وقال علي عليه السلامفي بعض خطبه: (فمن أخذ بالتقوى عزبت عنه الشدائد بعد دنوها، واحلولت له الأمور بعد مرارتها، وانفرجت عنه الأمواج بعد تراكمها، وأسهلت له الصعاب بعد انصبابها، وهطلت عليه الكرامة بعد قحوطها، وتحدبت عليه الرحمة بعد نفورها، وتفجرت عليه النعم بعد نضوبها، ووبلت عليه البركة بعد إرذاذها) .
وقالوا: إن أكثر الناس على ذلك، ومن البعيد أن يكونوا على الخطأ، ومن لا يكاد يوجد إلا على سبيل الندرة على الصواب!
قلت وبالله التوفيق: قد تبين بحمد الله الحجة على ذلك من الكتاب والسنة، وإجماع العترة " والعقل أيضا قاض على أن الإعانة على القبيح قبيحة، والكثرة لا تأثير لها في إبطال حجج الله سبحانه لا سيما وقد قال تعالى:{وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} [الأعراف:102] وقال تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}[يوسف:103] وقال تعالى: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله}[الأنعام:116].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا))، ولعل هذا الخبر لا خلاف في صحته، وهو في (الأمالي) لأبي طالب بإسناده إلى جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيه زيادة، وهي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((فطوبى للغرباء)) قيل : ومن هم يارسول الله؟ قيل: ((الذين يصلحون عند فساد الناس)).
صفحه ۳۶۹