والطبقة الثانية: سليم بن سلام أبو عبيد الله الكوفي، وعمرو الغزال ومن أشبههما. والطبقة الثالثة: أصحاب المعازف والونج والطنابير. وعلى قدر ذلك كانت تخرج جوائزهم وصلاتهم. وكان إذا وصل واحدًا من الطبقة الأولى بالمال الكثير الخطير، جعل لصاحبه اللذين معه في الطبقة، نصيبًا منه، وجعل للطبقتين اللتين تليانه منه أيضًا نصيبًا. وإذا وصل أحدًا من الطبقتين الأخريين بصلة، لم يقبل واحد من الطبقة العالية منه درهمًا، ولا يجتريء أن يعرض ذلك عليه. قال: فسأل الرشيد يومًا برصوما الزامر، فقال له: يا إسحق! ما تقول في ابن جامع؟ فحرك رأسه، وقال: خمر قطربل، يعقل الرجل، ويذهب العقل.
قال: فما تقول في إبراهيم الموصلي؟ قال: بستان فيه خوخ وكمثرى وتفاح وشوك وخرنوب.
قال: فما تقول في سليم بن سلام؟ فقال: ما أحسن خضابه! قال: فما تقول في عمرو الغزال؟ قال: ما أحسن بنانه! قال: وكان منصور زلزل من أحسن وأحذق من برأ الله بالجس؛ فكان إذا جس العود، فلو سمعه الأحنف ومن تحالم في دهره كله، لم يملك نفسه حتى يطرب.
1 / 37