تحقیق وصول
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
ژانرها
قال أبقراط: ما كان من الطعام والشراب أخس قليلا إلا أنه ألذ فينبغي أن يختار على ما كان منهما أفضل وذلك لأن المعدة تحتوي على اللذيذ ويلزمه فيكون هضمها له أكمل وأفضل من الأفضل الغير اللذيذ إلا PageVW0P046A أنه أكره باعتبار العاقبة فلا ينبغي أن يلازم ويفرط فيه لأن الشيء لا يخرج عن طبيعته بالكلية فالإفراط في متابعة الشهوة مما يوجب كثرة الأمراض والدليل على ذلك اغترار الشبان واقدامهم على ذلك بقوة هضمهم فلذلك تكثر فيهم الأمراض بخلاف الكهول.
39
[aphorism]
قال أبقراط: الكهول في أكثر الأمر يمرضون أقل مما يمرض الشباب لما ذكر ولأن كثرة الأمراض الواقعة حميات أو معها حميات فيكون أكثرها حارة والكهول أقل حرارة من الشبان فيكون استعدادهم لها أقل مع أن قواهم لم تضعف بعد ضعفا تستعد به لقبول أمراض المشايخ إلا أن ما يعرض لهم من الأمراض المزمنة على أكثر الأمر يموتون وهي بهم لأن المرض المزمن تطول مدته وقوى الكهول والحرارة الغريزية فيهم تزداد بطول الزمان ضعفا فلذلك لا تقدران على تحليل الأمراض المزمنة هذا ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله ظاهرة.
40
[aphorism]
قال أبراط ما يعرض من البحوحة أراد بها ما يعرض للشيخ من التنحنح بسبب انحدار الرطوبات من رقبته إلى دماغه والنزلة للشيخ الفاني PageVW0P046B أراد بها ما يعرض له بسبب ما ينحدر من رأسه إلى رئته من الرطوبة ليس يكاد ينضج لضعف الحرارة الغريزية وهي فيه في غاية الضعف فلذلك تعجز عن إنضاج أيسر الأمراض كما ذكر وإذا كان كذلك ففي الأكثر يموت وهي به هذا ومناسبة الفصل الذي نذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على مرض ناشيء عن رطوبة.
41
[aphorism]
قال أبقراط: من يصيبه * مرارا (54) كثيرة غشى وهو تعطل حل القوى عن النفود لضعف يحصل للقلب شديد من غير سبب ظاهر بأن يكون عن سدة تحصل للوريد الشرياني أو في مبدأ الأبهر أو لاسترخاء الأغشية التي على فوهاتهما على قول بعضهم فهو يموت فجأة أي يكون مستعدا له فإنه لا يمتنع أن يموت بسبب أخر. تنبيه: سبب هذا الغشى المذكور رطوبة بلغمية لزجة تسد الشريان الوريدي الذي هو مسلك الهواء إلى القلب أو في مبدأ الأبهر الذي هو مسلك الروح إلى جميع البدن أو ترخي الأغشية التي قد جعلت على فوهات المجاري المتصلة بالقلب على ما اختاره البعض ولما ذكر الغشي وفيه تعطل الأفعال ذكر السكتة PageVW0P047A بعده لمشاركتها له في ذلك.
صفحه نامشخص