ما يصنع جارنا . فقاتلهم وآمتنع منهم . وجعل معاذ يقول لأصحابه وغلمانه : لا ترموه بالتبل ولا تضربوه بالشيوف، ولكن أرموه بالحجارة وأضر بوه بالعصى حتى تأخذوه * ففعلوا ذلك ، فما قدروا على أخذه حتى گسروا من [ إخذى ] يديه ثلاث أصابع
ومن الاخرى إضبعين، ودقوا ضلعين من أضلاعه، وأكثروا الشجاج فى رأسه، (1) الواعية : الصراخ على الميت .
(2) نسل : آسرع فى سيره.
(3) ما ناظرتا بك القتل، أى ما أخرناه
صفحه ۳۴۶