قال رزين: وهم من ولد ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن يشحب بن قطحان، فولد ثعلبة بن عمرو حارثة، وولد حارثة الأوس والخزرج وأمهما قيلة، فولد الأوس مالكا ومن مالك قبائل الأوس كلها ويقال لهم: أوس الله وهم الجعادرة، سموا بذلك لقصر فيهم، أو لأنهم كانوا اذا أجاروا جارا قالوا له: جعدر حيث شئت أي اذهب حيث شئت كما حكاه ابن زبالة: وولد الخزرج بن حارثة أخو 31
الأوس خمس بنين وتفرقوا بطونا كثيرة، منهم رهط عبادة بن الصامت وبنو زريق وبنو بياضة وبنو سلمة رهط معاذ بن جبل، وقبيلة جابر، ورهط عبد الله بن رواحة، ومنهم بنو النجار وهط أبي بن كعب، ومنهم بنو سالم، وبطون بني ساعدة، ورهط سعد بن عبادة.
وثبت الأوس والخزرج بالمدينة ما شاء الله وكلمتهم واحدة، وملكوا عليهم مالك بن عجلان، لما رأوا من نبله وجلده مع اليهود في أمور يطول شرحها (1).
ثم وقعت بين الأوس والخزرج حروب لم يسمع قط في قوم أكثر منها ولا أطول بسبب أمور لا يسعها هذا المختصر حتى قيل: كانت المدة في ذلك مائة وعشرين سنة (2)، ثم جمع الله كلمتهم بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم نزل قوله تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا) (3) الآية.
فهذه نبذة من أخبار المدينة.
صفحه ۳۱